فصل: الْفَصْلُ الرَّابِعُ: فِيْمَا يَصْلُحُ لِلدِّلَالَةِ عَلَى الْأَمْرَيْنِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإمام في بيان أدلة الأحكام



{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
التَّاسِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: الذَّمُّ بِالْقَسْوَةِ ونَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِقَسْوَةٍ أَْوْ لِخَزْيٍ: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13].
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ} [البقرة: 74].
{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: 16].
{فَويْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ} [الزمر: 22].
{فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ} [الزمر: 26].
{ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63].
{وإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} [الزمر: 45] الْآيَةُ.
الثَّلَاثُوْنَ: التَّوْبِيْحُ عَلَى الْفِعْلِ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: 95].
{أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 165].
{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} [الشعراء: 128].
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} [المؤمنون: 115].
{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا واسْتَمْتَعْتُم بِهَا} [الأحقاف: 20].
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} [الأنعام: 130].
{أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 30].
الْحَادِيْ وَالثَّلَاثُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِعَدَاوَةِ اللهِ وَمُحَارَبَتِهِ: {فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98].
{فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ ورَسُولِهِ} [البقرة: 279].
الثَّانِيْ وَالثَّلَاثُوْنَ: نَصْبُهُ سَبَبًا لِسُخْرِيَّةِ اللهِ وَنِسْيَانِهِ وَاسْتِهْزَائِهِ: {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ} [البقرة: 15].
{سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79].
{نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67].
{الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ} [الجاثية: 34].
{وكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 126].
الثَّالِثُ والثَّلَاثُوْنَ: وَصْفُ الرَّبِّ تَعَالَى بِالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالصَّبْرِ وَالصَّفْحِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالنِّعْمَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَلَا حِلْمَ ولَا صَفْحَ وَلَا مَغْفِرَةَ وَلَا عَفْوَ وَلَا صَبْرَ إِلَّا عَلَى مُذْنِبٍ أَْوْ عَنْ مُذْنِبٍ وَلَا تَوْبَةَ فِي الْأَغْلَبِ إِلَّا عَنْ ذَنْبٍ وَالذَّنْبُ هُوَ الْمَخَالَفَةُ لِاقْتِضَاءِ الْأَمْرِ أَْوِ النَّهْيِ وَلَا يَكُوْنُ الصَّبْرُ إِلَّا عَلَى مَكْرُوْهٍ أَْوْ عَنْ مَحْبُوْبٍ، لَا أَحَدَ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَدْ تُطْلَقُ التَّوْبَةُ بِاعْتِبَارَاتٍ أُخَرَ وَلَكِنْ غَلَبَ عُرْفُ الشَّرْعِ عَلَى بَعْضِ مُسَمَّيَاتِ التَّوْبَةِ.
الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُوْنَ: نِسْبَةُ الْفِعْلِ أَْوِالْفَاعِلِ إِلَى الشَّيْطَانِ وَتَوَلِّيْهِ وَتَزْيِيْنِهِ: {رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة: 90].
{قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [القصص: 15].
{وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النمل: 24].
{والَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257].
{فَهُو ولِيُّهُمُ الْيَوْمَ} [النحل: 63].
{أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} [المجادلة: 19].
{ومَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ ولِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً} [النساء: 119].
الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُوْنَ: تَشْبِيْهُ الْفِعْلِ بِالْمَذْمُوْمَاتِ: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ} [التوبة: 125].
{كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام: 122].
السَّادِسُ والثَّلَاثُوْنَ: تَبَرُّءُ الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الْفَاعِلِ وَإِظْهَارُ عَدَاوَتِهِ: {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: 26].
{إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ الْعَدَاوةُ والْبَغْضَاء أَبَداً} [الممتحنة: 4].
السَّابِعُ وَالثَّلَاثُوْنَ: شِكْوَى الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الْفَاعِلِ: {رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ} [الشعراء: 117].
{نَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ} [الدخان: 22].
{إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ} [الزخرف: 88].
{إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان: 30].
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً ونَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً} [نوح: 5- 6].
الثَّامِنُ والثَّلَاثُوْنَ: نَهْيُ الْأَنْبِيَاءِ عَنِ الْأَسَى وَالْحُزْنِ عَلَى الْفَاعِلِ: {فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26].
{فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 68].
{ولاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر: 88].
{فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} [الأعراف: 93].
التَّاسِعُ والثَّلَاثُوْنَ: عَدَاوَةُ اللهِ لِلْفَاعِلِ وَحِرْمَانُ ثَوَابِهِ: {فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98].
{عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ} [الممتحنة: 1].
{ويَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللهِ} [فصلت: 19].
{إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50].
{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72].
الْأَرْبَعُوْنَ: تَحْقِيْر الْفَاعِل وَحَجْبُهُ: {أُفٍّ لَّكُمْ ولِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ} [الأنبياء: 67].
{فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزْناً} [الكهف: 105] أَيْ قَدْرًا.
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77].
{ولاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ ولاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} [آل عمران: 77].
{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء والْأَرْضُ} [الدخان: 29].
{إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15].
الْحَادِيْ وَالْأَرْبَعُوْنَ:: نَصْبُ الْفِعْلِ مُحْبِطًا لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ: {ومَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [المائدة: 5].
{ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 104].
{فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ} [البقرة: 217].
{لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ والأذَى} [البقرة: 264].
الثَّانِيْ وَالْأَرْبَعُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِخَيْبَةٍ عَاجِلَةٍ أَوْ آجِلَةٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} [طه: 111].
{وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61].
الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُوْنَ: نَفْيُ وِلَايَةِ الْفَاعِلِ ونُصْرَتِهِ: {وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [التوبة: 74].
{وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [آل عمران: 22].
{مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ} [هود: 30].
{فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ} [هود: 63].
الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُوْنَ: نَهْيُ الْأَنْبِيَاءِ عَنِ الدُّعَاءِ لِلْفَاعِلِ: {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ} [هود: 37].
{وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً} [التوبة: 84].
{فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [هود: 46].
الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُوْنَ: السُّؤَالُ عَنْ عِلَّةِ الْفِعْلِ يَدُلُّ عَلَى التَّوْبِيْخِ بِعُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ فِيْ غَالِبِ الْأَمْر: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ} [آل عمران: 70].
{لِمَ تَلْبِسُونَ} [آل عمران: 71].
{لِمَ تَصُدُّونَ} [آل عمران: 99].
{مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ} [ص: 75].
السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُوْنَ: الْغَيْرَةُ الشَّرْعِيَّةُ: «لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ».
السَّابِعُ والْأَرْبَعُوْنَ: حَمْلُ الْفَاعِلِ إِثْمَ غَيْرِهِ وَالتَّبَرُّءُ وَالتَّلَاعُنُ وَالتَّعَادِيْ وَالدُّعَاءُ فِي الْآخِرَةِ: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل: 25].
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13].
{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً} [العنكبوت: 25].
{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: 38].
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ} [البقرة: 166].
{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [القصص: 63].
{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [الزخرف: 67].
{رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ} [الأحزاب: 68].
{رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً} [الأعراف: 38].
وَأَصْنَافُ الْوَعِيْدِ كَثِيرَةٌ كَسَوَادِ الْوُجُوْهِ وَزُرْقَةِ الْعُيُوْنِ وَالْعَبُوْسِ وَالْبَسُوْرِ وَالذُّلِّ وَتَنْكِيْسِ الرُّؤُوْسِ وَفِيْمَا ذَكَرْنَاهُ دِلَالَةٌ عَلَى مَا تَرَكْنَاهُ وَكُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ عَائِدٌ إِلَى الذَّمِّ أَوِ الْوَعِيْدِ وَلَكِنَّهُ نَوَّعَ تَرْهِيْبًا وَتَحْذِيْرًا وَإِذَا تَوَارَدَتْ هَذِهِ الدَّلَائِلُ عَلَى فِعْلٍ دَلَّتْ عَلَى تَأَكُّدِهِ فِيْ بَابِهِ وَكَذَلِكَ أَدِلَّةُ الْأَمْرِ.

.الْفَصْلُ الرَّابِعُ: فِيْمَا يَصْلُحُ لِلدِّلَالَةِ عَلَى الْأَمْرَيْنِ:

وَهُوَ أَنْوَاعٌ فَنَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ:
الْأَوَّلُ: كِتَابَةُ الْعَمَلِ وَحِفْظُهُ: {وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ} [الانفطار: 10- 11].
{وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} [النبأ: 29].
{وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 52].
{إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} [يونس: 21].
{سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} [مريم: 79].
{سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} [آل عمران: 181].
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].
{مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49].
{وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} [الأنعام: 61].
{إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4].
{أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المجادلة: 6].
{اقْرَأْ كَتَابَكَ} [الإسراء: 14].
{فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ} [الإسراء: 71].
فَمِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْهِيَّاتِ وَمِنْهَا مَا يَدُلُّ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْهِيَّاتِ وَالمَأْمُوْرَاتِ.
الثَّانِيْ: وَضْعُ الْمَوَازِيْنِ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ جَمِيْعًاِ إلَّا أَنَّ الثَّقَلَ يَدُلُّ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْخِفَّةَ تَدُلُّ عَلَى الْمَعْصِيَةِ كَمَا أَنَّ أَخْذَ الْكُتُبِ بِالْأَيْمَانِ يَدُلُّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَخْذُهَا بِالشَّمَائِلِ يَدُلُّ عَلَى الْمَعْصِيَةِ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً} [الأنبياء: 47].
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 102- 103].
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُو فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة (7) وأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: 6- 9].
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ} [الحاقة: 19].
{وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ} [الحاقة: 25].
الثَّالِثُ: الطَّاعَةُ وَالتَّقْوَى فَالطَّاعَةُ عَلَامَةٌ لِامْتِثَالِ كُلِّ أَمْرٍ وَاجْتِنَابِ كُلِّ نَهْيٍ وَالتَّقْوَى خَاصَّةٌ بِفِعْلِ الْوَاْجِبَاْتِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ.
الرَّابِعُ: السَّبِيلُ وَالصِّرَاطُ وَالطَّرِيقُ يَحْتَمِلُ أَن تُحْمَلَ عَلَى التَّقْوَى وَيَحْتَمِلُ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الطَّاعَةِ لِأَنَّهَا مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الثَّوَابِ وَمُخَلِّصَةٌ مِنَ الْعِقَابِ.
وَلَمَّا كَانَ الطَّرِيقُ الْحَقِيْقِيُّ مُؤْدِّيًا إِلَى الْمَقَاصِدِ صَحَّ أَنْ يُسَمَّى كُلُّ مَنْ أَدَّى إِلَى مَقْصُوْدٍ سَبِيلًا وَصِرَاطًا وَطَرِيْقًا.
فَلَمَّا كَانَتِ الطَّاعَةُ مُؤَدِّيَةً إِلَى الثَّوَابِ وَالْمَعْصِيَةُ مُؤَدِّيَةً إِلَى الْعِقَابِ سُمِّيَتَا بِذَلِكَ تَجَوُّزًا: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ} [يُوسُف: 108].
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشُّورَى: 52].
{لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ولاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ} [النِّسَاء: 169].
{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأَنعام: 55].
{وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [يُونُس: 89].
وَأَمَّا الِاسْتِقَامَةُ فَيَجُوْزُ أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الطَّاعَةِ وَيَجُوْزُ أَنْ تُحْمَل عَلَى التَّقْوَى فَيَجُوْز أَن يَكُوْنَ قَوْلُهُ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هُود: 112] بِمَعْنَى: فَأَطِعْ كَمَا أُمِرْتَ" وَيَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ بِمَعْنَى فَاتَّقِ كمَا أُمِرْتَ وَكَذَلِكَ فِيْ قَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فَصَلَّت: 30].
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِيمُوا وَلَن تُحْصُوا» واالْأوْلَى حَمْلُ الِاسْتِقَامَةِ فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْومُ} [الْإِسْرَاء: 9] عَلَى التَّقْوَى لِتَبْقَى لَفْظَةُ" أَفْعَلَ" عَلَى بَابِهَا لِأَنَّ فِعْلَ الْوَاجِبِ وَتَرْكَ الْحَرَامِ أَقْوَمُ مِنْ فِعْلِ الْمَنْدُوْبِ وَتَرْكِ الْمَكْرُوْهِ وَلَوْ حُمِلَتْ عَلَى الطَّاعَةِ لَكَانَتْ لَفْظَةُ" أَفْعَلَ" مَحْمُولَةٌ عَلَى غَيْرِ بَابِهَا وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ أَوْ لَكَانَ الْمُبَاحُ مَوْصُوْفًا بِالِاسْتِقَامَةِ وَهُوَ عَلَى خِلَافِ عُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ.