الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال محيي الدين الدرويش: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .[سورة الليل: الآيات 1- 21] .الإعراب: الواو حرف قسم وجر و{الليل} مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره أقسم و{إذا} ظرف لمجرد الظرفية المجردة عن الشرط وهو متعلق بفعل القسم وقد تقدم البحث فيه، وجملة {يغشى} في محل جر بإضافة الظرف إليها، و{النهار إذا تجلى} عطف على الجملة السابقة، {وما خلق}: {ما} مصدرية أو موصولة عطف على ما تقدم، و{إن سعيكم لشتى} جواب القسم أقسم سبحانه على أن أعمال عباده شتى جمع شتيت وقيل للمختلف المتباين شتى لتباعد ما بين بعضه وبعضه والشتات الافتراق. وفي المصباح شت شتا من باب ضرب إذا تفرق والاسم الشتات وشيء شتيت وزان كريم متفرق وقوم شتى فعلى متفرقون وجاءوا أشتاتا كذلك وشتان ما بينهما أي بعد. وإن واسمها واللام المزحلقة وشتى خبر {إن}. {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى واتقى وَصَدَّقَ بالحسنى فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى} الفاء استئنافية وأما حرف شرط وتفصيل و{من} اسم موصول مبتدأ وجملة {أعطى} صلة {واتقى} عطف على {أعطى} {وصدّق بالحسنى} عطف أيضا، {فسنيسّره} الفاء رابطة لجواب الشرط والسين للتسويف ونيسره فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به و{لليسرى} متعلقان بنيسّره. {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ واستغنى وَكَذَّبَ بالحسنى فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى} عطف على ما تقدم مماثل له في إعرابه. {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تردى} الواو عاطفة و{ما} نافية ويجوز أن تكون استفهامية في معنى الإنكار في محل نصب مفعول مطلق لـ: {يغني} أي أيّ إغناء يغني، وبعضهم يعربها مفعولا مقدّما ويقدّر أي شيء يغني، و{يغني} فعل مضارع مرفوع و{عنه} متعلقان بـ: {يغني} و{ماله} فاعل و{إذا} ظرف لمجرد الظرفية متعلق بـ: {يغني} وجملة {تردى} في محل جر بإضافة الظرف إليها. ولابن خالويه في {تردى} بحث لطيف قال: {تردى} فعل ماض والمصدر تردى يتردى تردّيا فهو متردّ ومنه قوله تعالى: {والمتردية والنطيحة}، يقال: تردى في بئر وفي أهوية وفي هلكة، إذا وقع فيها ويقال: ردي زيد يردى ردى إذا هلك وأرداه اللّه يرديه إرداء ويقال ردى الفرس يردي رديانا، قال الأصمعي: سألت منتجع بن بنهان عن رديان الفرس فقال: هو عدوه بن آريّه ومتمعّكه الآري الآخيّة أي المعلف والمتمعّك الموضع الذي يتمرغ فيه والآري وزنه فاعول سمى بذلك لحبسه الدابة، يقال: تأريت بالمكان إذا لزمته وتحبست به. وقال المبرد: قيل فيه قولان: أحدهما:إذا تردى في النار والآخر إذا مات وهل تفعّل من الردى. {إِنَّ عَلَيْنا للهدى} كلام مستأنف مسوق لإخبارهم بأن عليه سبحانه بمقتضى حكمته بيان الهدى من الضلال. و{إن} حرف مشبّه بالفعل و{علينا} خبرها المقدّم واللام للتأكيد والهدى اسم {إن} المؤخر. {وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ والأولى} الواو عاطفة وما بعدها عطف على ما تقدم مماثل له في الإعراب. {فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تلظى} الفاء عاطفة على مقدّر أي فمن طلب الدنيا والآخرة من غير مالكهما الحقيقي وهو اللّه فقد أخطأ الطريق وضلّ سواء السبيل، وأنذرتكم فعل ماض وفاعل ومفعول به و{نارا} مفعول به ثان وجملة {تلظى} نعت لـ: {نارا} و{تلظى} فعل مضارع والأصل تتلظى.. وعبارة ابن خالويه جيدة وهي: {تلظى} فعل مضارع والأصل تتلظى وقد قرأ ابن مسعود بذلك وقرأ ابن كثير: {نارا تلظى} بإدغام التاء يريد نارا تتلظى ولو كان {تلظى} فعلا ماضيا لقيل تلظت لأن النار مؤنثة والمصدر تلظّت تتلظى تلظّيا فهي متلظية ويقال في أسماء جهنم سقر وجهنم والجحيم ولظى نعوذ باللّه منها وهذه الأسماء معارف لا تنصرف للتأنيث والمعرفة. {لا يَصْلاها إِلَّا الأشقى} {لا} نافية و{يصلاها} فعل مضارع مرفوع والهاء مفعول به و{إلا} أداة حصر و{الأشقى} فاعل {يصلاها}. {الَّذِي كَذَّبَ وتولى} {الذي} نعت لـ: {الأشقى} وجملة {كذب} لا محل لها لأنها صلة {وتولى} عطف على {كذب} داخل في حيز الصلة {وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يتزكى} الواو عاطفة والسين حرف استقبال جيء به للتأكيد ويجنبها فعل مضارع مرفوع ومفعول به و{الأتقى} فاعل والذي نعت وجملة {يؤتي} صلة و{ماله} مفعول به و{يتزكى} فعل مضارع وفاعله مستتر والجملة إما بدل من {يؤتي} فتكون لا محل لها لأنها داخلة في حيز صلة الذي وإما حال من فاعل {يؤتي} أي متزكيا به عند اللّه. {وَما لِأحد عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تجزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعلى} الواو حرف عطف و{ما} نافية و{لأحد} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم و{عنده} ظرف متعلق بمحذوف حال و{من} حرف جر زائد و{نعمة} مجرور بمن لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ و{إلا} أداة استثناء بمعنى لكن و{ابتغاء} مستثنى من غير الجنس لأنه منقطع لأن {ابتغاء وجه ربه} ليس من جنس النعمة أي ما لأحد عنده نعمة إلا ابتغاء وجه ربه والأحسن أن يعرب {ابتغاء} مفعولا لأجله لأن المعنى لا يؤتي ماله إلا لابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة وقرئ {ابتغاء} بالرفع على لغة من يقول ما في الدار أحد إلا حمار فتكون بدلا من محل من نعمة، قال: وقال بشر بن أبي حازم: وسيأتي تفصيل هذه القاعدة في باب الفوائد. {وَلَسَوْفَ يرضى} الواو عاطفة واللام جواب قسم مضمر أي واللّه لسوف يرضى، وسوف حرف تسويف و{يرضى} فعل مضارع وفاعله هو يعود على أبي بكر الذي نزلت فيه الآية لما اشترى بلالا المعذب على إيمانه من سيده أمية بن خلف وأعتقه فقال الكفار إنما فعل ذلك ليد كانت له عنده. .الفوائد: فأبدل اليعافير والعيس من الأنيس، وإلا الثانية مؤكدة للأولى واليعافير جمع يعفور وهو ولد البقرة الوحشية والعيس بكسر العين جمع عيساء كالبيض جمع بيضاء وهي الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة. وذكر سيبويه في توجيه الرفع وجهين: أحدهما أنهم حملوا ذلك على المعنى لأن المقصود هو المستثنى فالقائل ما في الدار أحد إلا حمار المعنى فيه ما في الدار إلا حمار وصار ذكر أحد توكيد ليعلم أنه ليس ثم آدمي ثم أبدل من أحد ما كان مقصوده من ذكر الحمار، الوجه الثاني أنه جعل الحمار إنسان الدار أي الذي يقوم مقامه في الإنس. وقال ابن يعيش: ومن الاستثناء المنقطع قوله تعالى: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} وبنو تميم يقرءونها بالرفع ويجعلون {ابتغاء وجهه} سبحانه نعمة لهم عنده. اهـ. .قال أبو البقاء العكبري: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى: {وما خلق} {ما} بمعنى من أو مصدرية، فعلى الأول من كنى به عن الله عز وجل، و{الذكر} مفعول أو يكون عن المخلوق، فيكون الذكر بدلا من {من} والعائد محذوف {وما يغنى} يجوز أن يكون نفيا: وأن يكون استفهاما، و{نارا تلظى} يقرأ بكسر التنوين وتشديد التاء، وقد ذكر وجهه في قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث}. قوله تعالى: {إلا ابتغاء} هو استثناء من غير الجنس، والتقدير: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربه. اهـ. .قال حميدان دعاس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. .[سورة الليل: آية 1] {وَاللَّيْلِ} جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف {إذا} ظرف زمان {يغشى} مضارع فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة. .[سورة الليل: آية 2] معطوفة على ما قبلها والإعراب مماثل. .[سورة الليل: آية 3] {وَما} اسم موصول معطوف على ما قبله {خَلَقَ} ماض فاعله مستتر {الذَّكَرَ} مفعول به {والأنثى} معطوف على الذكر والجملة صلة. .[سورة الليل: آية 4] {إِنَّ سَعْيَكُمْ} إن واسمها واللام المزحلقة {لشتى} خبرها والجملة جواب القسم لا محل لها. .[سورة الليل: آية 5] {فَأَمَّا} الفاء حرف تفريع واستئناف (أما) حرف شرط وتفصيل {من} مبتدأ {أَعْطى} ماض والفاعل مستتر {واتقى} معطوف على دأعطى. وجملة {أعطى} صلة. .[سورة الليل: آية 6] معطوفة على ما قبلها. .[سورة الليل: آية 7] {فَسَنُيَسِّرُهُ} الفاء واقعة في جواب من والسين للاستقبال ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر {لليسرى} متعلقان بالفعل والجملة خبر المبتدأ من. .[سورة الليل: آية 8] معطوفة على ما قبلها والإعراب واحد. .[سورة الليل: آية 9] معطوفة أيضا على ما قبلها وإعرابه مثل سابقه. .[سورة الليل: آية 10] انظر الآية رقم- 7-. .[سورة الليل: آية 11] {وَما} الواو حرف استئناف {وَما} نافية {يُغْنِي} مضارع مرفوع {عَنْهُ} متعلقان بالفعل {مالُهُ} فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها. {إذا} ظرف زمان {تردى} ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة. .[سورة الليل: آية 12] {إِنَّ} حرف مشبه بالفعل {عَلَيْنا} متعلقان بمحذوف خبر إن المقدم {للهدى} اللام لام المزحلقة (الهدى) اسم إن المؤخر، والجملة مستأنفة لا محل لها. .[سورة الليل: آية 13] معطوفة على ما قبلها وإعرابها مثلها.
|