الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
المجلد الخامس {نأج} (ه) فيه <ادْعُ ربَّك بِأنْأََجِ ما تَقْدِرُ عليه> أي بأبْلَغِ ما يكون مِن الدُّعاء وأضْرَع. يُقال: نأج إلى اللّه: أي تَضَرَّع إليه. والنَّئِيج: الصَّوت. ونَأََجَتِ الرِّيح تَنْأجُ. {نأد} (س) في حديث عُمر والمرأةِ العَجُوز <أجَاءَتْني النَّآئدُ (في الأصل، وا: <النائد> وما أثبتُّ من اللسان، والقاموس.) إلى اسْتِيشاء (في اللسان <استثناء> خطأ. وانظر (وشى) فيما يأتي). الأباعِد> النَّآئِد (في الأصل، وا: <النائد> وما أثبتُّ من اللسان، والقاموس.): الدَّواهي، جَمْع نَآدَى (في الأصل، وا: <نأدَى> وهو بوزن فَعالَى، كما في اللسان، والقاموس.). والنَّآدُ (في الأصل، وا: <والنّأد> وهو بوزن سَحاب. كما نص في القاموس) والنَّؤُود: الدَّاهِية. تُريد أنَّها اضْطَرّتْها الدَّوَاهي إلى مَسألة الأباعِد. {نأنأ} (ه) في حديث أبي بكر <طُوبَى لِمَنْ مات في النَّأْْنأةِ> أي في بَدْءِ الإسلام حين كان ضَعِيفاً، قبل أن يَكْثُر أنصارُه والداخِلون فيه. يُقال: نَأْْنَأْْتُ عن الأمْرِ نَأْْنَأْْةً، إذا ضَعُفْتَ عنه وعجزْت. ويُقال: نَأْْنأتُه، بمعْنَى نَهْنَهْتُه، إذا أخَّرْتَه وأمْهَلْتَه. [ه] ومنه حديث عليّ <قال لسُليمان بن صُرَد، وكان تَخَلَّف عنه يومَ الجمل ثم أتاَه بَعْدُ، فقال: تَنَأنأتَ وتَرَبَّصْت، فكَيْف رأيتَ اللّه صَنَع؟ > أي ضَعُفْت وتَأخَّرْتَ. {نبأ} (س) فيه <أنّ رجُلا قال له: يا نَبيءَ اللّه، فقال: لا تَنْبِرْ باسْمي، إنَّما أنا نَبيُّ اللّه> النَّبىءُ: فَعِيل بِمعْنَى فاعِل للْمُبالَغة، من النَّبَأ: الخَبَر، لأنه أََنْبَأََ عن اللّه، أي أََخْبَرَ. ويجوز فيه تَحقْيِق الهَمْز وتَخِفيفُه. يقال: نَبَأََ ونَبَّأََ وأنْبَأََ. قال سيبويه: ليس أحَدُ مِن العَرب إلا ويَقُول: تَنَبَّأ مُسَيْلمة، بالهَمْز، غَيْرَ أنَّهُم تَركُوا الهَمْز في النَّبيِّ، كما تَركُوه في الذُّرِّيَّة والْبَرِيَّة والخابِيَة، إلا أهْل مكَة فإنهم يَهْمِزُون هَذه الأحْرف الثَّلاثة، ولا يَهْمِزون غيرها، ويُخالِفُون العَرَب في ذلك. قال اَلْجوْهري (حكاية عن أبي زيد): <يُقال نَبَأتُ على القوم (أََنْبَأُُ نَبْأًَ ونُبُوءًا. كما في الصحاح) إذا طَلَعْتَ عليهم، ونَبَأَتُ مِن أرْضٍ إلى أرض، إذا خَرجْتَ مِن هَذِه إلى (في الصحاح: <إذا خرجت منها إلى أخرى>. هَذِه. قال: وهذا اَلْمعنَى أراده (في الأصل، وا: <أراد> وأثبت ما في الصحاح) الأعْرَابيُّ بقوله: يا نَبيءَ اللّه، لأنه خَرجَ من مكة إلى المدينة فأنْكَر عليه الهَمْز لأنه ليس من لُغَة قريش>. وقيل: إنّ النَّبيَّ مُشْتَقٌّ من النَّبَاوَة، وهي الشيء المُرْتَفِع. ومن المهموز شِعْر عَبَّاس بن مِرْداس يَمْدحُه: يا خَاتَمَ النُّبَآء إنَّك مُرْسَلٌ ** بالحَقِّ (في اللسان: <بالخير> ) كُلُّ هُدَى السَّبيل هُدَاكا ومن الأوّل حديث البَراء <قُلْتُ: ورسولك الذَّي أرْسَلْت. فردّ عَلَيّ وقال: ونبيّك الَّذي أرْسَلْت> إنَّما رَدَّ عليه لِيَخْتَلِف الَّلفظان، ويَجْمَع له الثَّناءيْن، مَعْنى النَّبُوّة والرِّسالة، ويكون تَعْديداً للنِّعمة في الحالَيْن، وتَعْظيما لِلْمِنَّة على الوجْهَين. والرَّسُول أخَصُّ مِن النبيّ، لأنّ كُلَّ رَسُولٍ نَبيٌّ، وليس كُلُّ نَبيّ رَسُولا. {نبب} * في حديث الْحُدود <يَعْمِدُ أحدُهُم إذا غَزا الناسُ فَيَنِبُّ كَنَبِيب التَّيس> النَّبِيب: صَوْت التَّيْس عِنْد السِّفاد. (ه) ومنه حديث عمر <لِيُكَلِّمْني بَعْضُكم، ولا تَنِبُّوا (في الهروي، واللسان: < ولا تنبّوا عندي> ويوافق روايتَنا ما في الفائق 3/61) نَبيبَ التُّيُوس> أي تَصِيحُوا. وحديث عبد اللَه بن عمرو <أنه أتَى الطَّائف فإذا هُو يَرَى التُّيُوس تَلِبُّ، أو تَنِبُّ على الغَنَم>. {نبت} *في حديث بني قُرَيْظة <فكُلُّ مَن أنْبَتَ منهم قُتِل> أراد نَبات شَعْر الْعَانَة، فجَعَله عَلامة للبُلوغ، وليس ذلك حَدَّا عِنْد أكْثَرِ أهْلِ العِلْم، إلا في أهْل الشِّرْك؛ لأنهم لا يُوقَفُ على بُلُوغِهم من جِهَة السِّنّ، ولا يُمْكِن الرُّجُوع إلى قَولِهم، للتُّهْمَة في دَفْع القَتْل وأدَاءِ الجِزْية. وقال أحمد: الإِنْبات حَدٌّ مُعْتَبَرٌ تُقَام به الحُدُود عَلَى مَن أنْبَت مِن المُسْلمين. ويُحْكى مِثْله عن مالِك. وفي حديث علي <إنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لِقَوم من العَرَب: أنتم أهلُ بَيْت أو نَبْتٍ؟ فقالوا: نَحْن أهلُ بَيْتٍ وأهْل نَبْت> أي نَحْن في الشَّرف نِهايَةٌ، وفي النَّبت نِهاَيَةٌ، أي يَنْبُت المالُ عَلَى أيْديناَ. فأسْلَموا. (س) وفي حديث أبي ثَعْلَبَة <قال: أََتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نُوَيْبِتَةٌ، فقلت يا رسول اللَّه، نُوَيْبِتَةُ خَيْرٍ أو نُوَيْبِتَةُ شَرٍّ؟ > النُّوَيْبِتَةُ: تَصْغير نابِتة، يقال: نَبَتَتْ لهم نابِتَةٌ: أي نَشأ فيهم صِغارٌ لَحِقوا الكِبَارَ وصارُوا زِيادَةً في العَدَد. (ه) ومنه حديث الأحْنف <أن معاوية قال لِمَن بِبَابه: لا تَتَكلَّموا بِحَوائجكم، فقال: لَوْلا عَزْمَةُ أمِير المؤمنين لأَخْبَرْتُه أنَّ دَافَّةً دَفَّتْ، وأنّ نابِتَةً لَحِقَت>. {نبث} (س) في حديث أبي رافع <أطْيَبُ طَعامٍ أكَلْتُ في الجاهِليَّة نَبيثَةُ سَبُع> أصْل النَّبيثَة: تُرَابٌ يُخْرَج من بِئر أو نَهْر، فكأنَّه أراد لَحْماً دَفَنَه السَّبُع لِوَقْت حاجَتِه في مَوْضع، فاسْتَخْرجَه أبو رافع وأكلَه. {نبح} (س) في حديث عمَّار <اسْكُت مَشْقُوحاً مَقْبُوحاً مَنْبُوحاً> المَنْبُوح: المَشْتُوم. يقال: نَبَحَتْنِي كِلابُك: أي لَحِقَتْنِي شَتَائِمُك. وأََصْله من نُباَح الكَلب، وهو صِيَاحُه. {نبخ} (س) في حديث عبد الملك بن عُمَير <خُبْزَة أنْبَخَانِيَّة> أي لَيّنَةٌ هَشَّة. يقال: نَبَخ العَجِينُ يَنْبُخ (هكذا بالضم في الأصل، واللسان. وفي القاموس بالكسر)، إذا اخْتَمر. وعجينٌ أنْبَخان: أي مُخْتَمِر. وقيل: حامِض. والهَمْزة زائدة. {نبد} *في حديث عمر <جاءته جارِيةٌ بسَوِيق، فجعَل إذا حَرَّكَتْه ثَارَ لَه قُشَار، وإذا تَركَتْه نَبَدَ> أي سَكَن ورَكَد. قاله الزمخشري ( ذكره الزمخشري <نثد> بالنون والثاء المثلثة. انظر الفائق 3/185 وسيعيد المصنف ذكره في (نثد) {نبذ} (ه) فيه <أنه نَهى عنِ المُنَابَذَة في البَيْع> هو ( هذا شرح أبي عبيد كما ذكر الهروي) أن يقول الرجُل لصاحِبه: انْبِذْ إليّ الثَّوب، أو أنْبِذُه إلَيْك، لِيَجِبَ البَيْع. وقيل: هُو أن يقول: إذا نَبَذْتُ إلَيْك الحصَاةَ فقَدْ وَجَب البَيْع، فيكون البَيْع مُعَاطَاةً من غَيْر عَقْد، ولا يَصِحُّ. يقال: نَبَذْتُ الشَّيءَ أنْبِذُه نَبْذاً، فهُو مَنْبُوذ، إذا رَمَيْتَه وأبْعَدْتَه. (ه) ومنه الحديث <فَنَبَذَ خاتَمه فنَبذ النّاسُ خَواتِيمَهُم> أي ألْقاه (في الأصل، وا، واللسان: <ألقاها> قال في الصحاح: <والخاتَمُ والخاتِمُ، بكسر التاء وفتحها.... وتختمَّتُ، إذا لبستَه> فأعاد الضمير إليه مذكرا.) مِن يَده. (ه) وفي حديث عَدِيّ [بن حاتم] (من الهروي، والفائق 3/61 <أمر لَهُ لمَّا أتاه بِمنْبذَة> أي وِسادة. سُمِّيت بها لأنَّها تُنْبَذ، أي تُطْرَحُ. (س) ومنه الحديث <فَأمر بالسِّتْر أن يُقْطَع، ويُجْعَلَ له مِنه وِسَادتَان مَنْبُوذَتان>. وفيه <أنه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذٍ عَن القُبُور> أي مُنْفَرِدٍ بَعيدٍ عَنْها. [ه] وفي حديث آخر <انْتَهى إلى قَبْر مَنْبُوذٍ فصَلَّى عليه> يُرْوَى بتَنْوِين القَبْر والإضافَة، فَمع التَّنْوين هُو بِمَعنى الأوّل، ومَع الإضَافة يكون المَنْبُوذُ اللّقِيط، أي بِقَبْر إنْسانٍ مَنْبوذٍ. وسُمِّي اللَّقيط مَنْبُوذاً؛ لأنّ أمَّه رمَتْه على الطَّريق. وفي حديث الدجّال <تَلِده أُُمّه وهي مَنْبوذةٌ في قَبْرها> أي مُلْقَاة. وقد تكرر في الحديث ذكر <النَّبِيذ> وهو ما يُعْمَلُ من الأشْرِبة من التَّمرِ، والزَّبيب، والعَسَل، والحِنْطَة، والشَّعير وغير ذلك يقال: نَبَذْتُ التَّمر والعِنَب، إذا تَركْتَ عليه الْمَاء لِيَصِيرَ نَبِيذاً، فَصُرِفَ من مفعول إلى فَعِيل. وانْتَبَذْتُه: اتَّخَذْتُه نَبِيذاً. وسَوَاء كان مِسْكِراً أو غيرَ مُسْكِر فإنه يقال له نَبِيذٌ. وَيقال للخَمْر المُعْتَصَر من العنَب نَبِيذٌ. كما يقال للنَّبيذ خَمْرٌ. وفي حديث سَلْمان <وإنْ أبَيْتم نابَذْنَاكُم على سَوَاء> أي كاشَفْناكُم وقاتَلْناكُم على طَرِيق مُسْتَقِيم مُسْتَوٍ فِي العِلْم بالْمُنابذَة مِنَّا ومِنْكم، بأن نُظْهرَ لهُم العَزْم على قِتالِهم، ونُخْبِرَهُم به إخْباراً مَكْشُوفَا والنَّبْذُ يكون بالفِعْل والقولِ، في الأجْسام والمَعانِي. ومنه نَبَذَ العَهْدَ، إذا نَقَضه وألْقَهُ إلى مَن كان بَيْنَه وبَيْنَه. وفي حديث أنس <إنَّما كان البَياضُ في عَنْفَقَتِه، وفي الرَّأس نَبْذٌ> أي يَسيرٌ من شَيْب، يعني النّبيَّ صلى اللّه عليه وسلم. يقال: بِأرضِ كذا نَبْذٌ من كَلإٍ، وأصَابَ الأرضَ نَبْذٌ من مَطَرٍ، وذَهب مَالُه وبَقِي مِنْه نَبْذٌ ونُبْذَة: أي شيء يَسِير. (ه) ومنه حديث أم عطّية <نُبْذَةُ قُسْطٍ وأظْفَار> أي فِطعةٌ منه. {نبر}(ه) فيه <قِيلَ له: يَا نَبِيء اللَّه، فقال: إنَّا مَعْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ> وفي رِواية <لا تَنْبر باسْمي> النَّبْر: هَمْزُ الحَرْف، ولم تَكُن قُرَيش تَهمِز في كلامِها. ولَمَّا حَجَّ المهديُّ قدَّم الكِسَائيَّ يُصَلِّي بالمدينة، فَهَمَزَ فأنْكَر عليه أهلُ المدينة، وقالوا: إنه يَنْبِرُ في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالقُرآن. وفي حديث عليّ <اطْعُنُوا النَّبْر، وانْظُروا الشَّزْر> النَّبْر: الخَلْسُ، أي اخْتَلِسُوا الطَّعْنَ. [ه] وفي حديث عمر <إيَّاكُم والتَّخَلُّلَ بالقَصَب، فإنّ الفَمَ يَنْتَبِر منه> أي يَتَنَفّطُ. وكلُّ مُرْتَفِع: مُنْتَبِر. ومنه اشْتُقَّ <المِنْبَرُ> (ه) ومنه الحديث <إن الجُرْحَ يَنْتَبِر في رَأسِ الحَوْل> أي يَرِمُ. وحديث نَصْل رافع بن خَدِيج <غَيْرَ أنه بَقِيَ مُنْتَبِراً> أي مُرْتَفِعاً في جسْمه. [ه] وحديث حذيفة <كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رِجْلك فَنَفِطَ (قال النووي: <نَفِط، بفتح النون وكسر الفاء، ويقال: تنفَّط، بمعناه. والتنفط: الذي يصير في اليد من العمل بفأس، أو نحوها، ويصير كالقبة فيه ماء قليل>. شرح النووي على مسلم (باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب، من كتاب الإيمان) 2/169 وفي الهروي <فَنَفِطَتْ> مكان: <فَنَفِط> قال النووي: <ولم يقل: نَفِطت، مع أن الرجل مؤنثة، إما أن يكون ذكر نفط إتباعا للفظ الرِّجل وإما أن يكون اتباعا لمعنى الرِّجل وهو العضو> ويلاحظ أن المصنف لم يذكر مادة (نفط) هذه.)، فَتَرَاه مُنْتَبِرا> {نبز} *فيه <لا تَنَابَزُوا بالألْقاب> التَّنابُز: التَّداعِي بالألْقاب. والنَّبَزُ، بالتحريك: اللَّقب، وكأنه يَكْثُر فيما كان ذَمَّا. ومنه الحديث <أنّ رجُلا كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً> أي يُلَقْب بِقُرقُور. {نبس} (ه) في حديث ابن عمر: في صِفة أهل النارِ <فما يَنْبِسُون عند ذلك، ما هُو إلا الزَّفيرُ والشَّهيقُ> أي ما يَنْطِقُون. وأصل النَّبْس: الحَرَكة، ولم يُسْتَعْمل إلا في النَّفي. {نبط} *فيه <مَن غَدا مِن بَيْته يَنْبِط عِلْما فَرَشَت له الملائكةُ أجْنِحَتَها> أي يُظْهِرُه ويُفْشيه في الناس. وأصْله من نَبَطَ المَاء يَنْبُطُ، يَنْبِطُ (بالضم والكسر، كما في القاموس) إذا نَبَع. وأنْبَطَ الحَفَّار: بَلغَ الْماءَ في الْبِئر. والإسْتِنْبَاط: الإسْتِخْرَاج. (ه) ومنه الحديث <ورَجُل ارْتَبَطَ فَرَساً ليَسْتَنْبِطَها> أي يَطْلب نَسْلَها ونِتَاجَها. وفي رواية <يَسْتَبْطِنُها> أي يَطْلب ما في بَطْنها. [ه] وفي حديث بعضهم، وقد سُئِل عن رجُل فقال: <ذاك قَرِيبُ الثَّرى، بَعِيدُ النَّبَطِ> النَّبط والنَّبِيط : الْماء الذي يَخْرُج من قَعْرِ البئر إذا حُفِرَت، يُريد أنَّه دَانِي المَوْعد، بَعيد الإنْجاز. (ه) وفي حديث عمر <تَمعْدَدُوا ولا تَسْتَنبِطُوا> أي تَشَبَّهُوا بِمَعَدّ ٍ ، ولا تَشَبَّهُوا بالنَّبَط. النَّبَطُ والنَّبِيطُ: جيلٌ مَعْرُوف، كانوا يَنْزِلون بالبَطائِح بَيْن العِرَاقين. (س) ومنه حديثه الآخر <لاَ تَنَبَّطوا في المَدائن> أي لاَ تَشَبَّهُوا بالنَّبَط، في سُكْنَاهَا واتِّخاذِ العَقَارِ والمِلك. (س) وحديث ابن عباس <نحْن مَعاشِرَ قريشٍ من النَّبط، مِن أهل كُوثَى> قيل: لأنّ إبراهيم الخليل عليه السلام وُلِدَ بها. وكان النَّبَط (في ا: <وكان النبط بها سكانها>) سُكَّانَها. [ه] ومنه حديث عَمْرو بن مَعْدِ يكْرِب <سأله عُمَرُ عن سَعْد بن أبي وَقَّاص، فقال: أعْرَابيّ في حِبْوته، نَبَطيٌّ في جِبْوَتِه> أراد أنَّه في جِبَاية الخَراج وعِمَارة الأرَضين كالنَّبَط، حِذْقاً بها ومَهَارَةً فيها، لأنَّهم كانوا سُكَّانَ العِرَاق وأربابَها. ومنه حديث ابن أبي أوْفى <كنَّا نُسْلِفُ نَبِيطَ (في الأصل : <نبط> وأثبت ما في ا، واللسان.) أهلِ الشَّام> وفي رواية <أنْبَاطاً مِن أنْباط الشام>. وفي حديث الشَّعْبي <أن رجُلا قال لآخر: يَا نَبَطِيُّ، فقال: لا حَدَّ عليه، كُلُّنَا نَبَطٌ> يريد الجِوَارَ والدَّار، دُونَ الوِلادَةِ. وفي حديث عليّ <وَدَّ الشُّراةُ المُحَكِّمَة أنّ النَّبْطَ قد أتَى علينا كُلِّنا> قال ثعلب: النَّبْط: الموت. {نبع} (س) فيه ذكر <النَّبْع> وهو شجَر تُتَّخَذ منه القِسِيُّ. قيل: كان شجَراً يَطُول ويَعْلُو، فَدَعا عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال: <لا أطالَك اللَّهُ من عُودٍ> فَلم يَطُل بَعْدُ (في ا : <بعده>) {نبغ} (ه) في حديث عائشة تصِف أباها <غَاضَ نَبْغَ النِّفاق والرِّدَّة> أي نَقَصَه (ضبط في الأصل، وا <نقَّصه> بالتشديد. وأثبت ضبط اللسان، والفصيح في هذا الفعل أن يتعدى بنفسه، وفي لغة ضعيفة يتعدى بالهمزة والتضعيف. كما ذكر صاحب المصباح.) وأذْهَبَه. يقال: نَبَغ الشيءُ، إذا ظَهَر، ونَبَغ فيهم النِّفاقُ، إذا ظَهر ما كانوا يُخْفونه منه. {نبق} (س) في حديث سِدْرة المُنْتَهى <فإذا نَبِقُها أمثالُ القِلال> النَّبِق، بفتح النون وكسر الباء، وقد تُسكَّن: ثَمَر السَّدر، واحدتُه: نَبِقَة ونَبْقَة، وأشبَهُ شيء به العُنَّاب قبلَ أن تَشْتَدّ حُمْرَتُهُ. {نبل} (ه) فيه <قال: كنتُ أُنَبِّلُ على عُمومتي يَومَ الفِجار> يقال (القائل هو الأصمعي، كما ذكر الهروي) : نَبَّلْتُ الرجُلَ، بالتشديد، إذا ناوَلْتَه النَّبل ليَرْمي. وكذلك أنْبَلْتُه. [ه] ومنه الحديث <إنّ سَعْدا كان يَرْمي بين يديِ النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحُدٍ، والنبي صلى اللّه عليه وسلم يُنَبِّلُه>. وفي رواية <وفَتىً يُنَبِّله، كلّما نَفِدَت نَبْلُه>. ويُرْوى <يَنْبُلُه> بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء. قال ابن قُتَيبة: وهو غَلَط من نَقَلة الحديث، لأنّ معنى نَبَلْتُه أنْبُلُه، إذا رَمَيْتَه بالنَّبْل. قال أبو عُمر الزاهد: بل هو صحيح، يعني يقال: نَبَلْتُه، وأنْبَلْتُه، ونَبَّلْتُه. (س) ومنه الحديث <الرامي ومُنْبِلُه> ويجوز أن يُريد بالمُنْبِل الذي يَرُدّ النَّبْلَ على الرامِي من الهَدَف. (ه) ومنه حديث عاصم: ما عِلَّتي وأنا جَلْدٌ نابِلُ* أي ذو نَبْل. والنَّبل: السِّهام العربية، ولا واحد لها من لَفْظِها، فلا يقال: نَبْلة، وإنما يقال: سَهْمٌ ونُشَّابة. (ه) وفي حدث الإستنجاء <أعِدّوا النُّبل> هي الحِجارة الصِغار التي يُسْتَنْجى بها، واحدتها: نُبلة، كغُرفة وغُرَف. والمحدِّثون يَفْتَحون النون والباء، كأنه جَمْع نَبيل، في التقدير. والنَّبل، بالفتح في غير هذا: الكبارُ من الإبِل والصِغار. وهو من الأضداد. {نبه} (س) في حديث الغازي <فإن نَوْمه ونُبْهَه خيرٌ كلُّه> النُّبْهُ: الانْتِباهُ من النَّوم. (ه) ومنه الحديث <فإنه مَنْبَهةٌ للكريم> أي مَشْرَفةٌ ومَعْلاة، من النَّباهة. يقال: نَبُه يَنْبُه، إذا صار نَبيها شَريفا. {نبا} *فيه <فأُتِيَ بثلاثة قِرصَةٍ فوُضِعَت على نَبِيّ> أي على شيء مرتفِع عن الأرض، من النَّباوة، والنَّبوة: الشَّرَفِ المُرتَفع من الأرض. (ه) ومنه الحديث <لا تُصَلُّوا على النَّبيّ> أي على الأرض المرتفعة المُحْدَوْدِبة. ومن الناس من يَجْعل النبيَّ مُشْتَقَّاً منه؛ لارْتفاع قَدْرِه. ومنه الحديث <أنه خطب يوما بالنَّباوة من الطائف> هو موضع معروف به. (ه) وحديث قَتادة <ما كان بالبَصْرة رجُلٌ أعلَمُ من حُمَيدِ بن هِلال، غير أنَّ النَّباوةَ أضَرَّت به> أي طَلَبَ الشَّرَف والرياسة، وحرْمة التقدّم في العلم أضَرّ به. ويُرْوَى بالتاء والنون. وقد تقدّم في حرف التاء (انظر ص 199 من الجزء الأول. وقد ضبطت هناك النِّباوة، بكسر النون، خطأ. والصواب الفتح.). (س) وفي حديث الأحنف <قَدِمْنا على عُمر مع وفْدٍ، فنَبَتْ عيناه عنهم، ووقَعَت عليّ> يقال: نَبا عنه بصرُه يَنْبُو: أي تَجافَى ولم يَنْظُر إليه. ونَبا بِه منزِلُه، إذا لم يُوافِقْه. ونَبا حَدُّ السيف، إذا لم يَقْطع، كأنه حَقَّرَهم، ولم يَرْفع بهم رأسا. (ه) ومنه حديث طلحة <قال لعُمر: أنتَ وليُّ ما وَلِيتَ، لا نَنْبُو في يَدَيْك> أي نَنْقادُ لك. ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم <يَنْبُو عنهما الماء> أي يَسيل ويَمرّ سريعا، لِملاسَتهما واصْطِحابِهِما. {نتج} * فيه <كما تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمْعاء> أي تَلِدُ يقال: نُتِجَت الناقةُ، إذا وَلَدتْ، فهي مَنْتُوجة. وأنْتَجَت، إذا حَملتْ، فهي نَتُوج. ولا يقال: مُنْتِج. ونَتَجْتُ الناقةَ أنْتِجُها، إذا ولَّدتها. والناتج للإبِل كالقابِلة للنساء. وفي حديث الأقْرع والأبرص <فَأنْتَج هَذَانِ وَوَلَّد هَذَا> كذا جاء في الرِّواية <أنْتَج> وإنّما يُقال <نَتَجَ> فأما أنْتَجَتْ فمعناه إذا حَمَلَت، أو حَانَ نِتَاجُها وقيل: هُما لُغَتان. (ه) ومنه حديث أبي الأحْوص <هَلْ تَنْتِجُ إبلَك (رواية الهروي: <هل تُنْتَجُ إبلُ قومك>) صِحاحاً آذَانُها> أي تُوَلِّدُها وتَلي نتاجَها. {نتخ} [ه] في حديث ابن عباس <إنَّ في الجنَّة بِساطاً مَنْتُوخاً بِالذَّهب> أي مَنْسوجا. والنَّتخ بالخاء المُعجَمة: النَّسجُ (س) وفي حديث الأحنف <إذا لم أصِلْ مُجْتَديَّ حتى يَنْتِخَ جَبينُه> أي يَعْرق. والنتَّخ: مِثل الرَّشح. والمُجْتَدى: الطَّالب، أي إذا لم أصِلْ طَالبَ مَعْرُوفي. {نتر} (ه) فيه <إذا بالَ أحدُكم فَلْيَنْتُر ذَكَره ثلاثَ نَتَراتٍ> النَّتر: جَذْبٌ فيه قُوّة وجَفْوَة. (ه) ومنه الحديث <إنَّ أحَدَكُم يُعَذَّب في قَبْره، فيقال: إنه لم يَكُن يَسْتَنْتِرُ عند بَوله> الإسْتِنْتار: اسْتِفْعال، من النَّتر، يُريد الحِرْصَ عليه والاهتمامَ به. وهو بَعْثٌ على التَّطَهُّر بالاسْتِبراء من البَوْل. (ه) وفي حديث علي <قال لأصحابه: أطْعُنُوا النَّتْر> أي الخَلْلسَ، وهو مِن فعْل الحُذَّاق. يقال: ضَرْبٌ هَبْر، وطَعْنٌ نَتْر. ويُروَى بالباء بَدل التَّاء. وقد تقدّم. {نتش} (ه) في حديث أهل البيت <لا يُحِبُّنا حامِلُ القِيلَة، ولا النُّتَّاش> قال ثعلب: هُمُ النُّغَّاشُ والعَيَّارُون، واحِدُهم: ناتِشٌ. والنَّتْشُ والنَّتْفُ واحِد، كأنهم انْتُتِفُوا من جُمْلة أهْلِ الخَيْر. (س) ومنه الحديث <جاء فُلان فأخَذ خِيارَها، وجاء آخَرُ فأخَذ نِتَاشَها> أي شِرَارَها. {نتق} (ه) فيه <عليكم بالأبكار، فَإنَّهنّ أنْتَقُ أرحاما> أي أكثر أوْلادا. يُقال للمرأة الكَثِيرة الوَلَد: نَاتِق، لأنها تَرمِي بالأوْلادِ رَمْياً. والنَّتْق: الرمَّي والنَّفض والحَرَكة. والنَّتْق: الرَّفْع أيضا. (ه) ومنه حديث علي <البَيْت المَعْمور نِتَاقُ الكَعْبة من فَوقها> أي هُو مُطِلٌّ عليها في السماء. ومنه حديثه الآخر في صِفة مكة <والكعبة أقَلّ نَتائِقِ الدُّنيا مَدَراً> النَّتَائقُ: جمع نَتيقَة، فَعِيلة بمعنى مَفْعولة، من النَّتق، وهُو أن تَقْلَع الشيء فَتَرْفَعَه من مكانه لِتَرْمِيَ به، هذا هو الأصل. وأراد بها ها هنا الِبلادَ؛ لِرَفْع بِناَئِها، وشُهْرتِها في مَوضِعها. {نتل} (ه) فيه <أنه رأى الحَسن يَلْعَب ومَعَه صِبْيَة في السِّكَّة، فاسْتَنْتَل رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمَامَ القَوْم> أي تَقَدّم. والنَّتْل: الجَذْب إلى قُدّام (زاد الهروي: <قال أبو بكر: وبه سمِّي الرجل ناتلا، ونُتَيْلة أم العباس بن عبد المطلب> ). (س) ومنه الحديث <يُمَثَّل القرآنُ رجُلا، فيُؤتَى بالرجُل كانَ قد حَمَلَه مُخالِفاً له، فيَنْتَتِلُ خَصْماً له> أي يَتَقَدّم ويَسْتَعِدّ لخِصامه. وخَصْما مَنْصُوب على الحال. (ه) ومنه حديث أبي بكر <أن ابنه عبد الرحمن بَرَزَ يَومَ بَدْرٍ مع المشركين، فَتركَه الناسُ لِكَرامة أبيه، فنَتَلَ أبو بكر ومَعَه سَيْفُه> أي تقدّم إليه. (ه) وحديثه الآخر <شَرِب لَبَناً فارتاب به أنه لم يَحِلّ له، فاسْتَنْتَل يَتَقَيَّأ> أي تَقدّم. (س) وحديث سعد بن إبراهيم <ما سَبَقَنَا ابنُ شِهاب من العِلم بشيء، إلا كُنَّا نأتي المجْلِسَ فيَسْتَنْتِل ويَشُدّ ثَوبَه على صَدْره> أي يَتَقَدّم. {نتن} *فيه <ما بالُ دَعْوَى الجاهِليَّة؟ دَعُوها فإنَّها مُنتِنَة> أي مَذْمومة في الشَّرع، مُجْتَنَبة مكروهة، كما يُجْتَنَبُ الشيءُ النَّتن. يُريد قولَهم: يا لَفُلان. (س) ومنه حديث بدر <لو كان المُطْعِم بن عَديّ حَيَّاً فكَلَّمَني في هؤلاء النَّتْنَى لأطْلَقْتُهم له> يَعْني أُسَارَى بَدْرٍ واحِدُهم: نَتِنٌ، كَزَمِنٍ وزَمْنَى، سَمَّاهُم نَتْنَى لِكُفْرِهم. كقوله تعالى: <إنَّما المشرِكون نَجَسٌ> {نثث} (ه) في حديث أم زَرْع <لا تَنُثُّ حديثَنا تَنْثيثاً> النَّثِّ كالبَثِّ. يقال: نَثَّ الحديثَ يَنُثُّه، يَنِثُّه (بالضم، والكسر، كما في القاموس) ، إذا حدَّثَ به. تقول: لا تُفْشي أسرارَنا، ولا تُطْلِع الناسَ على أحوالِنا. والتَّنْثيثُ: مصدر تُنَثِّث، فأجْراه على تَنُثُّ. ويروَى بالباء الموحَّدة (أي تَبُثّ. وسبق في بابه.) (ه) وفي حديث عمر <أن رجلا أتاه يَسأله فقال: هَلكتُ، قال: أهَلكتَ وأنت تَنِثُّ نَثيثَ الحميتِ؟ > نَثَّ الزِّقُّ يَنِثّ بالكسر، إذا رشَح بما فيه من السَّمن. أراد: أتَهْلِك وجَسَدُك كأنه يَقْطُر دَسَماً؟ والنَّثيث: أن يَرْشَح ويَعْرَق من كثرة لحمِه. ويَرْوَى <تَمُثُّ> بالميم. وقد تقدم. {نثد} (س) في حديث عمر <إذا تَرَكْتَه نَثَد> قال الخطّابي: لا أدرِي ما هو. وأراه <رَثَد> بالراء. أي اجتمع في قَعْرِ القَدَح. ويجوز أن يكون <نَثَط> فأبْدَل الطاء دالا للمَخْرَج. وقال الزمخشري: <نَثَد: أي سَكَن ورَكَد>. ويروي بالباء الموحدة. وقد تقدّم. {نثر} (ه) في حديث الوضوء <إذا تَوضَّأتَ فانْثِر (قال في المصباح: <وتُكسر الثاء وتُضَمّ>>) (ه) وفي حديث آخر <فاسْتَنْثِر> وفي آخر <من توضأ فَلْيَنْثِر>. وفي آخر <كان يَسْتنشِقُ ثلاثا، في كل مرّة يَسْتنْثِر>. نَثَر يَنْثِر، بالكسر، إذا امْتَخَطَ. واسْتَنْثَر: اسْتَفْعَل منه. أي اسْتَنْشَق الماء ثم اسْتَخْرج ما في الأنف فيَنْثِره. وقيل: هو من تحريك النَّثْرة،، وهي طَرَف الأنف. قال الأزهري: يُروَى <فأنْثِر> بألِفٍ مقطوعة. وأهل اللغة لا يُجيزونه. والصواب بألف الوصل. وفي حديث ابن مسعود وحُذَيفة في القراءة <هذَّا كهَذِّ الشِّعْر، ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل> أي كما يتساقط الرُّطَب اليابس من العِذْق إذا هُزَّ. (ه) ومنه الحديث <فلما خَلا سِنِّي، ونَثَرْتُ له ذا بَطْنى> أرادت أنها كانت شابة تَلِدُ الأولاد عنده. وامرأةٌ نَثُور: كثيرةُ الوَلَد. (ه) وحديث أبي ذرّ <أيُواقِفُكم العدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثُور؟> هي الواسِعة الإحْليل، كأنها تَنْثُر اللبن نَثْراً. (ه) وفي حديث ابن عباس <الجَرادُ نَثْرةُ الحوت> أي عَطْسَتُه. وحديث كعب <إنما هو نَثْرَة حُوتٍ>. (ه) وفي حديث أم زَرْع <ويَمِيسُ في حَلَقِ النَّثْرة> هي ما لَطُفَ من الدُّروع: أي يَتَبَخْتر في حَلَقِ الدِّرْع. {نثط} * فيه <كانت الأرض هِفّاً على الماء فَنَثَطَها اللَّهُ بالجبال> أي أثْبَتَها وثَقَّلها. والنَّثْط: غَمْزُك الشيءَ حتى يَثْبُتَ. [ه] ومنه حديث كعب <كانت الأرض تَميدُ فوق الماء، فَنَثَطها اللَّهُ بالجبال، فصارت لها أوْتاداً>. {نثل} (ه) <أيُحِبُّ أحدُكم أن تُؤْتَى مَشْرَبتُه فيُنْتَثَلَ ما فيها؟ > أي يُسْتَخْرَج ويؤخَذ. ومنه حديث الشَّعبي <أما تَرى حُفْرتَك تُنْثَل> أي يُسْتَخْرَج تُرابُها، يريد القبر. ومنه حديث صُهَيب <وانْتَثل ما في كِنانتِه> أي اسْتَخْرج ما فيها من السِّهام. (س) وحديث أبي هريرة <ذهَب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنتم تَنْتَثِلونَها (في ا: <تَنثلونها>.) يعني الأموالَ وما فُتِح عليهم من زَهْرة الدنيا. (س) وفي حديث طلحة <أنه كان يَنْثُل(من باب قتل، كما نص في المصباح، لكن جاء في القاموس بالكسر، كأنه من باب ضرب) دِرْعَه إذْ جاءه سَهْمٌ فوقَع في نَحْرِه> أي يَصُبُّها عليه ويَلْبَسُها. والنَّثْلة: الدِّرع. وفي حديث عليّ <بين نَثِيله ومُعْتَلَفه> النّثِيل: الرَّوث. ومنه حديث ابن عبد العزيز <أنه دَخل دارا فيها رَوْث، فقال: ألا كنسْتم هذا النَّثيل> وكان لا يُسمِّي قبيحا بقبيح. {نثا} (ه) في صفة مجلسه عليه الصلاة والسلام <لا تُنْثَى فَلَتاتُه> أي لا تُشاع ولا تُذاع. يقال: نَثَوتُ الحديث أنْثُوه نَثْواً، والنَّثا في الكلام يُطْلق على القَبيح والحَسن. يقال: ما أقْبح نَثاه وما أحْسَنَه. والفَلَتات: جَمْع فَلْتَةٍ، وهي الزَّلَّة. أراد أنه لم يكُن لمجْلِسه فَلَتاتٌ فَتُنْثَى. ومنه حديث أبي ذر <فجاء خالُنا فَنَثَى عَلينا الذي قيل له> أي أظْهَرَه إلينا، وحدّثَنا به. وحديث مازِن: وكُلُّكُم حِين يُنْثَى عَيْبُنا فَطِنُ* وحديث الدعاء <يا من تُنْثَى عِنده بَواطِنُ الأخبار>. {نجأ} (ه) فيه <رُدّوا نَجْأةَ السَّائل باللُّقْمَة> النَّجْأة: شِدّة النَّظَر. يقال للرَّجُل الشَّديد الإصابة بالعَيْن: إنه لَنَجوءٌ، ونَجِيء. وقد تُحذَف الواوُ والياء، فيصير على فَعُل وفَعِل. المْعنَى: أَعْطه اللُّقْمَة لِتَدْفعَ بها شِدّة النَّظَر إليك. وله مَعْنَيان: أحَدُهما أن تَقْضيَ شَهْوتَه، وتَردَّ عَينَه مِن نَظَرِه إلى طَعامِك، رِفقاً به ورَحْمَةً. والثاني أنْ تَحذَر إصابته نِعْمَتكَ بعَيْنِه، لِفِرْط تَحديقه وحِرْصه. {نجب} *فيه <إن كُلَّ نَبيٍ أُعْطِيىَ سَبْعَةَ نُجَبَاء رُفَقاء> النَّجيب: الفاضِل مِن كُلّ حَيوان. وقد نَجُب يَنْجُب نَجابةً، إذا كان فاضِلا نَفِيسا في نَوعِه. (س) ومنه الحديث <إن اللَّه يُحب التَّاجر النَّجيب> أي الفاضِل الكَريم السَّخيّ. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <الأنْعامُ من نَجائب القرآن، أو نَواجب القرآن> أي من أفاضل سُورَه. فالنَّجائب: جمع نَجيبَةٍ، تأنيثُ النَّجيب. وأما النواجب. فقال شَمِر: هي عِتاقُه، من قولهم: نَجَبْتُه، إذا قَشَرْتَ نَجَبَه، وهو لِحاؤه وقِشْره، وتركْتَ لُبابه وخالِصه. (س) ومنه حديث أُبيّ <المؤمنُ لا تُصيِبُه ذَعْرة، ولا عَثْرة، ولا نَجْبَةُ نَملَةٍ، إلا بذَنْب> أي قَرْصَة نملة. من نَجَب العُودَ، إذا قَشَره. والنَّجبَة بالتحريك: القِشرة. ذكره أبو موسى ها هنا. ويُروى بالخاء المعْجمة. وسيجيء. وقد تكرر في الحديث ذكر <النَّحيب> من الإبِل مُفْرَدا، ومجموعا. وهو القَوِيّ منها، الخَفِيف السريع. {نجث} (ه) في حديث عمر <انْجُثُوا لِي ما عند المُغيرة، فإنه كَتَّامَة للحديث> النَّجْثُ: الإستِخراج، وكأنه بالحديث أخَصُّ. ومنه حديث أم زَرْع <ولا تُنَجِّثُ عن أخبارِنا تَنْجِيثاً> (ه) وحديث هِند <أنها قالت لأبي سُفيان، لمَّا نَزَلُوا بالأبْواء في غزوة أُحُدٍ: لو نَجَثْتم قَبْرَ آمِنةَ أمِّ محمد> أي نَبَشْتُم. {نجج} (س) في حديث الحَجّاج <سأحْمِلُك على صَعْبٍ حَدْبَاءَ حِدْبَارٍ، يَنِجُّ ظَهْرُها> أي يَسيل قَيْحا. يقال: نَجَّتِ القَرْحَةُ تَنِجُّ نَجَّا. {نجح} (س) في خُطْبة عائشة <وأنْجَح إذ أكْدَيْتُم> يُقال: نَجَح فُلان، وأنْجَح، إذا أصابَ طَلِبَتَه. ونَجَحَت طَلِبَتُه وأنْجَحت، وأنْجَحه اللَّه. ومنه حديث عمر مع المتَكَهِّن <يا جَلِيحُ، أمْرٌ نَجِيحٌ، رجُلٌ فَصيحٌ، يقول لا إله إلا اللَّه> وقد تكرر في الحديث. {نجب} (ه) في حديث الزكاة <إلا مَن أعْطَى في نَجْدَتها ورِسْلِها> النَّجدة: الشِّدّة. وقيل: السِّمن. وقد تقدّم مَبْسوطا في حرف الراء. ومنه الحديث <أنه ذَكر قارِىءَ القرآن وصاحبَ الصَّدقة، فقال رجُل: يا رسولَ اللَّه، أرأيتَك النَّجْدة (في الأصل، وا : < أرأيت كالنجدة> والتصحيح من اللسان والفائق 2/121، وقد جاء بهامش الأصل: <قوله: أرأيت كالنجدة. هو هكذا في بعض النسخ، وفي بعضها: أرأيتك النجدة>. وقال الزمخشري: <الكاف في أرأيتك مجردة للخطاب... ومعناه: أخبرني عن النجدة> وانظر ما سبق في مادة (رأى) 2/178.) تكون في الرَّجُل؟ فقال: ليْست لهما بِعِدْل> النَّجدة: الشَّجاعة. ورجُلٌ نَجِدٌ ونَجُدٌ (هو نَجْدٌ، ونَجُدٌ، ونَجِدٌ، ونَجِيدٌ. معجم مقاييس اللغة 5/391): أي شديد البأس. (س) ومنه حديث علي <أمّا بَنُو هاشم فأنْجادٌ أمْجادٌ> أي أشِدّاءُ شُجْعان. وقيل: أنْجاد: جَمْع الجمع، كأنه جَمَع نَجُداً على نِجاد، أو نُجُود، ثم نُجُد. قاله أبو موسى. ولا حاجةَ إلى ذلك، لأن أفْعالا في فَعُل وفَعِل مُطَّرِد، نحو عَضُد وأعْضاد، وكَتِف وأكْتاف. ومنه حديث خَيْفان <وأمّا هذا الحَيُّ من هَمْدانَ فأنْجادٌ بُسْلٌ>. ومنه حديث علي <مَحاسنُ الأمورِ التي تَفاضَلَت فيها المُجَداء والنُّجداءُ> جَمْع مَجيد ونَجِيد.فالمَجيد: الشريف. والنَّجيد: السجاع. فَعِيل بمعنى فاعِل. (ه) وفي حديث الشُّورَى <وكانت امرأةً نَجُوداً> أي ذاتَ رأْيٍ، كأنها التي تَجْهَد رَأيَها في الأمور. يقال: نَجِد نَجَداً: أي جَهَدَ جَهْداً. (ه) وفي حديث أم زَرْع <زَوْجي طويل النِّجاد> النَّجادُ: حمائل السيف. تُريد طولَ قامتِه، فإنها إذا طالت طالَ نِجادُه، وهو من أحسن الكِنايات. (ه) وفيه <جاءه رجُلٌ وبكَفِّه وَضَحٌ، فقال له: انْظُر بَطْنَ وادٍ، لا مُنْجِدٍ ولا مُتْهِمٍ، فتَمعَّك فيه> أي موضِعاً ذا حَدٍ من نَجْد، وحَدٍ من تِهامة، فليس كلّه من هذه، ولا من هذه وقد تقدم في التاء مَبْسوطا. والنَّجْد: ما ارْتَفع من الأرض، وهو اسمٌ خاصٌّ لما دون الحجاز، ممَّا يَلي العِراق. (ه) وفيه <أنه رأى امرأةً شَيَّرَةً وعليها مَناجِدُ من ذهب> هو حُلِيٌّ مُكَلَّلٌ بالفُصوص. وقيل: قَلائدُ من لُؤلؤ وذَهب، واحدُها: مَنْجَد. وهو من التَّنْجيد: التَّزْيين. يقال: بيتٌ مُنَجَّد، ونُجُودُه: سُتُورُه التي تُعَلَّق على حيطانه، يُزَيَّن بها. (س) ومنه حديث قُسٍ <زُخْرِفَ ونُجِّد> أي زُيِّن. وحديث عبد الملك <أنه بعَث إلى أمِّ الدَّرداء بأنْجادٍ من عنده> الأنْجاد: جمع نَجَد، بالتحريك، وهو مَتاع البيت، من فُرُشٍ ونَمارِقَ وسُتُور. (ه) وفي حديث أبي هريرة في زكاة الإبل <وعلى أكْتافِها أمثالُ النَّواجِد شَحماً> هي طَرائق الشَّحْم، واحدتُها: ناجدة، سُمِّيَت بذلك لإرتِفاعِها. (ه) وفيه <أنه أذِنَ في قَطْع المِنجَدة> يعني من شجر الحَرَم، وهي عَصاً تُساق بها الدُّوابُّ، ويُنْفَشُ بها الصوفُ. (س) وفي شعر حُمَيد بن ثور: ونَجَدَ (هكذا ضبط بفتح الجيم في الأصل، وا، وديوان حميد ص 77، والفائق 2/354 لكن ضبط في اللسان بالكسر.) الماء الذي تَوَرَّدا* أي سال العَرَق. يقال: نَجِد يَنْجَد نَجَداً (حكى في الصحاح عن الأصمعي: <نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً: أي عَرِق من عمل أو كرب> وقال في اللسان: <وقد نَجِد يَنْجَدُ ويَنْجُد نجدا، الأخيرة نادرة: إذا عَرِق من عمل أو كرب. وقد نُجِد عرقاً فهو منجود، إذا سال>) إذا عَرِق من عَمل أو كَرْب. وتَوَرُّده: تَلَوُّنُه. (س) وفي حديث الشَّعبي <اجتمع شَرْبٌ من أهل الأنْبارِ، وبين أيديهم ناجُودُ خَمْر> أي راوُوق. والناجُود: كل إناءٍ يُجْعُل فيه الشَّراب، ويقال للخمر: ناجُودٌ. {نجذ} [ه] فيه <أنه ضَحِك حتى بدَت نَواجِذُه> النَّواجِذُ من الأسْنان: الضَّواحِك، وهي التي تَبْدو عند الضَّحك. والأكثر الأشْهَر أنها أقْصى الأسْنان. والمراد الأوّل، لأنه ما كان يَبْلُغ به الضَّحِك حتى تِبْدُوَ أواخر أضْراسه، كيف وقد جاء في صفة ضَحكه: <جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّم>. وإن أريد بها الأواخِرُ فالوجْه فيه أن يُرادَ مُبالغةُ مِثِله في ضَحِكه، من غير أن يُرادَ ظُهور نَواجِذه في الضحِك، وهو أقْيَسُ القولين؛ لاشْتهارِ النَّواجذ بأواخِر الأسنان. ومنه حديث العِرباض <عَضُّوا عليها بالنَّواجذ> أي تمسَّكوا بها، كما يَتَمَسَّك العاضُّ بجميع أضراسِه. ومنه حديث عمر <ولَن يَليَ الناسَ كقُرشيٍ عَضَّ على ناجذه> أي صَبَر وتَصَلَّب في الأمور. (ه) ومنه حديث علي <إنَّ المَلَكَين قاعِدان على ناجِذيِ العبد يَكْتُبان> يعني سِنَّيه الضاحِكين، وهما اللَّذان بين الناب والأضراس. وقيل أراد النابَيْن. وقد تكرر في الحديث. {نجر} *فيه <أنه كُفِّن في ثلاثةِ أثوابٍ نَجْرانيَّة> هي منسوبة إلى نَجْرانَ، وهو موضع معروف بين الحجاز الشام واليمن. ومنه الحديث <قّدِم عليه نَصارَى نَجْرانَ>. وفي حديث علي <واختلف النَّجْرُ، وتَشتَّت الأمر> النَّجْر: الطَّبْع، والأصل، والسَّوقُ الشديد. (س) ومنه حديث النَّجاشي <لمَّا دخَل عليه عَمرو بن العاص والوَفْد، قال لهم: نَجِّروا> أي سُوقوا الكلام. قال أبو موسى: والمشهور بالخاء وسيجيء. {نجز} (ه) في حديث الصَّرف <إلا ناجِزاً بناجِز> أي حاضِراً بحاضِر. يقال: نَجَز يَنْجُزُ نَجْزاً، إذا حَصَل وحَضَر. وأنْجَزَ وَعْدَه، إذا أحْضَرَه. والمُناجَزة في الحَرْب المُبارزَة. (ه) ومنه حديث عائشة <قالت لابن السائب: ثلاثٌ تَدَعهُنَّ، أو لأناجِزَنك> أي لأُقاتلَنَّك وأخاصمنَّك. {نجش} [ه] فيه <أنه نَهى عن النَّجْش في البيع> هو أن يَمدَح السِّلعة ليُنفِقَها ويُرَوِّجَها، أو ( في الهروي: <ويزيد>) يَزيد في ثمنها وهو لا يريد شِراءَها، لِيَقَع غيرُه فيها. (قبل هذا في الهروي: <وقال غيره [غير أبي بكر]: النَّجْش: تنفير الناس عن الشيء إلى غيره>) والأصل فيه: تَنْفير الوَحش من مكانٍ إلى مكان. (ه) ومنه الحديث الآخر <لا تَناجَشُوا> هو تَفاعُلٌ، من النَّجشِ. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث ابن المُسّيب <لا تَطْلُعُ الشمسُ حتى يَنْجُشَها ثلاثُمائةٍ وستُّون مَلَكا> أي يَسْتثيرُها. وفي حديث أبي هريرة <قال: إنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم لَقِيَه في بعض طُرُق المدينة وهو جُنُب، قال: فانْتَجَشْتُ منه> قد اختُلِف في ضَبْطِها، فرُوي بالجيم والشين المعجمة، من النَّجِش: الإسراع. وقد نَجَشَ يَنْجُس نَجْشاً. وروي <فانْخنستُ منه واخْتَنَسْتُ> بالخاء المعجمة والسين المهملة من الخُنوس: التَّأخُّر والاخْتِفاء. يقال: خَنَس، وانْخَنس، واخْتَنَس. (س) وفيه ذِكرُ <النَّجاشيّ> في غير موضع. وهو اسم مَلِك الحَبَشة وغيره، والياء مشدّدة. وقيل: الصواب تخفيفُها. {نجع} *في حديث علي <دخَل عليه المِقدادُ بالسُّقيا، وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دَقِيقاً وخَبَطاً> أي يَعْلِفُها. يقال: نَجَعْتُ الإبل: أي عَلَفْتها النَّجُوعَ والنَّجيع، وهو أن يُخْلَط العلفُ من الخَبَط والدقيق بالماء، ثم تُسْقاهُ الإبل. (ه) ومنه حديث أُبَيّ، وسُئل عن النَّبيذ فقال: <عليك باللَّبن الذي نُجِعْتَ به> أي سُقِيتَه في الصِّغَر، وغُذيتَ به. ويقال: نَجَع فيه الدَّواءُ ونَجَّع، وأنْجَع، إذا نَفَعَه وعَمِل فيه. وقيل: لا يقال فيه: أنجَع. (س) وفي حديث بُدَيلْ <هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَتْ أرْضَنا> التَّنَجُّع والانْتِجاع والنُّجْعة: طَلَب الكَلأ ومَساقِط الغَيْث. وانْتَجع فلانٌ فلانا: طَلَب معروفَه. ومنه حديث علي <ليست بِدَارِ نُجْعة >. {نجف} [ه] فيه <فيقول: أيْ ربِّ، قَدِّمْني إلى باب الجنة فأكون تحت نِجاف الجنة> قيل: هو أُسْكُفَّة الباب. وقال الأزهري: هو (مكان هذا في الهروي: <هو أعلى الباب>) دَرَوَنْدُه، يعني أعلاه (ه) وفي حديث عائشة <أنَّ حسَّان بن ثابت دَخَل عليها فأكْرَمَتْه ونَجَفَتْه> أي رَفَعَتْ منه. والنَّجَفَة: شِبه التَّلّ. (ه) وفي حديث عَمْرو بن العاص <أنه جَلَسَ على مِنْجاف السفينة> قيل: هو سُكَّانُها (انظر ص 363 من الجزء الرابع) الذي تُعَدَّلُ به، سُمّي به لارتفاعِه. قال الخطابي: لم أسْمَع فيه شيئا أعْتَمِده. {نجل} *في صفة الصحابة <معه قومٌ صدورُهم أناجيلُهم> هي جمع إنْجيل، وهو اسم كتاب الله المُنَزَّل على عيسى عليه السلام. وهو اسم عِبْرانيٌّ أو سُرْيانيٌّ. وقيل: هو عربيّ. يريد أنهم يقرأون كتاب اللَّه عن ظَهْر قلوبهم، ويَجْمَعونه في صدورِهم حِفْظاً . وكان أهل الكتاب إنما يَقْرأون كُتُبَهم من الصُحُف. ولا يَكاد أحدُهم يَجْمَعُها حِفْظاً إلا القليل. وفي راوية <وأناجِيلُهم في صدورِهِم> أي أنَّ كُتُبَهم محفوظةٌ فيها. [ه] وفي حديث عائشة <وكان وادِيها يَجْرِي نَجْلاً> أي نَزّاً، وهو الماءُ القليل، تَعْني وادِي المدينة. ويُجْمع على أنْجال. ومنه حديث الحارث بن كَلَدَة <قال لِعُمَر: البلادُ الوبيئة ذاتُ الأنْجال والبَعُوض> أي البُّزوز والبَقِّ. (س) وفي حديث الزبير <عَيْنَين نَجْلاوَيْن> يقال: عينٌ نَجْلاءُ: أي واسعة. (ه) وفي حديث الزُّهرِي <كان له كَلْبَةٌ صائدة (في الأصل، وا، واللسان: <كلب صائد يطلب لها> وفي تاج العروس: <كلب صائد تطلب له الفحولة، يطلب نجلها، أي ولدها> وما أثبت من الهروي.) يَطْلُب لها الفُحولَةَ، يَطلُب نَجْلَها> أي وَلَدَها. وفيه <مَن نَجَل الناسَ نَجَلُوه> أي من عابَهُم وسَبَّهم وقَطَع أعراضَهم بالشَّتم، كما يَقْطَع المِنْجَلُ الحشيشَ. قال الأزهري: قاله اللَّيثُ بالحاء المهملة، وهو تصحيف. (س) ومنه الحديث <وتُتَّخَذُ السيوفُ مَناجِلَ> أرادَ أنَّ الناس يَتْرُكون الجهاد، ويَشتغلون بالحرث والزِّراعة. والميمُ زائدة. {نجم} [ه] فيه <هذا إبَّانُ نُجومِه> أي وقتُ ظُهورِه، يعني النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم. يقال: نَجَم النَّبْتُ يَنجُم، إذا طَلَع. وكلُّ ما طَلَعَ وظَهَر فقد نجم. وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يَقُوم على ساق، كما خُصَّ القائم على الساق منه بالشَّجَر. ومنه حديث جَرير <بين نَخلةٍ وَضَالةٍ ونَجْمةٍ وأثْلَةٍ> النَّجمة: أخَصُّ من النَّجم، وكأنها واحدتُه، كنَبْتةٍ ونَبْت. ومنه حديث حذيفة <سِراجٌ من النار يَظْهر في أكتافِهم حتى يَنْجُمَ في صدورِهم> أي يَنْفُذ ويَخْرج من صدورِهم. (س) وفيه <إذا طَلَع النَّجْمُ ارْتَفَعت العاهة>. وفي رواية <ما طَلَع النَّجْمُ وفي الأرضِ من العاهة شيء>. وفي رواية أخرى <ما طَلَع النَّجم قَطُّ وفي الأرض عاهةٌ إلا رُفِعَت>. النَّجم في الأصل: اسم لكل واحدٍ من كواكب السماء، وجمْعُه: نُجوم، وهو بالثُّريَّا أخَصُّ، جعلوه عَلَماً لها، فإذا أُطْلِق فإنما يُرادُ به هي، وهي المرادةُ في هذا الحديث. وأراد بطلوعِها طلوعَها عند الصبح، وذلك في العْشر الأوْسَط من أيَّار، وسُقوُطُها مع الصبح في العشر الأوسط من تَشْرين الآخَر. والعرب تَزْعُم أنّ بين طلوعِها وغروبها أمراضاً ووَباءً، وعاهاتٍ في الناسِ والإبل والثَّمار. ومدّةُ مَغيرها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً؛ لأنها تَخْفَى بقُرْبِها من الشمس قبلَها وبعدَها، فإذا بَعُدَت عنها ظَهَرَت في الشَّرق وقت الصبح. قال الحربي: إنما أراد بهذا الحديث أرض الحجازِ، لأنَّ في أيّارَ يقَع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثِّمار، وحينئذ تُباع؛ لأنها قد أُمِنَ عليها من العاهة. قال القُتيبي: وأحْسَب أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أراد عاهةَ الثمار خاصَّةً. وفي حديث سعد <واللَّهِ لا أَزيدُك على أربعةِ آلافٍ مُنَجَّمة> تَنْجيم الدَّين: هو أن يُقَرَّر عطاؤُه في أوقاتٍ معلومة مُتتَابعة، مشاهَرةً أو مُساناةً. ومنه <تَنْجيم المكاتَب، ونُجوم الكتابة> وأصلُه أن العرب كانت تَجْعل مَطالِع مَنازِل القمر ومَساقِطَها مواقيتَ لِحُلول دُيونِها وغيرها، فتقول: إذا طَلَع النَّجمُ حلَّ عليك مالي: أي الثُّريَّا وكذلك باقي المنازِل. {نجا} *فيه <وأنا النَّذير العُرْيان فالنَّجاءَ النَّجاءَ> أي انْجُوا بأنفسِكم. وهو مصدرٌ منصوب بفعل مضمر: أي انْجُوا النَّجاءَ، وتَكراره للتأكيد. وقد تكرر في الحديث. والنَّجاء: السُّرعة. يقال: نَجا يَنْجو نَجاءً، إذا أسرع. ونَجا من الأمر، إذا خَلُص، وأنْجاهُ غيرُه. (س) وفيه <إنما يأخذ الذئبُ القاصِيةَ والشاذَّةَ الناجِية> أي السَّريعة. هكذا رُوِي عن الحربي بالجيم. [ه] ومنه الحديث <أتَوْك على قُلُصٍ نَواجٍ> أي مُسْرِعات. الواحدة: ناجِية. [ه] ومنه الحديث <إذا سافرتم في الجَدْب فاسْتَنجوا> أي أسرِعوا السَّير. ويقال للقوم إذا انْهَزَموا: قد اسْتَنْجَوا. (ه) ومنه حديث لقمان <وآخِرُنا إذا اسْتَنجينا> أي هو حامِيَتُنا، يدْفع عنا إذا انْهَزمْنا. وفي حديث الدعاء <اللهم بمحمّدٍ نبيِّك وبموسى نَجيِّك> هو المُناجِي المخاطِبُ للإنسان والمُحدِّث له. يقال: ناجاهُ يُناجيه مُناجاةً، فهو مُناجٍ. والنَّجيّ: فعيل منه. وقد تَناجَيا مُناجاةً وانْتِجاءً ومنه الحديث <لا يتَناجَى اثنان دون الثالث>. وفي رواية <لا يَنْتَجى اثنان دون صاحِبهما> أي لا يَتسارَران منفردْين عنه؛ لأن ذلك يَسُوؤه. ومنه حديث علي <دَعاهُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الطائف، فانْتَجاهُ، فقال الناسُ: لقد طال نَجْواه، فقال: ما انْتَجَيْتُه، ولكنّ اللَّه انْتَجاه> أي إنَّ اللَّه أمَرَني أنْ أناجِيَه. ومنه حديث ابن عمر <قيل له: ما سمِعْتَ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في النَّجْوى؟> يريد مُناجاةَ اللَّه تعالى للعبد يومَ القيامة. والنَّجْوى: اسم يُقامُ مقامَ المصدر. ومنه حديث الشَّعبي <إذا عَظُمَت الحَلْقةُ فهي بَذاءٌ ونِجاء> أي مُناجاة. يعني يَكْثُر فيها ذلك. (س) وفي حديث بئر بُضاعة <تُلْقَى فيها المَحائض وما يُنْجِي الناسُ> أي يُلْقُونه من العَذِرة. يقال منه: أنْجَى يُنْجِي، إذا ألقَى نَجْوه، ونَجَا وأنْجى، إذا قَضَى حاجَتَه منه. والإسْتنجاء: استخراج النَّجْو من البَطن. وقيل: هو إزالَتُه عن بدنه بالغَسل والمسح. وقيل: هو من نَجَوْت الشجرةَ وأنْجَيْتُها، إذا قَطَعْتَها. كأنه قَطَع الأذَى عن نفسه. وقيل: هو من النَّجوة، وهو ما ارتفع من الأرض. كأنه يَطْلُبها لِيجْلسَ تحتها. (س) ومنه حديث عمرو بن العاص <قيل له في مرضِه: كيف تَجِدُك؟ قال: أجِدُ نَجْوِي أكثرَ من رُزْئي> أي ما يَخْرُج مني أكثر مّما يَدْخُل. وفي حديث ابن سلام <وإني لَفي عَذْقٍ أُنجِي منه رُطَبا> أي النَقِطُ. وفي رواية <أستنجى منه> بمعناه. {نجه [وضعت هذه المادة في الأصل قبل مادة (نجا) وقد وضعتها هنا، كما وضعت في ا، والنسخة 517، والهروي، والدر النثير. وهو الصحيح؛ لأن (نجا) أصلها (نجو) والواو مقدمة على الهاء في ترتيب المصنِّف] } (ه) في حديث عمر <بعد ما نَجَهَهَا> أي ردَّها وانتَهَرها. يقال: نَجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً، إذا اسْتَقْبَلْتَه بما يَكُفُّه عنك. والعرب تَزْعُم أنّ بين طلوعِها وغروبها أمراضاً ووَباءً، وعاهاتٍ في الناسِ والإبل ِّ. {نحب} (ه) فيه <طلحةُ ممّن قَضَى نَحْبَه> النَّحْبُ: النَّذْرُ، كأنه ألْزَمَ نفسَه أن يَصْدُقَ أعداء اللَّه في الحرب فَوَفَى به. وقيل: النَّحبْ: الموتُ، كأنه يُلْزِم نفسَه أن يقاتِل حتى يموتَ. (ه) وفيه <لو عَلِم الناسُ ما في الصفِّ الأوّل لاقْتتلوا عليه، وما تقَدّموا إلا بنُحْبَة> أي بقُرْعة. والمناحَبة: المخاطَرة والمراهنة. ومنه حديث أبي بكر <في مناحَبة الم غُلِبَتِ الرُّومُ> أي مراهَنَتِه لقريش، بين الروم والفُرْس. (ه) ومنه حديث طلحة <قال لابن عباس: هل لك أن أُناحِبَك وتَرْفَعَ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم> أي أفاخِرَك وأحاكِمك، وتَرْفَعَ ذِكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِن بيننا، فلا تفْتَخِر بقرابتِك منه، يعني أنه لا يقصُر عنه فيما عدا ذلك من المَفاخِر. (س) وفي حديث ابن عمر <لمَّا نُعي إليه حُجْر غَلَبَه النَّحِيبُ> النَّحبُ والنَّحيبُ الانتِخاب: البكاء بصوت طويل ومدٍ. (س) ومنه حديث الأسود بن المطَّلب <هل أُحِلَّ النَّحْبُ؟ > أي أُحِلَّ البكاء. وحديث مجاهد <فنَحَب نَحْبةً هاجَ ماثَمَّ من البَقْل>. وحديث علي <فهل دَفَعَتِ الأقارِبُ أو نَفَعَتِ النَّواحِبُ؟> أي البَواكي، جمع ناحِبة. {نحر} *في حديث الهجرة <أتانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نَحْرِ الظَّهيرة> هو حين تَبْلُغ الشمسُ مُنْتُهاها من الإرتِفاع، كأنها وصَلَت إلى النَّحرِ، وهو أعلى الصَّدْر. ومنه حديث الإفك <حتى أتَيْنا الجيشَ في نَحْرِ الظَّهيرة>. (س) وفي حديث وابِصة <أتاني ابنُ مسعود في نَحْر الظَّهيرة، فقلت: أيَّةُ ساعةِ زيارة؟> وقد تكررت في الحديث. (س) وفي حديث علي <أنه خرج وقد بكَّروا بصلاة الضُّحى، فقال: نَحَرُوها نَحَرَهم اللَّه> أي صَلَّوها في أوّل وقتِها، من نَحْر الشهر، وهو أوّله. وقوله <نحَرهم اللَّه> يَحْتَمِل أن يكون دُعاءً لهم: أي بَكَّرَهم اللَّه بالخير، كما بَكَّروا بالصلاة في أوّل وقتِها. ويَحتَملُ أن يكون دُعاءً عليهم بالنَّحر والذَّبح لأنهم غيَّروا وقتها. وفي حديثه الآخر <حتى تَدْعَقَ الخُيولُ في نَوَاحِر أرضهم> أي في مُتقابَلاتِها. يقال: مَنازل بَني فُلان تَتَناحَرُ: أي تتَقابَلُ. وفي حديث حذيفة <وُكِّلَت الفِتْنَة بثلاثةٍ: بالحادِّ النِّحْرير> هو الفَطِنُ البصيرُ بكل شيء. {نحز} (س) في حديث داود عليه السلام <لمَّا رَفَع رأسَه من السجود ما كان في وَجْهه نُحازة> أي قِطْعة من اللحم، كأنه من النَّحْز، وهو الدَّقُّ والنَّخس، والمِنْحازُ: الهاوَنُ (في الأصل: <الهاوُن> بواو واحدة مضمومة، وفي ا: <الهاوُون> بواوين. وأثبته بواو مفتوحة من اللسان. قال صاحب المصباح: <والهاوَن: الذي يُدقّ فيه. قيل: بفتح الواو، والأصل:هاوون، على فاعول، لأنه يُجمع على هَوَاوين، لكنهم كرهوا اجتماع واوين، فحذفوا الثانية، فبقى هاوُن، بالضم، وليس في الكلام فاعُل، بالضم ولامه واو، ففُقِد النظير مع ثقل الضمة على الواو، ففُتحت طلبا للتخفيف. وقال ابن فارس: عربي، كأنه من الهون. وقيل: معرّب. وأورده الفارابي في باب فاعُول، على الأصل> وانظر معجم مقاييس اللغة 6/21 ،والمعرب ص 346. والجمهرة 3/183،502) ومنه المثل: دَقَّك بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ(هكذا في الأصل، وا ، واللسان. وفي أمثال الميداني 1/ 178 : <القِلْقِلِ> وكذلك جاء في اللسان، مادة (قلقل) قال: <والعامة تقول:حَبّ الفُلْفُل. قال الأصمعي: وهو تصحيف، إنما هو بالقاف، وهو أصلب ما يكون من الحبوب. حكاه أبو عبيد. قال ابن برّي: الذي ذكره سيبويه ورواه: حِبّ الفُلْفُلِ، بالفاء. قال: وكذلك رواه علي بن حمزة>.) * {نحس} (س) في حديث بدر <فجعل يَتَنَحَّسُ الأخبار> أي يَتَتَبَّع. يقال: تَنَحَّسْتُ الأخبار، إذا تَتَبَعَّتْهَا بالاستخْبار. وفي رواية: <يَتَحَسَّب ويَتَحَسَّسُ> والكلُّ بمعنىً. {نحص} (ه) فيه <أَنه ذَكَر قَتْلَى أُحُد، فقال: يا ليتني غُودِرْتُ مع أصحاب نُحْصِ الجَبَل> النُّحْصُ بالضم (هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي.): أصلُ الجبل وسَفْحُه، تَمنَّى أن يكون اسْتُشْهدَ معهم يومَ أُحد. {نحض} * في حديث الزكاة <فأعْمِد إلى شاةٍ مُمتَلئة شحماً ونَحضَاً> النَّحْض: اللحم ورجُلٌ نَحِيضٌ: كثير اللحم. ومنه قصيد كعب: عَيْرانةٌ قُذِفَت بالنَّحْضِ (في شرح ديوانه ص 12: <في اللَّحْمِ> وفي الأصل: <غيرانة> بمعجمة، خطأ.)عن عُرُضٍ* أي رُمِيتْ باللحم. {نحل} *فيه <ما نَحَل والدٌ ولداً من نُحْلٍ أفضلَ من أدبٍ حَسَن> النُّحْل: العَطِيَّة والهبة ابتِداءً من غير عِوَض ولا اسْتِحْقاق. يقال: نَحَله يَنْحَلُه نُحْلا بالضم. والنِّحْلة بالكسر: العطَّية. ومنه حديث النُّعمان بن بشير <أنَّ أباه نَحَلَه نُحْلا> وحديث أبي هريرة <إذا بَلَغَ بَنُو العاصِ ثلاثين كان مالُ اللَّه نُحْلا> أراد يَصيرُ الفىءُّ عطاءً من غير اسْتِحْقاق، على الإيثارِ والتخصيص. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث أم مَعْبَد <لم تَعِبْه نُحْلةٌ> أي دِقَّةٌ وهُزالٌ. وقد نَحِلَ جِسمُه نُحولا. والنُّحْل: الإسم. قال القُتَيْبِي: لم أسْمَع بالنُّحْلِ في غير هذا الموضع إلا في العطِيّة. وفي حديث قَتادة بن النُّعمان <كان بُشَيْر بن أُبَيْرِق يقول الشِّعْر، ويَهْجو به أصحابَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم ويَنْحَلُه بعضَ العرب> أي يَنْسُبُه إليهم، من النِّحْلة: وهي النِّسبة بالباطل. (س) وفي حديث ابن عمر <مَثَل المؤمن مَثَل النَّحلة> المشهور في الرواية بالخاء المعجمة. وهي واحدةُ النخيل. ورُوِي بالحاء المهملة، يريد نَحْلة العسل. ووجْه المشابَهَة بينهما حِذْقُ النَّحل وفِطْنَتُه، وقلّة أذاهُ وحَقارَته ومنفعته، وقُنوعُه وسَعْيُه في الليل، وتَنزُّهُه عن الأقْذار، وطِيب أكلِه، وأنه لا يأكلُ من كَسْب غيره، ونُحولُه وطاعتُه لأميره، وأنَّ للنَّحل آفاتٍ تَقْطَعُه عن عمله. منها الظُّلْمة والغَيْم، والريح والدخان والماء والنار. وكذلك المؤمنُ له آفاتٌ تُفَتِّرُه عن عمله: ظلمةُ الغفلة، وغَيْم الشكِّ، وريحُ الفِتنة، ودُخَان الحرام، وماءُ السَّعة، ونار الَهَوَى. {نحم} (ه) فيه <دخلتُ الجنةَ فسمِعْت نَحمْةً من نُعَيمٍ> أي صوتاً. والنَّحيمُ: صوتٌ يخرُج من الجَوْف. ورجلٌ نَحِمٌ وبها سُمِّي نُعَيْم النَّحَّام (هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف. الإستيعاب ص 1507) {نحا} (ه) في حديث حَرام بن مِلْحان <فانْتَحَى له عامِرُ بن الطُّفَيل فقتَله> أي عَرَض له وقَصَدَه. يقال: نَحَا وأنْحَى وانْتَحَى. ومنه الحديث <فانْتَحاه رَبيعةُ> أي اعتمده بالكلام وقصده. ومنه حديث الخَضِر عليه السلام <وتَنَحَّى له> أي اعتمد خَرْقَ السفينة. وحديث عائشة <فلم أنْشَبْ حتى أنْحَيْتُ عليها> هكذا جاء في رواية. والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون. (ه) ومنه حديث ابن عمر <أنه رأى رجُلا يَتَنَحَّى في سجوده، فقال: لا تَشِينَنّ صُورتك> أي يَعتمِد على جَبْهتِه وأنْفِه، حتى يؤثِّر فيهما. (س) ومنه حديث الحسن <قد تّنَحَّى في بُرْنُسِه، وقام الليلَ في حِنْدِسِه> أي تَعَمَّد للعبادة، وتوجَّه لها، وصار في ناحِيَتِها، أو تَجَنَّب الناسَ وصار في ناحِيةٍ منهم. (س) وفيه <يَأتيني أنْحاءٌ من الملائكة> أي ضُروبٌ منهم، واحدُهم: نَحْوٌ. يعني أن الملائكة كانوا يَزُورُنه، سِوى جبريل عليه السلام.
|