الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{بزخ} (س) في حديث عمر <أنه دعا بفَرسَين هَجِين وعَرَبيّ إلى الشرب، فتطاول، العتيق فشرب بطُول عُنقه، وتَبازَخ الهَجِين> التَّبازُخ: أن يَثْنِي حافره إلى باطنه لقِصَر عُنقه. وتَبَازَخ فلان عن الأمر أي تقاعس. وفيه ذكر وفد <بُزاخة> هي بضم الباء وتخفيف الزاي: موضع كانت وقعة للمسلمين في خلافة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه. {بزر} (س) في حديث علي يوم الجمل <ما شبَّهت وقع السيوف على الْهام بَوَقع البَيازر على المَواجن> البيازر: العِصي واحدتها بَيْزَرَة، وبَيزارة. يقال: بزَرَه بالعصا إذا ضربه بها. والموَاجن: جمع مِجينَة وهي الخشبة التي يدُّق بها القَصَّار الثوب. (س) وفي حديث أبي هريرة <لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما يَنْتَعِلون الشَّعَر وَهُم البَازِر> قيل بَازر نَاحية قريبة من كِرْمان بها جبال، وفي بعض الروايات: هم الأكراد، فإن كان من هذا فكأنه أراد أهل البَازِر، ويكون سُمُّوا باسم بلادهم. هكذا أخرجه أبو موسى في حرف الباء والزاي من كتابه وشَرحه. والذي روَيناه في كتاب البخاري عن أبي هريرة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول <بين يَدَي الساعة تقاتِلون قوما نِعالهم الشّعَر وهو البازر> وقال سفيان مرَّة: وهم أهل البارز، ويعني بأهل البارز أهل فارس كذا هو بِلُغَتهم. وهكذا جاء لفظ الحديث كأنه أبدل السين زايا فيكون من باب الباء والراء لا من باب الباء والزاي. واللّه أعلم. وقد اختُلف في فتح الراء وكسرها. وكذلك اختُلف مع تقديم الزَّاي.{بزز} (ه) في حديث ابي عبيدة <إنه ستكون نُبُوّة ورحمة، ثم كذا وكذا، ثم تكون بِزِّيزَى وأخْذ أموالٍ بغير حَق> البِزِّيزَى - بكسر الباء وتشديد الزاي الأولى والفصْر -: السَّلب والتغلُّب. من بَزَّ ثيابه وابْتَزّه إذا سَلَبه إيَّاها (ومنه المثل: <من عزّ بزّ> أي من غلب سلب). ورواه بعضهم بَزْبَزِيًّا، قال الهروي: عرَضته على الأزهري فقال هذا لا شيء. وقال الخطّابي: إن كام محفوظا فهو من البَزْبَزَة: الإسْراع في السَّير، يريد به عَسْف الوُلاة وإسْرَاعهم إلى الظُّلم. (س) فمن الأوّل الحديث <فَيَبْتَزُّ ثيابي ومَتاعي> أي يُجَرّدني منها ويغلِبُني عليها.ومن الثاني الحديث الآخر <من أخرج صدقتَه (في الأصل واللسان: ضيفه. والمثبت من ا) فلم يَجد إلاَّ بَزْبَزِيًّا فيردّها> هكذا جاء في مسند أحمد بن حنبل. وفي حديث عمر <لمَّا دَنا من الشام ولقيه الناس قال لأسْلم: إنهم لم يَرَوْا صاحبك بِزّةَ قوم غَضب اللّه عليهم> البِزَّة: الهَيْئة، كأنه أرادَ هيئة العَجم، وقد تكرر في الحديث. {بزع} (ه) فيه <مررت بقصر مشيد بَزِيع، فقلت لمن هذا القصْر؟ فقيل لعمر بن الخطاب> البَزِيعُ: الظريف من الناس، شُبّه القصر به لحُسنه وجماله، وقد تبَزَّع الغلام أي ظَرُف. وتَبَزَّع الشَّرّ أي تفَاقَم. {بزغ} * فيه <حين بَزَغَت الشمس> البُزُوغ الطلوع. يقال: بزغت الشمس وبَزَغ القمر وغيرهما إذا طَلَعت. (س) وفيه <إن كان في شيءٍ شِفاء ففي بَزْغة الحجَام> البَزْغ والتَّبْزِيغ: الشَّرْط بالمِبْزَغ وهو المِشرط. وبَزَغَ دَمه: أي أساله. {بزق} (ه) في حديث أنَسٍ <أَتيْنا أهل خيبر حينَ بَزَقتِ الشمس> هكذا الرواية بالقاف، وهي بمعنى بزغت، أي طَلعت، والغين والقاف من مخرج واحد. {بزل} في حديث الديات <أربع وثلاثون ثَنِيَّة إلى بَازِل عَامِها كلّها خَلِفَات>. (ه) ومنه حديث علي بن أبي طالب: بَازِل عامَيْن حَدِيثٌ سِنِّي* البازل من الإبل الذي تَمَّ ثمانِيَ سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلعُ نابُه وتكمل قوّته، ثم يقال له بعد ذلك بازلُ عامٍ وبازِلُ عامَين. يقول أنا مستجمع الشباب مُسْتَكْمل القُوّة. وفي حديث العباس <قال يوم الفتح لأهل مكة: أسْلموا تَسْلَموا، فقد اسْتُنْبِطنْتم بأشْهَبَ بَازِل> أي رُمِيتم بأمرٍ صَعْب شديد، ضَرَبَه مثلا لشدّة الأمر الذي نزل بهم. (ه) وفي حديث زيد بن ثابت <قضى في البازِلَة بثلاثة أبْعْرَة> البازِلة من الشِّجَاج التي تَبْزُل اللحم أي تَشُقُّه، وهي المُتَلاَحِمَة. {بزا} [ه] في قصيدة أبي طالب يُعاقب قريشاً في أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم: كذَبُتُم وبَيْتِ اللّه يُبْزَى مُحمَّدٌ ** وَلمَّا نُطَاعِنْ دُونَه ونَنَاضِلُ يُبْزَى، أي يقهر ويُغْلَب، أراد لا يُبْزَى، فَحَذَف لا مِن جواب القَسم، وهي مُرادة، أي لا يُقْهَر ولم نقاتل عنه ونُدافع. (س) وفي عبد الرحمن بن جبير <لاَ تُبَازِ كتَبازِي المرأة> التَّبازِي أن تُحرّك العَجُزَ في المشْي، وهو من البَزَاء: خُروجِ الصَّدر ودُخول الظهر. وأبْزَى الرجُل إذا رفع عَجُزَه. ومعنى الحديث فيما قيل: لا تَنْحَنِ لكلّ أحد. {بسأ} * فيه <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال بَعد وقَعة بدْرٍ: لو كان أبو طالب حيًّا لرأى سيوفنا وقد بَسِئتْ بالمَياثِل> بَسأت بفتح السين وكسرها: أي اعْتادت واسْتَأنَست، والمَياثل: الأمائل، هكذا فُسر، وكأنه من المقْلوب. {بسبس} في حديث قُسّ <فبَيْنا أنا أجُل بَسْبَسَها> البَسْبَسُ: البّرّ الواسع، ويُروَى سَبْسَبَها وهو بمعناه. {بسر} (ه) في حديث الأشّجّ العَبْدي <لا تَثْجُروا ولا تَبْسُروا> البَسْر بفتح الباء خَلْط البُسْر بالتَّمر وانْتباذُهما معاً. (س) ومنه الحديث في شَرْط مُشْتَري النَّخل على البائع <ليس له مِبْسَر> وهو الذي لا يَرْطُب بُسْره. (ه) وفيه <أنه كان إذا نَهض في سَفَره قال اللهم بك ابْتَسَرْت> أي ابتدأت بِسَفَري. وكل شيء أخَذْته غَضًّا فقد بَسَرْته وابْتَسَرْتَه، هكذا رواه الأزهري، والمحدّثون يَروُونه بالنون والشين المعجمة أي تحركْت وسِرْت. [ه] * وفي حديث سعد <قال: لمّا أسْلَمتُ رَاغَمَتْني أمّي فكانت تَلْقاني مرَّة بالبِشْر ومرَّة بالبَسْر> البِشْر: الطَّلاَقة، وبالمهملة: القُطوب. بَسَر وجهَه يَبْسُره. (ه) وفي حديث الحسن <قال للوليد التيَّاس: لا تَبْسُر> البَسْر: ضَرْب الفَحل الناقة قبل أن تَطْلُب. يقول لا تَحْمل على النَّاقة والشَّاة قبل أن تَطْلُب الفحل. وفي حديث عمْران بن حُصَين في صلاة القاعد <وكان مَبْسُورا> أي به بَواسير، وهي المَرض المعروف. {بسس} (ه) فيه <يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يَبُسُّن والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون> يقال بَسَسْت الناقة وأبْسَسْتها إذا سُقْتَها وزجَرْتَها وقلت لها بِسْ بِس بكسر الباء وفتحها. (س) وفي حديث المُتْعة <ومعي بُرْدَة قد بُسَّ منها> أي نِيلَ منها وبَلِيَت. [ه] وفي حديث مجاهِد <من أسماء مكة البَاسَّة> سُمّيت بها لأنها تَحْطِم من أخْطأ فيها. والبَسُّ: الحَطْم، ويُروَى بالنون من النَّسّ: الطَّرْدِ. (س) وفي حديث المغيرة <أشأم من البَسُوس> هي ناقة رماها كُلَيب بن وائل فقتَلها، وبِسبَبها كانت الحرب المشهورة بين بكر وتَغْلب، وصارت مَثلا في الشُّؤم. والبَسُوس في الأصل: الناقة التي لا تَدُرُّ حتى يقال لها بُسّ بس بالضم والتشديد، وهو صُوَيْت للراعي يُسَكّن به الناقة عند الحَلب. وقد يقال ذلك لغير الإبل. وفي حديث الحجاج <قال للنُّعمان بن زُرْعَة: أمن أهْل الرَّسّ والبَسّ أنْت> البَسّ الدَّسّ. يقال بَسّ فلان لفلان مَنْ يَتَخَبَّر لَه خَبَره، ويأتيه به، أي دَسَّه إليه. والبَسْبَسَة: السّعاية بين الناس. {بسط} * في أسماء اللّه تعالى <الباسط> هو الذي يَبْسُط الرزق لعباده ويُوسّعه عليهم بجُوده ورحمته، ويَبْسُط الأرواح في الأجساد عند الحياة. (ه) وفيه <أنه كتب لوفْد كَلْب كتابا فيه: في الهَمُولة الرَّاعيَة البسَاط الظُّؤَار> البِساط يُروَى بالفتح والكسر والضَّم، قال الأزهري: هو بالكسر جمع بِسْط وهي الناقة التي تُركَتْ وولدَها لا يُمنع منها ولا تُعْطف على غيره. وبِسْط بمعنى مَبْسوطة، كالطَّحْن والقِطْف: أي بُسِطَتْ على أولادها. وقال الْقُتُيْبي: هو بالضم جمع بِسْط أيضا كَظِئْر وظُؤار، وكذلك قال الجوهري، فأمّا بالفتح فهو الأرض الواسعة، فإن صحَّت الرواية به، فيكون المعنى: في الهَمُولة التي تَرعى الأرض الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول. والظُّؤار جَمْعُ ظئر وهي التي تُرْضِع. (ه) وفيه في وصْف الغَيْث <فوقع بَسِيطاً مُتَدَرِكا> أي انْبَسط في الأرض واتَّسَع. والمُتَدارِك:المُتتَابع. (ه) وفيه <يَدُ اللّه تعالى بُسْطانُ> أي مَبْسُوطة. قال: الأشْبه أن تكون الباء مفتوحة حَمْلا على باقي الصفات كالرحمن والغَضْبان، فأَمَّا بالضم ففي المصادر كالغُفران والرّضوان. وقال الزمخشري: يَدَا اللّه بُسْطَانِ، تَثْنِيه بُسُط، مثل رَوْضة أُنُف، ثم تُخَفّف فيقال بُسْط كأذُنٍ وَأُذْنٍ، وفي قراءة عبد اللّه <بل يَدَاه بُسْطَان> جعل بَسْط اليَدِ كنايةً عن الجُود وتمثيلا، وَلاَ يَدَ ثَمّ ولا بَسْط، تعالى اللّه عن ذلك. وقال الجوهري: ويَدٌ بِسْط أيضا، يعني بالكسر، أي مُطْلَقة، ثم قال: وفي قراءة عبد اللّه <بل يَدَاه بِسُطان>. (س) ومنه حديث عُروة <لِيَكُن وجْهُك بِسْطاً> أي مُنْبَسِطاً منطلقا. ومنه حديث فاطمة <يَبْسُطُني ما يَبْسُطها> أي يَسُرُّني ما يَسرها. لأن الإنسان إذا سَرّ انبسَط وجْهُه واستَبْشَر. (س) وفيه <لا تَبْسُط ذِراعَيْك انْبِسَاط الكلب> أي لا تَفْرِشْهما على الأرض في الصلاة. والانْبساط مصدر انْبسَط لاَ بَسط، فحمَله عليه. {بسق} (ه) في حديث قطْبة بن مالك <صلَّى بنَا رَسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى قَرأ والنَّخل باسِقات> البَسق: المُرْتَفع في عُلُوّه. (ه) ومنه الحديث في صفة السَّحاب <كيف تَرَوْن بَواسِقَها> أي ما استطال من فُروعها. ومنه حديث قس <من بواسِق أُقْحُوَان>. وحديث ابن الزبير <وارْجحنّ بعد تَبَسُّقٍ> أي ثَقُلَ ومَالَ بعد ما ارتغَع وطال. [ه] وفي حديث ابن الحنفية <كيف بَسَق أبو بكر أصحابَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي كيف ارْتَفَع ذِكْره دُونَهم. والبُسُوق: عُلُوّ ذِكْر الرجُل في الفضل. وفي حديث الْحُديْبِية <فقعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جَبَا الرَّكِيَّة فإمَّا دَعَا وإما بَسَق فيه> بسَق لغة في بَزَق وبَصَق. {بسل} (ه) في حديث عمر <كان يقول في دعائه آمين وبَسْلاً> أي إيجاباً يَا رَبّ. والبَسْل يكون بمعنى الحلال والحرام. (س) وفي حديث عمر <مات اُسَيْد بن حُضَيْر وأُبْسِل مالُه> أي أُسْلِم بدَيْنه واستغرقه، وكان نخلا، فردّه عُمر وباع ثمره ثلاث سنين وقضَى دَيْنَه. (س) وفي حديث خيفان <قال لعثمان: أمَّا هذا الحيُّ من هَمْدَان فأبْجادٌ بُسْل> أي شُجْعان، وهو جَمْع باسِل، كَبازِل وبُزْل، سُمّي به الشجاع لامتناعه ممَّن يَقْصده. {بسن} (ه) في حديث ابن عباس <نزل آدم عليه السلام من الجنة بِالبَاسِنة> قيل إنها آلات الصُّنّاع. وقيل هي سِكّة الحرث، وليس بعربيّ مَحْض. {بشر} (ه) فيه <ما من رجل له إبل وبَقر لا يؤدّي حقها إلاّ بُطح لها يوم القيامة بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كأكثرِ ما كانت وأبْشَرِه> أي أحْسَنه، من البِشْر وهو طَلاقة الوجه وبشاشَتُه. ويروى <وآشَره> من النشاط والبَطر، وقد تقدم. وفي حديث توبة كعب <فأعطيته ثوبي بَشارة> البُشارة بالضم: ما يُعطَى البشير. كالعُمالة للعامل، وبالكسر الاسم، لأنهَا تُظْهر طلاقة الإنسان وفَرحَه. (ه) وفي حديث عبد اللّه <من أحبّ القرآن فَلْيَبْشَر> أي فليَفْرَح ولْيُسَرّ، أراد أن محبة القرآن دليل على محض الإيمان. مِن بَشَر يَبْشَر بالفتح، ومن رواه بالضم فهو من بَشَرْت الأديم أبشُرُه إذا أخذتَ باطنه بالشَّفْرة، فيكون معناه فليَضَمّر نفسه للقرآن، فإن الاستكثار من الطعام يُنْسبه إياه. (ه) وفي حديث عبد اللّه بن عمرو <أُمرْنا أن نَبْشُر الشوارب بشْراً> أي نُحفيها حتى تبين بشَرَتُها، وهي ظاهر الجلد، ويجمع على أبشار. ومنه الحديث <لم أبْعَث عُمَّالي لِيَضْربوا أبشَاركم>. ومنه الحديث <أنه كان يَقبِّل ويُباشر وهو صائم> أراد بالمُباشَرة الملامَسَة. وأصله من لَمْسِ بَشَرَةِ الرجُل بَشرةَ المرأة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. وقد تَرِدُ بمعنى الوطء في الفَرْج وخارجا منه. ومنه حديث نجية <ابْنَتُكَ المُؤدَمَةُ المُبْشَرة> يصِف حُسْن بَشرتِها وشدّتَها. (س) وفي حديث الحجاج <كيف كان المطر وتبْشِيره> أي مَبْدَؤه وأوّله. ومنه: تباشير الصُّبح: أوائله. {بشش} (ه) فيه <لا يُوَطِّن الرجلُ المساجدَ للصلاة إلاَّ تَبَشْبَشَ اللّه به كما يَتَبَشْبَش أهل البيت بغائبهم> البَشُّ: فرح الصدِّيق بالصديق، واللطفُ في المسألة والإقبال عليه، وقد بَشِشْتُ به أبَشُّ. وهذا مَثل لِتلَقِّيه إياه ببرّه وتقريبه وإكرامه. ومنه حديث علي <إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر اللّه لأبَشِّهما بصاحبه>. ومنه حديث قيصر<وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشةَ القلوب> بَشاشة اللقاء: الفَرحُ بالمرء والانبساط إليه والأُنْس به. {بشع} * فيه <كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأكل البَشِع> أي الخَشِن الكريه الطَّعم، يريد أنه لم يكن يَذُمّ طعاما. ومنه الحديث <فوُضِعَت بين يدي القوم وهي بَشِعة في الحلق>. {بشق} * في حديث الاستسقاء <بَشَقَ المسافرُ ومُنِع الطريقُ> قال البخاري: أي انسَدّ وقال ابن دريد: بشق: أسرع، مثل بَشَك. وقيل معناه تأخر. وقيل حُبِسَ. وقيلَ مَلَّ. وقيل ضعُف. وقال الخطّابيّ: بَشَق ليس بشيء وإنما هو لَثِق من اللَّثَق: الوحل، وكذا هو في رواية عائشة، قالت: فلما رأى لَثَق الثياب على الناس. وفي رواية أخرى لأنس أن رجلا قال لما كثر المطر: يا رسول اللّه إنه لَثِق المالُ. قال ويحتمل أن يكون مَشَق، أي صار مَزِلَّة وزَلَقا، والميم والباء يتقاربان. وقال غيره: إنما هو بالباء من بَشَقْتُ الثوبَ وبَشَكْتُه إذا قطعْتَه في خِفَّة، أي قُطِع بالمسافر. وجائز أن يكون بالنون، من قولهم نَشِق الظَّبْي في الحِبالة إذا عَلِق فيها. ورجل نَشِقٌ: إذا كان ممن يدخل في أمور لا يكاد يخلُص منها. {بشك} (ه) في حديث أبي هريرة <أن مروان كساه مِطْرف خّزٍّ فكان يَثْنِيه عليه أثْنَاء من سَعته، فانْشَقَّ، فبَشَكَه بَشْكاً> أي خاطه. البَشْك: الخياطة المسْتَعْجِلة المتباعدة. {بشم} (س) في حديث سَمُرة بن جُنْدب <وقيل له إنَّ ابْنَك لم ينم البَارِحة بَشَماً، قال: لو مات ما صَلَّيْتُ عليه> البَشَم: التُّخَمة عن الدَّسَم. ورجل بَشِمٌ بالكسر. (س) ومنه حديث الحسن <وأنت تَتَجَشَّأ من الشِّبَع بَشَماً>. وفي حديث عبادة <خير مال المسلم شاءٌ تأكل من ورق القَتادِ والبَشَام> البَشام: شجر طيّب الرِّيح يُستاك به، واحِدَتُها بَشَامة. (س) ومنه حديث عمرو بن دينار <لا بأس بِنَزْع السِّواك من البَشَامة>. ومنه حديث عُتبة بن غَزْوان <ما لنا طعامٌ إلاَّ وَرَق البَشَام>. {بصبص} (س) في حديث دَانِيال عليه السلام <حين أُلْقِي في الجُبِّ وألْقِيَ عليه السِّباع فَجَعلن يَلْحَسنَهُ وَيُبَصْبِصْنَ عليه> يقال بَصْبَص الكلبُ بِذَنَبه إذا حرَّكه، وإنما يَفْعل ذلك من طَمع أو خَوف. {بصر} * في أسماء اللّه تعالى <البصير> هو الذي يشاهد الأشياء كلَّها ظاهرَها وخافيها بغير جارحة. والبصر في حَقّه عبارة عن الصِّفة التي ينكشف بها نُعوت المبْصَرَات. [ه] وفيه <فأمر به فبَصِّر رأسه> أي قُطِع. يقال بَصَّرَه بِسَيفه إذا قطعه. (ه) وفي حديث أم معبد <فأرسلتُ إليه شاة فرأى فيها بُصْرة من لبن> تُريد أثرا قليلا يُبْصِره الناظر إليه. [ه] ومنه الحديث <كان يصلي بنا صلاة البَصَر، حتى لو أن إنسانا رمى بِنَبْلة أبْصَرها> قيل هي صلاة المغرب، وقيل هي صلاة الفجر لأنهما يؤدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء. والبَصَر ها هنا بمعنى الإبصار، يقال بصُرَ به بَصَرا. ومنه الحديث <بصُر عيني وسمع أذُني> وقد تكرر هذا اللفظ في الحديث، واختُلِف في ضبطه، فرُوي بصُر وسَمِع، وبصَّر وسَمَّع، وبصَرٌ وسَمْعٌ، على أنهما اسمان. وفي حديث الخوارج <وينظر في النَّصْل فلا يرى بصيرة> أي شيئاً من الدَّمِ يَسْتَدِلُّ به على الرَّمِيًّة ويَسْتَبينها به. وفي حديث عثمان <ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرة> أي على معرفةٍ من أمركم ويقين. ومنه حديث أم سلمة <أليس الطريق يجمع التاجر وابنَ السبيل والمسْتَبْصِرَ والمجْبُور> أي المسْتبِين للشيء، يعني أنهم كانوا على بَصِيرةٍ من ضلالَتِهم، أرادت أن تلك الرُّفقة قد جمعت الأخيار والأشرار. (ه) وفي حديث ابن مسعود <بَصْرُ كلّ سماءٍ مَسيرةُ خمسمائة عامٍ> أي سَمكها وغِلَظُها، وهو بضم الباء. (ه) ومنه الحديث <بُصْرُ جلد الكافر في النار أربعين ذراعا>. {بصص} (ه) في حديث كعب <تُمسَك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأنَّها مَتْن إهالة> أي تَبْرُق ويَتَلألأ ضَوؤُها. {بضض} (ه) في حديث طهفة <ماتبِضُّ بِبِلال> أي ما يَقْطُر منها لبن. يقال بَضَّ الماء إذا قطر وَسال. (ه) ومنه حديث تبوك <والعين تَبِضُّ بشيء من ماء>. (ه) ومنه حديث خزيمة <بَضَّت الحَلَمةُ> أي درّت الضَّرع باللبن. ومنه الحديث <أنه سقط من الفرس فإذا هو جالس وعُرْض وجْهه يَبِضُّ ماءً أصفر>. (س) وحديث النخعي <الشيطان يجري في الإحليل ويَبِضَّ في الدَّبُر> أي يدِب فيه فيخيَّل أنه بلَل أو ريح. وفي حديث علي <هل يَنْتظر أهلُ بَضَاضة الشباب إلا كذا> البَضَاضة: رقَّة اللَّون وصفاؤه الذي يؤثّر فيه أدنى شيء. (ه) ومنه <قدِم عمرو على معاوية وهو أبضُّ الناس> أي أرقُّهُم لوناً وأحْسَنُهم بَشَرَةً. ومنه حديث رُقَيقة <ألا فانظروا فيكم رجُلا أبْيَضَ بَضًّا>. (ه) ومنه قول الحسن <تَلْقى أحَدَهم أبْيَضَ بضًّا>. {بضع} [ه] فيه <تُسْتَأمَرُ النساء في أبْضَاعِهِنَّ> يقال أبْضَعْتُ المرأة إبْضِاعا إذا زوّجْتَها. والاسْتِبْضَاع: نوع من نكاح الجاهليَّة، وهو استفعال من البُضْع: الجماع. وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجُل لتنالَ منه الولد فقط. كان الرجل منهم يقول لأمته وامرأته: أرْسِلي إلى فلان فاسْتَبْضِعي منه، ويَعْتَزِلُها فلا يَمسُّها حتى يَتَبَيَّن حملُها من ذلك الرجُل. وإنما يُفْعل ذلك رغبةً في نجَابة الوَلد. (ه) ومنه الحديث <أن عبد اللّه أبا النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ بامرأة فدَعَتْه إلى أن يَسْتَبْضِع منها>. [ه] ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها <وله حَصَّنني ربي من كل بُضْع> أي من كل نكاح، والهاء في له أي للنبي صلى اللّه عليه وسلم، وكان تزوّجها بكرا من بين نسائه. والبُضْعُ يطْلق على عقد النكاح والجماع مَعاً، وعلى الفَرْج. [ه] ومنه الحديث <أنه أمَر بِلاَلاً فقال: ألا مَن أصاب حُبْلَى فلا يَقْرَبَنَّها فإن البُضْع يَزيد في السَّمع والبَصر> أي الجماع. ومنه الحديث <وبُضْعُهُ أهلَه صَدَقةٌ> أي مُباشَرتُه. (س) ومنه حديث أبي ذر <وبَضيعَتُه أهلَه صَدَقةٌ>. ومنه الحديث <عَتَق بُضْعُكِ فاختاري> أي صار فَرْجُك بالعِتْق حُراً فاختاري الثبات على زَوْجِك أو مُفَارَقَته. (ه) ومنه حديث خديجة <لمَّا تزوّجها النبي صلى اللّه عليه وسلم دخل عليها عَمْرو بن أسد، فلما رآه قال: هذا البُضْع الذي لا يُقْرَع أنفُه> يريد هذا الْكُفء الذي لا يُرَدّ نكاحُه، وأصله في الإبل أن الفحل الهَجين إذا أراد أن يَضْرب كرائم الإبل قَرعُوا أنْفَه بِعَصاً أو غيرها ليرْتَدَّ عنها ويَتْرُكَها. وفي الحديث <فاطمةُ بَضْعَةٌ منّي> البَضْعة بالفتح: القطعة من اللحم، وقد تكسر، أي أنها جزء منّي، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم. ومنه الحديث <صلاة الجماعة تَفْضُل صلاة الواحد بِبِضْع وعشرين درجة> البِضْع في العدد بالكسر، وقد يُفْتح، ما بين الثلاث إلى التّسْع. وقيل ما بين الواحد إلى العشرة، لأنه قطعة من العَدد. وقال الجوهري: تقول بِضْع سِنين، وبضْعَةَ عشَرَ رجُلا، فإذا جاوزْت لفظ العَشْر لا تقول بِضع وعشرون. وهذا يخالف ما جاء في الحديث. وفي حديث الشِّجَاج ذِكْر <الباضعة> وهي الَّتي تأخذ في اللحم، أي تَشُقُّه وتَقْطعه. (ه) ومنه حديث عمر <أنه ضرب رجُلا ثلاثين سوطا كلّها تَبْضَع وتَحْدِر> أي تشق الجلد وتقْطَعه وتُجْري الدم. (س) وفيه <المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثها وتُبْضِع طِيبَها> كذا ذكره الزمخشري. وقال: هو من أبْضَعتُه بضاعة إذا دفعْتَها إليه، يعني أن المدينة تُعطي طيبَها ساكنَها. والمشهور بالنون والصاد المهملة. وقد رُوي بالضاد والخاء المجتمعتين، وبالحاء المهملة من النضْح والنضخ، وهو رَشُّ الماء. (س) وفيه <أنه سئل عن بئر بُضَاعة> هي بئر معروفة بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأجاز بعضهم كسْرها، وحكى بعضهم بالصاد المهملة. (س) وفيه ذكر <أبْضَعَة> هو مَلِك كنْدة، بوزن أرْنبة، وقيل هو بالصاد المهملة. {بطأ} * فيه <من أبَطَّأ به عمُله لم يَنْفعْه نسُبه> أي من أخَّره عمله السَّيّء وتفريطُه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شَرَفُ النَّسَب. يقال بَطَّأ به وأبْطَأ به بمعنًى. {بطح} (ه) في حديث الزكاة <بُطِح لها بِقَاعٍ قَرْقَرٍ> أي أُلْقِي صاحبها على وجهه لتَطأه. (ه) وفي حديث ابن الزبير <وبَنَى البيت فأهَاب بالناس إلى بطْحه> أي تسْويته. (ه) وفي حديث عمر <أنه أوّل من بَطَح المسجد وقال: ابطَحوه (في الأصل: وقال أبطحه. والمثبت من ا واللسان والهروي) من الوادي المبارك> أي ألقى فيه البَطْحاء، وهو الحَصى الصغار. وبَطْحاء الْوَادي وأبْطَحُه: حصاه اللَّيّن في بطْن المَسيل. ومنه الحديث <أنه صلى بالأبْطح> يعني أبطح مكة، وهو مَسِيل وَادِيها، ويُجمع على البِطَاح، والأباطِح. ومنه قيل قريش البِطاح، هم الذين ينزلون أباطِح مكة وبَطْحاءها، وقد تكررت في الحديث. (ه) وفيه <كانت كِمام أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بُطْحاً> أي لازقةً بالرأس غير ذاهبة في الهواء. الكِمام جمع كُمَّة وهي القَلَنْسُوة. (ه) وفي حديث الصَّداق <لو كنتم تَعْرِفون من بَطْحانَ ما زدْتم> بَطحان بفتح الباء اسم وادِي المدينة. والبَطْحانِيُّون منْسُوبون إليه، وأكثرهم يَضمون الباء ولعله الأصح. وفيه ذكر <بُطَاح> هو بضم الباء وتخفيف الطاء: ماء في ديار أسَدٍ، وبه كانت وقعة أهل الرّدّة. {بطر} (ه) فيه <لا يَنْظُر اللّه يوم القيامة إلَى مَنْ جرّ إزارَه بَطَراً> البَطر: الطُّغْيان عند النّعْمة وطُولِ الْغِنَى. (ه) ومنه الحديث <الكِبْر بَطَر الحقّ> هو أن يجْعل ما جعله اللّه حقًّا من تَوْحِيده وعبادته باطلا. وقيل هو أن يتَجبَّر عند الحقّ فلا يراه حَقًّا. وقيل هو أن يتكبَّر عن الحق فلا يقبلُه. {بطرق} * في حديث هرقل <فدَخَلْنا عليه وعنده بَطارِقَتُه من الرُّوم> هي جمع بِطْرِيق، وهو الحاذِق بالحرْب وأمُورها بلُغة الرُّوم. وهو ذُو مَنْصِب وتَقَدُّم عندهم. {بطش} (ه) فيه <فإذا موسى باطشٌ بجانب العَرْش> أي مُتَعلّق به بقُوَّة. والبَطْش: الأخْذُ القَوِيُّ الشديد. {بطط} (س) فيه <أنه دخل على رجل به ورَم فما برِحَ به حَتى بُطَّ> البَطُّ: شَقُّ الدُّمَّل والخُرَاجِ ونَحْوِهما. (س) وفي حديث عمر بن عبد العزيز <أنه أتَى بَطَّة فيها زيْت فصَبَّه في السراج> البَطَّة: الدَّبَّةُ بِلُغة أهل مكة، لأنها تُعْمل على شكْل البَطَّة من الحيوان. {بطق} (ه) فيه <يُؤتَى برجُل يوم القيامة وتُخْرَج له بِطَاقةٌ فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه> البِطَاقة: رُقْعة صغيرة يُثْبَت فيها مِقْدارُ ما يُجْعَل فيه إن كان عَيْناً فَوزنُهُ أو عَددُهُ، وإن كان متَاعا فَثَمنُه. قيل سُمّيت بذلك لأنَّها تُشَدُّ بِطَاقةٍ من الثَّوب، فتكون الباء حينئذ زائدة. وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر. ومنه حديث ابن عباس <قال لامرأة سألتْه عن مسئلة: اكْتُبِيها في بِطَاقة> أي رُقْعة صغيرة. ويروى بالنون وهو غريب. {بطل} [ه] فيه <ولا تَسْتَطِيعُه البَطَلَةُ> قيل هم السَّحَرة. يقال أبْطَل إذا جاء بالباطل. (س) وفي حديث الأسْود بن سَرِيع <كنت أُنْشِدُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، فلما دخل عُمر قال: اسْكُت إِن عُمر لا يُحب البَاطِل> أرادَ بالباطل صناعة الشّعر واتّخاذَه كسْباً بالمدْح والذَّمّ. فأمّا مَا كان يُنْشده النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فما كان من ذلك، ولكنَّه خاف أن لا يَفْرِق الأسْود بَيْنه وبين سائره، فأعْلمه ذلك. وفيه: *شَاكي السّلاح بَطَلٌ مُجَرَّبُ* البَطل: الشُّجاع. وقد بَطُل بالضم بَطَلة وبُطُلة. {بطن} * في أسماء اللّه تعالى <الباطن> هو المحتَجِب عن أبصار الخلائق وأوْهامهم فلا يُدْركهُ بصر ولا يحيط به وَهْمٌ. وقيل هو العالم بما بَطَن. يقال: بَطَنْتُ الأمر إذا عَرَفتَ باطنه.وفيه <ما بعث اللّه من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بِطَانَتان> بطَنَةُ الرجل: صاحب سرّه ودَاخلِه الذي يَشاور في أحواله. [ه] وفي حديث الاستسقاء <وجاء أهل البِطَنة يَضِجُّون> البطانة: الخارج من المدينة. وفي صفة القرآن <لكل آية منها ظهْرٌ وَبَطْنٌ> أراد بالظهر ما ظهَر بيانه، وبالبَطْن ما احْتِيج إلى تفسيره. وفيه <المبْطُون شهِيدٌ> أي الذي يموت بمَرض بَطْنه كالاسْتِسْقاء ونحوه. ومنه الحديث <أنّ امرأة ماتَتْ في بَطَن> وقيل أراد به ها هنا النَّفَاس وهو أظْهَرُ، لأن البخاري تَرْجَم عليه: باب الصلاة على النُّفَساء. وفيه <تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوح بِطَاناً> أي مُمْتلِئةَ البطون. ومنه حديث موسى وشعيب عليهما السلام <وعَوْد غَنَمه حُفَّلاً بِطَاناً>. ومنه حديث علي <أبِيتُ مِبْطانا وحَوْلي بُطُونٌ غَرْثُى> المِبْطان الكثير الأكل والعظيم البَطْن. وفي صفة علي <البَطِين الأنْزَع> أي العظيم البَطْن. (س) وفي حديث عطاء <بَطَنَتْ بك الحُمَّى> أي أثَّرت في بَاطنك. يقال بَطَنه الداء يَبْطٌنه. (س) وفيه <رجل ارْتبطَ فرسا لِيَسْتَبْطِنَها> أي يَطْلُبَ ما في بَطْنها من النَّتَاج.[ه] وفي حديث عمرو بن العاص <قال لمَّا مات عبد الرحمن بن عَوْف: هَنيئا لك خَرَجت من الدُّنيا بِبِطْنتِك لم يَتَغَضْغَضْ منها شيءٌ (في الأصل: لم يتغضغض منها بشيء. وما أثبتناه من ا واللسان والهروي>) ضرب البِطنة مثلا في أمر الدّين، أي خرج من الدنيا سليما لم يَثلِم دينه شيءٌ. وتَغَضْغض الماء: نقَص. وقد يكون ذمّا ولم يُرِدْ هُنا إلا المدح. (ه) وفي صفة عيسى عليه السلام <فإذا رجل مُبَطَّن مِثْلُ السَّيف> المبَطَّن: الضَّامر البطن. وفي حديث سليمان بن صُرَد <الشَّوْط بَطين> أي بَعِيد. (س) وفي حديث علي <كَتب على كل بطن عُقولَه> البَطْن ما دُون القبيلة وفوق الفَخِذ، أي كتب عليهم ما تَغْرَمه العاقلة من الدّيات، فبيَّن ما على كل قومٍ منها. ويجمع على أبْطُن وبطون. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <يُنادي مُنادٍ من بُطْنان العرش> أي من وَسَطه. وقيل من أصْله. وقيل البُطنان جَمْع بَطْنٍ: وهو الغامض من الأرض، يُريد من دوَاخِل العَرش. ومنه كلام علي في الاستسقاء <تَرْوَى به القِيعَان وتَسِيل به البُطْنان>. (ه) وفي حديث النَّخَعي <أنه كان يُبَطّن لحيتَه> أي يأخذ الشَّعَر من تحت الْحَنَكِ والذَّقَن. وفي بعض الحديث <غَسل البَطِنة> أي الدُّبُر.
|