الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فظاهر هذا الكلام أن الفاء عطفت هذه الجملة المشتملة على الإنكار على ما قبلها من قوله: {قَدْ خَلَتْ} من غير تقدير جملة أخرى.وقال أبو البقاء قريبًا من هذا؛ فإنه قال: الهمزة عند سيبويه في موضعها، والفاء تدل على تعلُّق الشرطِ بما قبله.لا يقال: أنه جعل الهمزة في موضعها، فيوهم هذا أن الفاء ليست مقدمة عليها؛ لأنه جعل هذا مقابلًا لمذهب يونس؛ فإن يونس يزعم أن هذه الهمزة- في مثل هذا التركيب- داخلة على جواب الشرط، فهي في مذهبه في غير موضعها وسيأتي تحريره.وإن شرطية، ومَاتَ و{انْقَلَبْتُمْ} شرط وجزاء، ودخول الهمزة على أداة الشرط لا يُغَيِّر سببًا من حكمها.وزعم يونس أن الفعل الثاني- الذي هو جزاء الشرط- ليس هو جزاء للشرط، وإنما هو المستفْهَم عنه، وأن الهمزة داخلة عليه تقديرًا، فينوى به التقرير، وحينئذ لا يكون جوابًا، بل الجواب محذوف، ولابد- إذ ذاك- من أن يكون فعل الشرط ماضيًا، إذْ لا يُحْذَف الجواب إلا والشرط ماضٍ، ولا اعتبار بالشعر؛ فإنه ضرورة، فلا يجوز عنده أن تقول: إن تكرمني أكرمك ولا يجزنهما، ولا بجزم الأول ورفع الثاني، لأن الشرط مضارع. ولا أإن أكرمتني أكرمك- بجزم أكرمك؛ لأنه ليس الجواب، بل دال عليه، والنية به التقديم، فإن رفعت أكرمك وقلت: أإن أكرمتني أكرمك، صح عنده.فالتقدير عند يونس: أنقلبتم على أعقابكم إن مات محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن الغرض إنكار انقلابهم على أعقابهم بعد موته، وبقول يونس قال كثير من المفسِّرين؛ فإنهم يقولون: ألف الاستفهام دخلت في غير موضعها؛ لأن الغرض إنما هو أتنقلبون إن مات محمد؟وقال أبو البقاء: وقال يونس: الهمزة في مثل هذا حقها أن تدخل على جواب الشرط، تقديره: أتنقلبون إن مات؟ لأن الغرض التنبيه، أو التنبيخ على هذا الفعل المشروط.ومذهب سيبويه الحقُّ؛ لوجهَيْن:أحدهما: أنك لو قدمتَ الدجواب، لم يكن للفاء وجه؛ إذ لا يصح أن تقول: أتزوروني فإن زرتك. ومنه قوله: {أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخالدون} [الأنبياء: 34].والثاني: أنَّ الهمزة لها صدر الكلام، وإنْ لها صدر الكلام، وقد وقعا في موضعهما، والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجوابِ؛ لأنهما كالشيء الواحد.وقد رد النحويون على يونس بقوله: {أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخالدون}، فإنَّ الفاء في قوله: {فَهُمْ} تعين أن يكون جوابًا للشرط، وأتى- هنا- بإن التي تقتضي الشك، والموت أمر محقق، إلاَّ أنه أورده مورد المشكوك فيه؛ للتردد بين الموت والقتل.قوله: {على أَعْقَابِكُمْ} فيه وجهان:أظهرهما: أنه متعلق بـ {انْقَلَبْتُمْ}.والثاني: أنه حال من فاعل {انْقَلَبْتُمْ}، كأنه قيل: انقلبتم راجعين.قوله: {وَمَن يَنقَلِبْ على عَقِبَيْهِ}.قرأ ابنُ أبي إسحاق: {على عقبه}- بالإفراد، و{شَيْئًا} نصب على المصدر أي: شيئًا من الضرر، لا قليلًا ولا كثيرًا. والمراد منه: تأكيد الوعيد، وأن المنقلب بارتداده لا يضر الله شيئًا، وإنما يضر نفسه. اهـ. بتصرف.
وأَمّا الأَسماء المائة التي ذكرها الله في القرآن: نَبِىُّ {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، رَسولٌ {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ}، خاتَم {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}، أُمِّىٌّ {النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}، رَءُوفٌ رحِيمٌ {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}، مُبَشِّرٌ ونَذِيرٌ وشاهِدٌ ودَاعِى {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ}، سِراجٌ منِيرٌ {وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}، بَشِيرٌ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا}، منْذِرٌ وهادٍ {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، صاحِبٌ {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ}، عَبْدٌ {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}، كَرِيمٌ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، وَلىٌّ ونَصِيرٌ {وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيرًا}، الأولى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ}، العَزيز {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}، الرَّحْمَة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً}، نورٌ {قَدْ جَاءَكُمْ مِّنَ الله نُورٌ}، شَهِيدٌ {عَلَى هؤلاء شَهِيدًا}، مُبينٌ {إِنَّمَا أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}، مُرْسَلٌ {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، مُدَّثِّرٌ {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، مُزَّمِّلٌ {يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، مُذَكِّرٌ {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ}، أَمِينٌ {رَسُولٌ أَمِينٌ}، ذِكْرٌ {قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْرًا}، أُذنٌ {قُلْ أُذُنُ} بَيِّنَةٌ {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} هدًى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى}، حَقُّ {فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ}، صِدْقٌ {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ}، حاكمٌ {وَإِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} قَاضِى {إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا} طه {طه مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} يس {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} سَلامٌ {سُبُلَ السَّلاَمِ}، عالِمٌ {فَاعْلَمْ أنه لا إله إِلاَّ الله}، مُسْتَقِيمٌ {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} مُسْلِمٌ {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} شاكرٌ {أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} مُصْطَفَى {اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}، مُجْتَبَى {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ}، مُخْتارٌ {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}، زَرْعٌ {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ}، نِعْمَة {اذْكُرُواْ نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ}، مُرْشِدٌ {وَلِيًّا مُّرْشِدًا}، سَعِيدٌ {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ} حَبِيبٌ {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ} مُطَهَّرٌ {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} طَيِّبٌ {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ}، شَفِيعٌ {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} مُبارَكٌ {رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}، مُصَدِّقٌ {مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}، أَنْفس {جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}، بُرْهانٌ {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ}، ناسٌ {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ الله}، تالِى {يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ الله}، مُخْرِجٌ {وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، رَجُلٌ {أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ}، قَدَمُ صِدْقٍ {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ}، حَمِيدٌ ومَحْمُودٌ {حم}، عَزِيرٌ وسَيِّدٌ وقادِرٌ {عسق}، تَذْكِرَةٌ {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}، مَبْعُوثٌ {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ}، مَعْصُومٌ {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، مُؤَيَّدٌ {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} مَنْصُورٌ {وَيَنصُرَكَ الله}، مَغْفُورٌ {لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ} غالِبٌ {هُمُ الْغَالِبُونَ}، مَعْفُوُّ {عَفَا الله عَنكَ}، مُنْبئٌ {نَبِّئ عِبَادِي}، رَضِئُ {لَعَلَّكَ تَرْضَى}، مُسَبِّح {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}، ساجِدٌ {وَكُنْ مِّنَ السَّاجِدِينَ}، عابِدٌ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ}، مُقْتَدِى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، مَحْفُوظٌ {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله}، مُنادِى {سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ}، مُجاهِدٌ {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} مُسْتَغْفِرٌ {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}، مَرْفُوعٌ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، مُصَلٍّ {فَصَلِّ لِرَبِّكَ}، آمِرٌ ونَاه {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ} مُتَهَجِّدٌ {وَمِنَ الْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ}، مُهْتَدِى {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ}، مُتَوَكِّلٌ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ}، حاشِرٌ وعاقِبٌ ومَاحى وفى الحديث «أَنا الحاشِر يَحْشُر اللهُ الخَلْقَ على قَدَمِى، وأَنا العاقِبُ كُنْتُ عَقِيبَ الأَنْبِياءِ، وأَنا الماحِى مَحَى الله بِىَ الكُفْرَ» أَوَّلُ {وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} أَحْمَدُ {يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، مُحَمَّدٌ {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله}.واسمه صَلَّى الله عليه وسلَّم في الإِنجيل: طاب طاب، أي طَيِّب، وفى التوراة: ماذماذ، أي المرْجُوّ، وفى الزَّبُورِ: فارْقَلِيطا، أي الفارِقُ بين الحقّ والباطل، وفى صحف إِبراهيمَ: اخرايا قدمًا أي السابِق الآخر، وفى صُحُفِ شِيت: صام صام أي القَطَّاع بالحُجَّة، وفى صُحِفِ آدم: مُقَنَّع، وفى صحف شِعْيا وأَرْمِيا: قانِعٌ، وبين طوائِف الطيور عَبْد الجبّار، وبين البَهائِم: عَبْدُ الغَفَّار، وعند الجِنّ: نبىُّ الرَّحْمة، وعند الشَّياطين: نَبِىّ المَلْحَمة.وأَمّا مُعْجِزاتُه صلَّى الله عليه وسلَّم فقد حَصَرها جماعة في مائة معجزة، وهى أَكثر من ذلك، وقال بعضُهم هي أَكثر من الأَلف، وهو الصّحيح، وقد ذكرنا أكثَرها في مَحَلِّهَا من المبسوطات.وأَمّا المائة المذكورةُ في نَصّ القرآن من أَقوالِه وأَفعالِه وأَحواله: فأَقْسَمَ بِعُمْرِهِ بقوله تعالى: {لَعَمْرُكَ}، وذكر عينيه بقوله: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}، وَنَظَرَه بقوله: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} ورُؤْيَته بقوله: {لَقَدْ رأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}، وأُذُنه بقوله: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ}، وكَلامه بقوله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} ولِسانه بقوله: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ}، وَوَجْهَه بقوله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}، وعُنُقَه بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}، وقَلبه بقوله: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رأى}، وصَدْرَه بقوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، وظَهْره بقوله: {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَك} وَيَدَه بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}، ويَمِينَه بقوله: {وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}، وجَنْبَه بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ}، وقامَتَه بقوله: {حِينَ تَقُومُ}، وتَقَلُّبَه بقوله: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} وصَوْتَه بقوله: {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، ورجْلَه بقوله: {طه مَا أَنَزَلْنَا}، وأَيّام نبوّته بقوله: {وَالْعَصْرِ}، وحَياتَه وممَاتَه وصلَواتِه وعِبادَتَه بقوله: {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي} ولِباسَه ومَلْبَسَه بقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، وعِلْمَهُ بقوله: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} وأَمْرَهُ وحُكْمَه بقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}، وذِكْرَه بقوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ونَوْمَه بقوله: {فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا}، ولَيْلَه وتَهَجُّدَه بقوله: {وَمِنَ الْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} ونَهارَه بقوله: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} وضَحْوَتَه بقوله: {وَالضُّحَى} وصُبْحَه بقوله: {وَالْفَجْرِ}، وغُدْوَته بقوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ}، ودُخولَه بقوله: {أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ}، وخُروجَه بقوله: {وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}، ونَفْسَه بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} ودِينَه بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا}، وقَوْلَه بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا} وكتابه بقوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}، وأُمَّتَهُ بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}، وأَصحابَه بقوله: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ}، وأَنْصارَه بقوله: {وَالأَنْصَارِ}، وأَهلَ بَيْته بقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، وأَهلَه وأَزْواجَه بقوله: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وبَناتِه بقوله: {قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ} ومَسْجِدَه بقوله: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} ومَقامَهُ بقوله: {مَقَامًا مَّحْمُودًا} وقِبْلَتَه بقوله: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}، وبَيْعَتَه بقوله: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ} واسْتِغَاثَتَه بقوله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}، واسْتِعانَتَه بقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، واستقامَتَه بقوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} ومَعادَه بقوله: {لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، وبَلَدَه بقوله: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ} {وَهذا الْبَلَدِ الأَمِينِ}، وعطاءه بقوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، وحُكْمَه بقوله: {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ}، وقضاءه بقوله: {إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ}، وجُنْده وَعَسْكَرَه بقوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله} وأَحِبَّاءه بقوله: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله}، واسْتِغْفارَه بقوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ} وحُكْمَه وعِلْمَه ومِنْبَرَه وسِنانَهُ وقَدْرَه بقوله: {عسق}، وكِفايَتَه وهِدايَتَه ويَمِينَه وعِصْمَتَه وصِدْقَهُ بقوله: {كهيعص}، ونزولَه بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}، ونورَه بقوله: {وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ}، وجَرْىَ خَيْله بقوله: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} وعِزَّهُ بقوله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}، وولايَتَهُ بقوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ} وعِصْمَتَه بقوله: {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، وغِناه وفَقْرَه بقوله: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}، ورضاه بقوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} ومَأْواه بقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}، ودَعْوَتَه بقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} ومِيثاقَه بقوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ}، ورِجالَه بقوله: {رِجَالٌ صَدَقُواْ} وقَرَابَتَه بقوله: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} وتَواضعه بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}، وسلامَه بقوله: {فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ}، وتَرتِيلَ تِلاوَتِه بقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} وخُلُقَه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقَدَّه وقامَتَه بقوله: {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ونِعْمَتَه بقوله: {مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}، وأَجْره بقوله: {وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا} وتَذْكِيرَه بقوله: {وَذَكِّرْ}، ومجاهَدَته بقوله: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ} ووَحْيَهُ بقوله: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} وقُرْبَتَه بقوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}، ووُصْلَتَه بقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}، ومُعَلِّمَه بقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}، ووَعْظه وحِكْمَتَه بقوله: {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، وجِدالَه بقوله: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وحَياءهُ بقوله: {فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ} وبَيْتَه ومَنْزِلَه بقوله: {لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِّ}، ورَحْمَتَه بقوله: {وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ}، وعُبُودِيَّتَه بقوله: {لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله}، ومِعْراجَه بقوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، وتَحوُّل أَحْوالِه بقوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبقٍ}، وعَجائِبَه بقوله: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، وعَفْوَهُ بقوله: {خُذِ الْعَفْوَ}، وصَفْحَه بقوله: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ}، وشَرِيعَتَه بقوله: {جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر}، وسُنَّتَه بقوله: {وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} وكذا على هذا ذكره الله تعالى في سبعة آلافِ مَوْضع من هذا الكتاب الكريم، الذي هو أَفضل الكتب، تصريحًا وتعريضًا وكناية، وإِشارة وإِخبارًا وخطابًا وحكاية، لِيَعْلَم العالِمُون أنه أَفضلُ الأَنبياء، وأَشرف الأَصفياء، ومالِكُ ممالِكِ الاصطِفاء والاجْتِبَاء، قال:
|