الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{حزب} (ه) فيه <طَرَأ عليَّ حِزْبي من القرآن فأحبَبْت أن لا أخْرُج حتى أقْضِيه> الحِزب ما يجعله الرجُل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرْد. والحِزب: النَّوْبة في وُرُود الماء. ومنه حديث أوْس بن حُذيفة <سألت أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: كيف تُحَزّبُون القُرآن>. (ه) وفيه <اللهم اهْزم الأحزاب وزَلْزِلهم> الأحزاب: الطَّوائف من الناس، جمْع حِزْب بالكسر. ومنه حديث ذِكر يوم <الأحزاب>، وهو غَزْوة الخنْدَق. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفيه <كان إذا حَزَبَه أمْرٌ صَلّى> أي إذا نزل به مُهمٌّ أو أصابَه غمٌّ.ومنه حديث عليّ <نَزَلَت كرائه الأمُور وحَوَازِب الخُطُوب> جَمْع حازب، وهوة الأمْر الشديد. ومنه حديث ابن الزبير <يُريد أن يُحَزّبَهم> أي يُقَوِّهم ويَشُدَّ منهم، أو يَجْعَلهم من حزْبه، أو يَجْعَلَهم أحزابا، والرواية بالجيم والراء. وقد تقدّم.ومنه حديث الإفك <وطَفِقَتْ حَمْنَة تُحَازبُ لها> أي تَتَعَصَّب وتَسْعى سَعْي جماعَتِها الذين يَتَحَزَّبون لها. والمشهور بالحاء والراء من الحرب. ومنه حديث الدعاء <اللهم أنت عُدَّتي إن حُزِبْت> ويروى بالراء بمعنى سُلبْت، من الحَرَب. {حزر} (ه) فيه <أنه بعث مُصَدِّقا فقال: لا تأخُذْ من حَزَرات أنْفُس الناس شيئاً> الحَزَرَات: جمع حَزْرَة - بسكون الزاي - وهي خِيارُ مال الرجل، سُمّيَت حَزْرَة لأن صاحبها لا يزال يَحْزُرُها في نَفْسه، سمّيت بالمرّة الواحدة، من الحَزْر، ولهذا أضِيفَت إلى الأَنْفُس. ومنه الحديث الآخر <لا تأخُذُوا حَزَراتِ أموال الناس، نَكِّبُوا عن الطعام> ويُروى بتقديم الراء على الزاي. وقد تقدّم. {حزز} (س) فيه <أنه احْتَزَّ من كَتِف شاة ثم صلى ولم يتوضَّأ> هو افْتَعَل من الحَزّ: القَطْع. ومنه الحُزَّة وهي: القِطْعة من اللحم وغيره. وقيل الحَز: القطْع في الشيء من غير إبانَة. يقال: حَزَزْت العُود أحُزُّه حَزًّا. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <الإثْم حَوازٌّ القلوب> هي الأمور التي تَحُزُّ فيها: أي تؤثِّر كما يؤثر الحَزٌّ في الشيء، وهو ما يَخْطر فيها من أن تكون مَعاصي لفَقْد الطُّمَأْنِينَة إليها، وهي بتشديد الزَّاي: جمع حَازّ. يقال إذا أصاب مِرْفقُ البعير طرَف كِرْكِرتَه فقطعه وأدْماه: قيل به حازٌّ. ورواه شَمِر <الإثْم حَوَّاز القلوب> بتشديد الواو: أي يَحُوزُها ويَتَملَّكُها ويَغْلب عليها، ويروى <الإثم حَزَّاز القلوب> بزايين الأولى مشددة، وهي فَعَّال من الحَزّ.(ه) وفيه <وفلان آخذٌ بحُزَّته> أي بعُنقه. قال الجوهري: هو على التَّشْبيه بالحُزَّة وهو القطعة من اللحم قُطِعت طولا. وقيل أراد بحُجْزَته وهي لغة فيها.(س) وفي حديث مطرّف <لقيتُ عليًّا بهذا الحَزِيز> هو المهْبط من الأرض. وقيل هو الغَلِيظ منها. ويُجْمَع على حُزَّان. ومنه قصيد كعب بن زهير: تَرْمي الغُيُويَ بعَيْنَي مُفْرَدٍ لهِقٍ ** إذَا تَوَقَّدَت الحُزَّانُ والْمِيلُ {حزق} (ه) فيه <لا رَأَى لحَازْق> الحازِق: الذي ضَاق عليه خُفُّهُ فحزق رجْله: أي عصرها وضغَطَهَا، وهو فاعل بمعْنى مفعول. ومنه الحديث الآخر <لا يُصَلِّي وهو حاقِن أو حَاقِبٌ أو حَازِق>. (ه) وفي فضل البقرة وآل عمران <كأنهما حِزْقان من طَيْر صَوَافَّ> الحِزْق والحَزِيقَة: الجماعة من كل شيء. ويُروَى بالخاء والراء. وسيذكر في بابه. (ه) ومنه حديث أبي سلمة <لم يكن أصحابُ رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلم مُتَحَزِّقين ولا مُتَماوِتين> أي مُتَقَبِّضين ومُجْتمعين. وقيل للجماعة حِزْقَةٌ لانْضمام بعضهم إلى بعض. (ه) وفيه أنه عليه السلام كان يُرَقّصُ الحَسن والحُسين ويقول: حُزُقَّةٌ حُزُقَّه ** تَرَقَّ عَيْنَ بَقّهْ فتَرقَّى الغلام حتى وَضَع قَدَمَيْه على صدْره. والحُزُقَّة: الضعيف المُتَقَارب الخَطْو من ضَعْفه. وقيل القَصِير العظِيم البَطْن، فذِكْرُها له على سبيل المُدَاعبة والتَّأنِيس له. وتَرَقَّ: بمعنى اصْعَد. وعَيْن بَقَّة: كناية عن صِغَر العين. وحُزُقَّة: مرفوع على خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حُزقة، وحُزُقّة الثاني كذلك، أو أنه خبر مُكَّرر. ومن لم يُنَوّن حُزُقَّة أراد يا حُزُقَّة، فحذف حرف النداء وهو من الشُّذوذ، كقولهم أطْرِقْ كرَا، لأنَّ حرف النداء إنما يحذف من العَلَم المضموم أو المضاف. (ه) وفي حديث الشَّعْبي <اجْتَمع جَوارٍ فأرِنّ وأشِرْنَ ولَعِبْن الحُزُقَّة> قيل: هي لُعْبَة من اللّعب، أخذت من التَّحزُّق: التَّجَمُّع. (ه) وفي حديث علي <أنه نَدب الناس لقتال الخوارج، فلمَّا رجَعوا إليه قالوا: أبْشر فقد اسْتَأصَلْنَاهم، فقال: حَزْقُ عَيْر حَزْقُ عَيْر، فقد بَقيَت منهم بَقيَّة> العَيْر: الحمار. والحَزْق: الشَّدّ البَليغ والتَّضْييق. يقال حزَقه بالحبل إذا قَوَّى شَدّه. أراد أن أمْرَهم بَعْدُ في إحكامه، كأنه حِمْل حِمار بُولغ في شَدّه. وتقديره: حَزْق حمْل عير، فحذف المضاف وإنما خصَّ الحمار بإحكام الحمْل؛ لأنه ربما اضْطَرب فألقاه. وقيل: الحَزْق الضُّراط، أي أنّ ما فعَلْتم بهم في قِلَّة الاكْتِراثِ له هو ضُراط حِمَار. وقيل هو مَثَل يقال للمُخْبِر بخَبَر غير تامِّ ولا مُحَصَّل: أي ليس الأمر كما زعمتم.{حزل} (ه) في حديث زيد بن ثابت <قيل: دعاني ابو بكر إلى جمع القرآن فدخَلْتُ عليه وعمر مُحْزَئِلٌّ في المجلس> أي مُنْضَمٍّ بعضه إلى بعض. وقيل مُسْتَوْفِز. ومنه احْزَألَّتِ الإبل في السَّيْر إذا ارتَفعَت. {حزم} (س) فيه <الحَزْم سُوء الظَّنّ> الحَزْم ضَبْط الرجُل أمرَه والحَذَرُ من فَواته، من قولهم: حَزَمْتُ الشيء: أي شَدَدْتَه. ومنه حديث الوتر <أنه قال لأبي بكر: أخذْتَ بالحَزْم>. والحديث الآخر <ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبِّ الحازم من إحْداكُن> أي أذْهَبَ لعَقل الرجُل المُحْتَرز في الأمور المُسْتَظْهِر فيها. والحديث الآخر <أنه سُئِل ما الحَزْم؟ فقال: تَسْشِير أهلَ الرأي ثم تُطِيعُهم>. (س) وفيه <أنه نَهى أن يُصَلّي الرجل بغير حِزام> أي من غير أن يَشُدّ ثوبه عليه، وإنما أمَر بذلك لأنهم كانوا قلّما يَتَسَرْوَلُون، ومن لم يكن عليه سَراوِيل، وكان عليه إزارٌ، أو كان جَيْبُه واسِعا ولم يَتَلَّبب، أو لم يَشُدَّ وَسَطه، ربما انكشفت عورتُه وبَطَلت صلاته. (س) ومنه الحديث <نَهى أن يُصَلِّيَ الرجل حتى يَحْتَزِم> أي يَتَلَبَّب ويَشُدّ وسَطَه. (س) والحديث الآخر <أنه أمَر بالتَّحَزُّم في الصلاة>. (س) وفي حديث الصوم <فتَحَزَّم المُفْطرُون> أي تَلَّببُوا وشدّوا أوساطهُم وعَمِلوا للصائمين. {حزن} * فيه <كان إذا حَزَنه أمْرٌ صَلَّى> أي أوقَعه في الحُزْن. يقال حَزَنَني الأمر وأحْزَنَني، فأنا مَحْزُون. ولا يقال مُحْزَون. وقد تكرر في الحديث. ويروى بالباء. وقد تقدّم.(ه) ومنه حديث ابن عمر وذكر من يَغْزُو ولا نِيَّة له فقال <إنّ الشيطان يُحَزِّنه> أي يُوَسْوس إليه ويُنَدِّمه، ويقول له لم تَركْتَ أهلَك؟ فيَقَع في الحُزْن ويَبْطل أجْرُه. (س) وفي حديث ابن المسيّب <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أراد أن يُغَيِّرر اسم جدّه حَزْن ويُسمِّيه سَهْلا، فأبَى وقال: لا أغَيِّر اسْماً سَمَّانِي به أبي، قال سَعِيد: فما زالت فينا تلك الحُزُونةُ بَعْدُ> الحَزْن: المكان الغليظ الخَشِن. والحُزُونة: الخُشُونة. (س) ومنه حديث المغيرة <مَحْزُون اللِّهْزِمة> أي خَشِنُها، أو أن لهْزِمَته تَدَّلتْ من الكآبة. ومنه حديث الشَّعبي <أحْزَن بنا المنْزِل> أي صار ذا حُزُونة، كأخْصَب وأجْدَب. ويجوز أن يكون من قولهم أحْزَن الرجُل وأسْهَل: إذا رَكِبَ الحَزْن والسَّهل، كأن المنزل أرْكَبهم الحُزُونة حيث نَزلوا فيه. {حزور} (س) فيه <كُنَّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غِلماناً حَزَاوِرة> هو جَمْع حَزْوَرٍ وحَزَوَّرٍ، وهو الذي قارب البلوغ، والتاء لِتأنيث الجمع. ومنه حديث الأرنب <كنت غلاماً حَزَوَّراً فصِدْتُ أرْنَباً> ولعلَّه شُبِّه بحَزْوَرة الأرض، وهي الرابِية الصغيرة. (س) ومنه حديث عبد اللّه بن الحَمْراء <أنه سَمِع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو واقف بالحَزْوَرة من مكة> هو موضع بها عنْدَ باب الحنّاطِين، وهو بوزن قَسْوَرة. قال الشافعي: الناس يُشَدِّدُون الحَزْوَرَة والحُدَيْبيَة، وهما مُخَفّفتان. {حزا} (س) وفي حديث هِرَقْل <كان حَزَّاء> الحَزَّاء وَالحازِي: الذي يَحْزِر الأشياء ويُقَدّرها بظَنِّه. يقال حَزَوْت الشيء أحْزُوه وأحْزِيه. ويقال لِخَارص النَّخْل: الحَازي. وللذي يَنْظُر في النُّجوم حَزَّاء؛ لأنه ينظر في النُّجوم وأحْكامِها بظَنِّه وتقديره فربَّما أصاب. (س) ومنه الحديث <كان لِفِرْعون حَازٍ> أي كاهِن. وفي حديث بعضهم <الْحَزَاءة يَشْرَبُهَا أكَايِسُ النِّسَاءِ للُّطشَّة> الْحَزَاءَةُ نَبْتٌ بالبادِية يُشْبِه الكَرَفْسَ إلا أنه أعرضُ وَرَقاً منه. والْحَزَاء: جِنْس لها. وَالطُّشَّة: الزكام. وفي رواية: <يَشْتَريها أكايِسُ النّساء لِلْخَافِيَةِ والإفْلاَت>. الْخَافِيَةُ: الجِنُّ. والْإِفْلاَت: مَوْت الولَد. كأنّهم كانوا يَرَوْنَ ذلك من قِبَل الْجِنّ، فإذا تَبَخَّرْنَ به نَفَعَهُنَّ في ذلك. {حسب} * في أسماء اللّه تعالى <الحَسِيب> هو الكافي، فعِيل بمعنى مُفْعِل، من أحْسَبَني الشيءُ: إذا كَفاني. وأحْسَبْتُهُ وحَسَّبْتُه بالتّشْديد أعْطَيْتَه ما يُرْضِيه حتى يقول حَسْبي.ومنه حديث عبد اللّه بن عمرو <قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: يَحْسِبُك أن تَصُوم من كل شهر ثلاثة أيام>، أي يكْفِيك. ولو رُوِي <بِحَسْبِك أن تَصُوم> أي كفَايَتك، أو كافيك، كقولهم بحَسْسْبِكَ قولُ السُّوء، والباء زائدة لكان وجْهاً. (ه) وفيه <الحَسب المال، والكَرم التَّقْوَى> الحسَب في الأصل. الشَّرَف بالآباء وما يَعُدُّه الناس من مَفاخرهم. وقيل الحسَب والكَرم يكونان في الرجُل وإن لم يكن له آبَاء لهُم شَرف. والشَّرف والمَجْد لا كونان إلاَّ بالآباء، فجعل المال بمنزلة شرَف النفس أو الآباء. والمعنى أن الفقير ذا الحسَب لا يُوَقَّر ولا يُحْتَفل به، والغَنيّ الذي لا حَسَب له يُوقَّر ويجِلُّ في العيون. (ه) ومنه الحديث الآخر <حَسَب المرء خُلقه، وكرَمُه دينه (في الأصل: حسب المرء دينه، وكرمه خلقه. والمثبت من ا واللسان والهروي) >. ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <حَسَب المرء دينه، ومرُوءته خُلُقه>. وحديثه الآخر <حسَب الرجُل نقَاء ثَوبَيْه> أي أنَّه يُقَّر لذلك حيث هُو دَليل الثرْوة والجِدَة. (ه) ومنه الحديث <تُنْكَح المرأة لِميسَمها وحَسَبها> قيل الحسَب ها هنا الفَعَال الحسَن. (ه) ومنه حديث وفدِ هَوَازن <قال لهم اخْتَاروا إحدى الطائفتين: إما المَال، وإما السَّبْي، فقالوا: أما إذ خَيّرتَنا بين المال والحسَب فإنَّا نختار الحسَب، فاخْتارُوا أبْناءَهُم ونسَاءَهُم> أرادوا أن فَكاك الأسْرَى وإيثَارَه على اسْتِرجاع المالِ حَسَب وفَعَال حَسَن، فهو بالاخْتِيار أجْدَرُ. وقيل: المراد بالحسَب ها هنا عَدَد ذَوِي القرابات، مأخوذا من الحِسَاب، وذلك أنهم إذا تفَاخَرُوا عَدّ كلُّ واحِد منهم منَاقِبَه ومآثِر آبائه وحَسَبها. فالحسَب: العَدُّ والمَعْدُود. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه <من صام رمضان إيمانا واحْتِساباً> أي طَلَبا لوجْه اللّه وثوابه. فالاحتِسَاب من الحسَب، كالاعْتِداد من العَدّ، وإنما قيل لمن يَنْوي بعَمَله وجْه اللّه احْتَسَبه؛ لأن له حينئذ أن يَعْتَدَّ عَمله، فجُعِل في حال مبُاشَرة الفِعل كأنه مُعْتَدٌّ به. والحِسْبةُ اسم من الاحْتِساب، كالعدَّة من الاعتداد، والاحْتِساب في الأعمال الصلحة، وعند المكروهات هو البِدَارُ إلى طَلَب الأجْر وتحصيله بالتَّسْليم والصَّبر، أو باستعمال أنواع البِرّ والقِيام بها الوجْه المرْسُوم فيها طَلَباً للثَّواب المرْجُوّ منها. (ه) ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <أيها الناس احْتَسِبُوا أعْمَالكم، فإن من احْتَسب عمَله كُتب له أجْرُ عَمَله وأجر حِسْبَته. (ه) ومنه الحديث <من مات له وَلدٌ فاحْتَسَبه> أي احْتَسب الأجْر بصَبْره عَلَى مصيبته. يقال: احْتَسَب فلان ابْناَ لَهُ: إذا مات كبيرا، وافترطه (في الأصل <وأفرطه> والمثبت هو الصحيح) إذا مات صَغِيرا، ومَعْناه: اعْتَدَّ مُصِيبَته به في جملة بلايا اللّه التي يُثاب على الصَّبر عليها. وقد تكرر ذكر الاحْتساب في الحديث. (ه) وفي حديث <هذا ما اشتَرى طلحة من فلان فَتَاهُ بخَمْسِمائة درهم بالحسَب والطّيب> أي بالكرَامة من المشْتري والبائع، والرَّغْبة وطِيب النَّفْس منهما. وهو من حَسَّبْتُه إذا أكْرَمْتَه. وقيل هو من الحُسْبَانَة، وهي الوِسَادة الصَّغِيرة. يقال حَسَّبْت الرجُل إذا وسَّدْته، وإذا أجْلَسْتَه على الحُسْبَانة. ومنه حديث سِمَاك <قال شُعْبَة: سمعته يقول: ما حَسَّبُوا ضَيْفَهم> أي ما أكْرَمُوه. (ه) وفي حديث الأذان <إنَّهم يَجْتَمعون فيتَحسَّبُون الصلاة، فيَجيئون بلاَ دَاعٍ> أي يَتَعَرَّفُون ويَتَطَلَّبُون وقْتَها وقْتَها ويَتَوقَّعُونه، فيأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأذان. والمشهور في الرواية يَتَحَيَّنُون، من الحين: الوقت: أي يَطْلُبون حِينهَا. ومنه حديث بعض الغزَوات <أنهم كانوا يَتَحَسَّبُون الأخبار> أي يَطْلبُونَها. وفي حديث يحي بن يَعْمُر <كان إذا هَبَّت الرّيح يقول: لا تجْعَلْها حُسْبَاناً> أي عَذَاباً. وفيه <أفضل العمل مَنح الرِّغاب، لا يعلم حُسبانَ أجرها إلا اللّه عز وجل> والحُسْبان بالضم: الحساب. يقال: حَسب يحسُب حُسبانا وحِسبانا. {حسد} * فيه <لا حدَ إلا في اثنتين> الحسد: يرَى الرجُل لأخيه نعْمة فيَتَمنَّى أن تزول عنه وتكون له دُونه. والغَبْط: أن يَتَمنَّى أن يكون له مثْلُها ولا يَتَمنَّى زَوَالها عنه. والمعْنى: ليس حَسَدٌ لا يَضُرُّ إلاَّ في اثنتين. {حسر} (ه س) فيه <لا تقوم الساعة حَتَّى يَحْسُرَ الفُرات عن جَبل من ذهب> أي يكشف. يقال: حَسْرت العمامة عن رأسي، والثَّوب عن بدَني: أي كَشفْتُهما. ومنه الحديث <فحسر عن ذراعيه> أي أخْرجَهما من كُمَّيْه. (س) وحديث عائشة <وسُئلَتْ عن امرأة طَبقَّها زوجها فتزوّجها رجلٌ فتحسرت بين يَديه> أي قَعدَت حاسرة مَكشُوفَة الوجه. (س) ومنه حديث يحي بن عبَّاد <ما منْ ليلة إلاَّ مَلَك يَحْسُر عن دوَاب الغُزاة الكَلال> أي يكشف. ويروى يَحُسُّ. وسيجيء. (س) ومنه حديث علي <ابنوا المساجد حُسَّراً فإن ذلك سيماء المسلمين> أي مكشوفة الجُدُر لا شُرَف لها (في الدر النثير: قلت: إنما الحديث <ابنوا المساجد حسراً ومقنعين أي مغطاة رؤسكم بالقناع ومكشفة منه>، كذا في كامل بن عدي وتاريخ ابن عساكر). ومثله حديث أنس <ابْنُوا المساجد جُمًّا> والحُسَّر جمع حاسر وهو الذي لا دِرْع عليه ولا مِغْفَر. (ه) ومنه حديث أبي عبيدة رضي اللّه عنه <أنه كان يومَ الفتح على الحُسَّر> جمع حاسر كشَاهد وشُهَّد. (ه) وفي حديث جابر بن عبد اللّه <فأخذْتُ حَجرا فكسرْتُه وحسرته> يريد غُصْناً من أغْصان الشَّجَرة: أي قَشَره بالحجر. (ه) وفيه <ادعوا اللّه عز وجل ولا تَسْتَحسرُوا> أي لا تَملُّوا. وهو اسْتِفْعال في حَسَر إذا أعْيا وتَعِب، ويَحْسِرُ حُسُورا فهو حسير. ومنه حديث جرير <ولا يَحْسِرُ صابحا> أي لا يَتْعَبُ ساقيها، وهو أبْلَغ.(ه) ومنه الحديث <الحسير لا يُعْقَرُ> هو المُعي منها، فَعِيل بمعنى مفعول، أو فاعل: أي لا يجوز للغازي إّذا حَسَرَت دَابَّتُه وأعْيت أن يَعْقِرَها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يُسَيّبها. ويكون لازما ومُتعدّيا. (ه) ومنه الحديث <حَسَرَ أخي فَرَساً لهُ بعَيْن النمر وهو خالد بن الوليد>. ويقال فيه أحسر أيضاً. (ه) وفيه <يَخْرج في آخر الزَّمان رجُل يسمى أمير العُصَب، أصحابه مُحَسَّرون مُحَقَّرُون> أي مُؤذَون محمولون على الحسرة، أو مَطْرُودون مُتْعَبون، من حسر الدَّابة إذا أتْعبها. {حسس} (ه) فيه <أنه قال لرجُل: مَتَى أحْسَسْت أمِّ مِلْدَم> أي متى وجَدْت مَسَّ الحمَّى. والإحْساسّ، وهي مشاعر الإنسان كالعين والأذن والأنف واللسان واليَدِ. (ه) ومنه الحديث <أنه كان في مسجد الخَيف فسمع حِسَّ حَيَّة> أي حركتها وصَوْت مَشيها. ومنه الحديث <إنَّ الشيطان حَساس لَحَّاس> أي شديد الحَسّ والإدراك. [ه] وفيه <لا تَحَسَّسوا، ولا تَجَسَّسوا> قد تقدم ذكره في حرف الجيم مُسْتَوْفًى. وفي حديث عوف بن مالك <فهجَمْت على رجلين فقلت: هل حَستما من شيء؟ قالاَ: لا> حَست وأحْسَستْ بمعنى، فحذف إحدى السِّيبين تخْفيفا: أي هل أحْسَستما من شيء: وقيل غير ذلك. وسَيَرد مُبيَّنا في آخر هذا الباب. (ه) وفي حديث عمر <أنه مَرَّ بامْرأةٍ قد ولدَت، فَدَعا لَها بشَرْبةِ من سَوِيق وقال: اشْربي هذا فإنه يَقْطع الحِسّ> الحِسّ: وجَع يأخذ المرأة عند الولادة وبَعْدَها. وفيه <حُسُّوهم بالسَّيف حَسًّا> أي اسْتَأصِلُوهم قتلا، كقوله تعالى <إذْ تَحْسُّنهمْ بإذنِه> وحَسَّ البَرْدُ والكَلَ إذا أهْلكته واسْتأصَلَه.ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <لقد شَفَى وحَاوِحَ صدْري حَسُّكم إيَّاهُم بالنِّصال>. ومنه حديثه الآخر <كما أزَالُوكُم حَسًّا بالنّصال> ويروى بالشين المعجمة. وسيجيء.(ه) ومنه الحديث في الجَراد <إذا حَسَّه البَرْد فقَتله>. (ه) ومنه حديث عائشة <فبَعث إليه بِجَرادٍ مَحْسُوس> أي قَتَله البَرْد. وقيل هو الذي مَسَّتْه النار.(ه) وفي حديث زيد بن صُوحان <ادْفِنُوني في ثياب ولا تَحُسُّوا عَنِّي تُرابا> أي لا تَنْفُضُوه. ومنه حَسُّ الدابة: وهو نَقْض التُّراب عنها. [ه] ومنه حديث يحي بن عبَّاد <ما مِن ليْلة أو قرْية إلاَّ و فِيها مَلَك يَحُسُّ عن ظُهور دَوَابّ الغُزَاة الكَلالَ> اى يُذْهِب عنها التَّعَب بحَسِّها و إسْقاط التُّراب عنها. وفيه <أنه وضَع يده في البُرْمَة ليأكلَ فاحْتَرَقَت أصابعُه، فقال: حَسِّ> هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولُها الإنسان إذا أصابه ما مَضَّه وأحْرَقَه غَفْلَة، كالجَمْرة والضَّرْبة ونحوهما. (ه) ومنه الحديث <أصاب قَدمُه قَدَم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال : حَسّ >. ومنه حديث طلحة رضى اللّه عنه <حِين قُطِعَت أصابِعُه يوم أحُدٍ فقال : حَسِّ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لو قُلْتَ بسم اللّه لَرَفَعْتك الملائكة والنَّاسُ ينظرون > وقد تكرر في الحديث. وفيه <أنَّ رجُلا قال: كانت لي ابْنَةُ عَمٍّ فطَلَبْتُ نَفْسَها، فقالت: أوَ تُعْطِيني مائة دِينار؟ فَطَلبْتُها من حَسِّي وبَسِّي > اي من كلّ جِهَة. يقال: جِئْبه من حَسِّك وبَسِّك: أي من حيث شئت. (س) وفي حديث قتادة <إنَّ المؤمن ليَحِسُّ للمنافق> أي يَأوِي إليه ويَتَوجع. يقال: حَسَسْت له بالفتح والكسر أحِسُّ: أي رَقَقْتُ له.{حسف} [ه] فيه <أنَّ عمر رضي اللّه عنه كان يأتيه أسْلَمُ بالصَّاع من التَّمر، فيقول: يا أسْلَمُ حُتَّ عنه قِشْره، قال: فأحْسِفه ثم يأكله> الحَسْف كالحتّ، وهو إزَالة القِشْر. ومنه حديث سعد بن أبي وقاص <قال عن مُصْعب بن عُمير: لقد رأيت جِلْده يَتَحسَّفُ تَحَسُّفَ جِلْد الحيَّة> أي يَتَقَشَّر. {حسك} [ه] فيه <تيَاسَرُوا في الصَّداق، فإن الرجُل ليُعْطِي المرأة حتى يبْقَى ذلك في نَفْسه عليها حَسيكَةً> أي عدَاوة وحِقْدا. يقال: هو حَسِكُ الصَّدر على فلان. [ه] وفي حديث خيفَان <أمَّا هذا الحيّ من بَلْحَارث بن كعب فحَسكٌ أمْرَاسٌ> الحسَك: جمع حَسَكة، وهي شَوكة صُلْبة معروفة. ومنه حديث عمرو بن معدي كرب <بنو الحارث حَسكةٌ مَسَكة>. [ه] وفي حديث أبي أمامة <أنه قال لقوم: إنَّكم مُصَرِّرُون مُحَسِّكُون> هو كناية عن الإمساك والبُخل، والصَّرِّ على الشَّيء الذي عنده. قاله شَمِر. وفيه ذكر <حُسَيْكة> هو بضم الحاء وفتح السين: موضع بالمدينة كان به يَهُود من يهودها. {حسم} (ه) في حديث سعد رضي اللّه عنه <أنه كوَاه في أكْحَلِه ثم حَسَمه> أي قَطع الدم عنه بالكَيِّ. (ه) ومنه الحديث <أنه أُتِيَ بِسَارِق فقال اقْطَعُوه ثم احْسِمُوه> أي اقْطَعوا يدَه ثم اكْوُوها ليَنْقَطع الدَّمُ. (ه) ومنه الحديث <عليكم بالصوم فإنه مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْق> أي مقْطَعَة للنِّكاح. وقد تكرر في الحديث.(س) وفيه <فله مِثْل قُورِ حِسْمَا> حِسْمَا بالكسر والقصر: اسم بلد جُذَام. والقُورُ جَمْع قَارَة: وهي دُون الجبَل.{حسن} * في حديث الإيمان <قال: فما الإحسان؟ قال: أن تَعْبُد اللّه كأنك ترَاه> أراد بالإحسان الإخلاصَ، وهو شَرْط في صحَّة الإيمان والإسلام معاً. وذلك أنَّ مَن تلَّفظ بالكَلمَة وجاء بالعَمل من غير نيَّة إخْلاص لم يكن مُحْسنا، ولا كان إيمانُه صحيحا. وقيل: أراد بالإحسان الإشارةَ إلى المُرَاقَبَة وحُسْن الطاعة، فإنّ مَن راقَب اللّه أحْسَن عملَه، وقد أشار إليه في الحديث بقوله <فإن لم تكُن تراه فإنَّه يرَاك>. (ه) وفي حديث أبي هريرة <قال كنا عنده صلى اللّه عليه وسلم في ليلة ظَلْمَاء حِنْدِس، وعنده الحسَن والحسين، فسَمِع تَوَلْوُلَ فاطمة رضي اللّه عنها وهي تنادِيهما: يا حَسَنان، يا حُسَيْنَان، فقال: الْحِقا بأمِّكما> غَلَّبَت أحَد الاسْمَين على الآخر، كَما قالوا الْعُمَرَان لأبي بكر وعُمر رضي اللّه عنهما، والقمَرَان للشمس والقمر. (ه) وفي حديث أبي رَجاء <أذْكُر مَقْتَل بَسْطَام بن قَيْس على الحسَن> هو بفتحتين جَبْل معروف من رمْل. وكان أبو رجَاء قد عَمَّر مائةً وثمَانيَ وعشرين سنة. {حسا} * فيه <ما أسْكَر منه الفَرَقُ فالحُسْوَة منه حَرام> الحُسْوة بالضَّم: الجَرْعة من الشَّرَاب بقدر ما يُحْسَى مرَّة واحدة. والحَسْوة بالفتح: المرّة. وفيه ذكر <الحَسَاء> وهو بالفتح والمدّ: طَبِيخ يُتَّخَذ من دقِيق وماء ودُهْن، وقد يُحَلى ويكون رَقِيقا يُحْسَى. وفي حديث أبي التَّيِّهان <ذهب يَسْتَعْذب لنَا الْمَاء من حِسْي بَني حارثة> الحِسْي بالكسر وسكون السين، وجَمْعه أحْساء: حَفِيرة قريبة القَعْر، قيل إنه لا يكون إلاَّ في أرضٍ أسْفَلُها حجارة وفَوْقَها رمْل، فإذا أمْطَرت نَشَّفَها الرمْلُ، فإذا انتهى إلى الحجارة أمْسَكَتْه. (س) ومنه الحديث <أنهم شربوا من ماء الحِسْي>. (س) وفي حديث عوف بن مالك <فهجَمْت على رَجُلين، فقلت: هل حَسْتُما من شيء> قال الخطّابي: كذا ورَدَ، وإنما هو: هل حَسِيتُما؟ يقال: حَسِيتُ الخَبَر بالكسر: أي عَلمْتُه، وأحَسْتُ الخبَر، وحَسِسْتُ بالخبَر، وأحْسَسْت به، كأنّ الأصل فِيه حَسِسْت، فأبدلوا إحْدَى السِّنين ياء. وقيل هو من باب ظَلْت ومَسْت، في ظَلِلْت ومَسِسْت، في حذف أحد المِثْلين. ومنه قول أبي زُبَيْد (الطائي، واسمه المنذر بن حرملة، أو حرملة بن المنذر؛ على خلاف في اسمه): خَلا أنَّ العِتَاقَ مِنَ المطَايَا ** أحَسْنَ بهِ فَهُنّ إلَيْه شُوسُ ويروى حَسِين: أي أحْسَسْنَ وحَسِسْنَ. {حشحش} (ه) في حديث علي وفاطمة <دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلينا قطِيفة، فلمَّا رأيناه تَحَشْحَشْنَا، فقال: مكَانَكُما> التَّحَشْحُش: التَّحَرُّك للنُّهوض. يقال سَمعْت له حَشْحَشَةً وخَشْخَشَة: أي حَركَة. {حشد} * في حديث فَضْل سورة الإخلاص <احْشِدوا فإنِّي سَأقْرأ عليكم ثُلُثَ القرأن> أي اجْتَمِعوا واسْتَحْضِروا النَّاس. والحَشْد: الجمَاعة. واحْتَشَد القوم لفلان: تَجَمَّعُوا له وتأهَّبوا. (ه) ومنه حديث أم مَعْبَد <مَحْفُودٌ محشود> أي أنَّ أصحابه يَخْدِمونه ويَجْتَمِعُون إليه. (ه) وحديث عمر <قال في عثمان رضي اللّه عنهما: إني أخاف حَشْدَه>. وحديث وفْدِ مَذْحِج <حُشَّدٌ رُفَّد> الحُشَّد بالضم والتشديد: جَمْع حاشِد. (س) وحديث الحَجّاج <أمِنْ أهل المحَاشِد والمخَاطِب> أي مَواضع الحَشْد والخُطَب. وقيل هما جَمْع الحَشْد والخُطَب على غير قياس، كالمَشَابِه والمَلاَمِح: أي الذين يَجْمَعُون الجُمُوع للخُروج. وقيل المخْطَبَة الخُطْبة، والمُخَاطَبة مُفاعلة، من الخطاب والمُشَاوَرَة. {حشر} * في أسماء النبي صلى اللّه عليه وسلم <قال: إنَّ لي أسمَاءً، وعَدّ فيها: وأنَا الحاشر> أي الذي يُحْشَر الناس خَلْفَه وعلى مِلَّته دُون مِلَّة غيره. وقوله: إنَّ لي أسْمَاء، أراد أن هذه الأسماء التي عَدّها مذكورة في كُتُب اللّه تعالى المُنزَّلَة على الأمم التي كذَّبت بنُبوّته حُجَّة عليهم. (ه) وفيه <انْقَطَعَت الهِجرة إلاّ من ثلاث: جِهادٍ أو نِيَّة أو حَشْر> أي جهاد في سبيل اللّه، أو نيَّة يُفَارِق بها الرجُل الفِسْقَ والفُجورَ إذا لم يَقْدِرْ على تَغْييره، أو جَلاَء ينَال الناسَ فيَخْرجُون عن ديارهم. والحَشْر: هو الجَلاَء عن الأوطان. وقيل: أراد بالحَشْر الخُروجَ في النَّفير إذا عَمَّ. وفيه <نارٌ تَطْرُد الناس إلى مَحْشَرهم> يريد به الشَّام؛ لأنَّ بها يُحْشَر الناس لِيَوْم القيامة. ومنه الحديث الآخر <وتَحْشُر بَقِيَّتَهم النَّارُ> أي تَجْمَعهُم وتَسُوقُهم. وفيه <أن وفْدَ ثَقيف اشْتَرطُوا أن لا يُعْشَروا ولا يُحْشَروا> أي لا يُنْدَبُون إلى الْمغَازي، ولا تُضْرب عليهم البُعُوث. وقيل لا يُحْشَرون إلى عامل الزَّكاة ليأخَذ صَدقَة أموالِهم، بل يأخُذُوها في أماكنهم. ومنه حديث صُلح أهل نَجْران <عَلَى أن لا يُحْشَرْن> يَعْني لِلْغَزاة، فإن الغَزْو ولا يَجب عَليْهن. (س) وفيه <لم تدَعْها تأكل من حَشَرات الأرض> هي صغار دَوَابّ الأرض، كالضَّب، واليَرْبُوع. وقيل هي هَوامّ الأرض ممَّا لاَ سَمَّ له، واحدُها حَشَرة. (س) ومنه حديث التَّلِب <لم أسْمَع لِحَشَرة الأرض تَحْريماً>.وفي حديث جابر <فأخَذْت حَجَرا فكسَرتُه وحَشَرْتُه> هكذا جاء في رواية، وهو من حَشَرتُ السّنَان إذا دَقَّقْتَه وألطَفْتَه. والمشهور بالسّين المهملة. وقد ذكر. {حشرج} * فيه <ولكنْ إذا شَخَص البَصَر، وحَشْرَجَ الصَّدْر، فعنْد ذلك مَن أحَبَّ لقَاء اللّه أحَبَّ اللّه لقَاءه> الْحَشرَجَة: الغَرْغَرة عند الموت وتَرَدّد النَّفَس. ومنه حديث عائشة <دَخَلتْ على أبيها عند موته فأنشدت (لحاتم الطائي. (ديوانه ص 118 ط الوهيبة) مع بعض اختلاف): لَعَمْرُك ما يُغْنِي الثَّراءُ ولاَ الْغِنَى * إذا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضَاقَ بهَا الصَّدْرُ فقال: ليس كذلك ولكنْ <جَاءت سَكْرةُ الحقِّ بالموْتِ> وهي قراءة منسوبة إليه. والقراءة بتقديم الموت على الحق. {حشش} * في حديث الرؤيا <وإذا عنْدَه نارٌ يَحُشُّها> أي يُوقدُها. يقال: حَشَشْت النار أحُشُّها إذا ألْهَبْتَهما وأضْرَمْتها. (ه) ومنه حديث أبي بَصِير <ويْلٌ امِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معَه رِجَال> يُقال: حَشَّ الحَربَ إذا أسْعرَها وهيَّجها، تَشْبِيها بإسْعار النار. ومنه يقال للرجل الشُّجاع: نعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. [ه] ومنه حديث عائشة تَصِف أباها رضي اللّه عنهما <وأطفأ ما حَشَّتْ يَهُودُ> أي ما أوْقَدَت من نيران الفِتْنة والحرب. (س) وفي حديث زينب بنت جحش <قالت: دخل عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فَضَرَبني بمِحَشَّةٍ> أي قَضيب، جعلته كالعُود الذي تُحَشُّ به النار: أي تُحَرّك، كأنه حَرّكهَا لتَفْهم ما يقول. وفي حديث علي رضي اللّه عنه <كما أزالُوكم حَشًّا (روي بالسين المهملة. وسبق) بالنِّصَال> أي إسْعاراً وتَهْيِيجاً بالرَّمْي. (ه) وفيه <أن رجلا من أسْلَم كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عليها> قالوا: إنَّما هُو يَهُشُّ بالهاء: أي يَضْرب أغْصان الشَّجَر حتى يَنْتَثر ورَقُها، من قوله تعالى <وأهُشُّ بها على غنمي> وقيل: إنَّ يَحُشُّ ويَهُشُّ بمَعْنًى، أو محمول على ظاهره، من الحَشِّ: قَطْع الحشيش. يقال حَشَّه واحْتَشَّه، وحَشَّ على دابَّته، إذا قَطع لها الحَشيش. (س) ومنه حديث عمر <أنه رأى رجلا يَحْتَشُّ في الحَرم فزَبَره> أي يأخُذ الحَشِيش، وهو اليَابِسُ من الكلأ. (س) ومنه حديث أبي السَّليل <قال: جاءت ابنة أبي ذرٍّ عليها مِحَشُّ صُوف> أي كِسَاء خَشِنٌ خَلَق، وهو من المِحَشّ بالفتح والكسر: الكسَاء الذي يُوضع فيه الحَشِيش إذا أُخِذَ. (س) وفيه <إن هذه الحُشُوشَ مُخْتَضَرةٌ> يعني الكُنُف ومَواضع قَضاء الحاجة، الواحد حَشٌّ بالفتح. وأصله من الحَشّ: البُسْتَان، لأنهم كانوا كثيراً ما يَتَغوّطون في البسَاتِين.ومنه حديث عثمان <أنه دُفِن في حَشِّ كَوْكَب> وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقيع. (ه) ومنه حديث طلحة <أدْخَلُوني في الحَشّ فوَضَعُوا اللُّجَّ على قَفَيَّ> ويُجْمَع الحَشُّ - بالفتح والضم - على حُشَّان. ومنه الحديث <أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اسْتَخْلى في حُشَّان>. (ه) وفيه نَهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن تُؤتى النّساء في محَاشّهنّ> هي جمع مَحشَّة، وهي الدُّبر. قال الأزهري: ويقال أيضاً بالسين المهملة، كَنى بالمَحاشّ عن الأدْبار، كما يُكَنَّى بالحُشُوش عن مواضع الغائط. (س) ومنه حديث ابن مسعود <مَحَاشُّ النِّساء عليكم حرَام>. (س) ومنه حديث جابر <نَهى عن إتيان النِّساء في حُشُوشِهنّ> أي أدْبارِهنّ. [ه] وفي حديث عمر <أُتيَ بامرأة مات زوجها، فاعْتدت أربعة أشهر وعشرا، ثم تزوّجت رجُلا فمكثت عنده أربَعَة أشهر ونِصْفا، ثم ولَدت، فدَعا عمر نِسَاءً فسألُهنّ عن ذلك، فقلْنَ: هذه امرأة كانت حاملا من زَوْجها الأول، فلمَّا مات حَشَّ ولدُها في بَطْنها> أي يبِس. يقال: أحَشَّت المرأة فهي مُحِشٌّ، إذا صار ولدُها كذلك. والحُشُّ: الولد الهالك في بَطْن أمِّه. ومنه الحديث <أنَّ رجُلا أراد الخروج إلى تَبُوك، فقالت له أمُّه أو امْرأته: كيف بالوَدِيّ؟ فقال: الغَزْوُ أنْمى لِلْوَدِيّ، فما مَتَتْ منه ودِيَّةٌ ولا حَشَّتْ> أي يَبِسَتْ. (س) ومنه حديث زمزم <فانْفَلتَت البَقَرة من جازِرِها بحُشَاشة نَفْسها> أي بِرَمق بَقيَّة الحياة والرُّوح. {حشف} (س) فيه <أنه رأى رجُلا عَلّق قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق به> الحَشف: اليَابِس الفاسِد من التمر. وقيل الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيص. وفي حديث علي رضي اللّه عنه <في الحَشَفة الدّيةُ> الحَشفَة: رأس الذَّكر إذا قطعها إنسان وجَبَت عليه الدِّية كاملَةً. (ه) وفي حديث عثمان <قال لَه أبانُ بن سعيد: مالي أراك مُتَحَشِّفاً؟ أسْبِل، فقال: هكذا كانت إزْرَة صاحبنا صلى اللّه عليه وسلم> المتَحشِّف: اللابس للحَشِيف: وهو الْخَلَق. وقيل: المتحَشِّف المبْتَئس المتَقَبّض، والإزْرَة بالكسر: حالة التَأزِّر. {حشك} * في حديث الدعاء <اللهم اغْفر لي قَبْل حَشْك النَّفس، وأنِّ العُرُوق> الحشك: النزْع الشديد، حكاه ابن الأعرابي. {حشم} * في حديث الأضاحي <فَشَكوا إلى رسولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أن لهم عِيالاً وحَشما> الحشَم بالتحريك: جماعة الإنسان اللائذون به لخدْمَتِه. (س) وفي حديث علي في السارق <إني لأحْتَشم أن لا أدع له يَداً> أي اسْتَحي وأنْقَبِض، والحِشْمَة: الاسْتِحياء، وهو يَتَحشّم المحارم: أي يَتَوقَّاها. {حشن} * في حديث أبي الهيثم بن التَّيِّهان <من حِشَانة> أي سِقَاء مُتَغير الريح. يقال: حَشِن السقاء يَحْشَن فهو حَشِنٌ إذا تغيرت رائحتُه لبُعْد عهْدِه بالغَسْل والتَّنظيف. وفيه ذكر <حُشَّان> هو بضم الحاء وتشديد الشين: أُطُمٌ من آطام المدينة على طريق قُبُور الشهداء. {حشا} (س) في حديث الزكاة <خُذْ من حَواشي أمْوَالهم> هي صِغار الإبل، كابن المخَاض، وابن اللَّبون، واحِدُها حاشِية. وحاشية كل شيء جانبه وطَرَفُه. وهو كالحديث الآخر <اتَّقِ كرائم أمْوَالهم>. (ه) ومنه الحديث <أنه كان يُصَلي في حاشية المقام> أي جانبه وطَرَفه، تَشبِيها بحاشِيَة الثَّوْب. ومنه حديث معاوية <لو كنتُ من أهْل البادية لنَزَلْتُ من الكلأ الحاشِيةَ>. (ه) وفي حديث عائشة <مالي أرَكِ حَشْياءَ رَابِيَةً> أي مالَك قد وقعَ عليك الحشَا، وهو الرّبْو وَالنَّهيج الذي يَعْرِض للمسرِع في مَشْيه، والحْتَدّ في كلامه من ارتفاع النَّفَس وتَواتُره. يقال: رجلٌ حَشٍ وحَشْيان، وامرأة حَشِيةٌ وحَشْيَا. وقيل: أصْلُه من إصابة الربْو حَشَاه. وفي حديث المبعث <ثم شقَّا بطني وأخرجا حُشْوَتي> الحُشوة بالضم والكسر: الأمْعاء. ومنه حديث مَقْتَل عبد اللّه بن جُبَير <إنّ حُشْوَته خرَجَت>.ومنه الحديث <محَاشي النساء حَرام> هكذا جاء في رواية. وهي جمع مِحْشاة: لأسْفل مواضع الطعام من الأمعاء، فكَنَى به عن الأدْبار. فأمَّا الحَشَا فهو ما انْضَمَّت عليه الضلوع والخَواصِر والجمع أحْشاه. ويجوز أن تكون المحَاشي جمع المِحْشَى بالكسر، وهي العُظَّامة التي تُعَظِّ بها المرأة عجيزَتَها، فكَنَى بها عن الأدْبار. (س) وفي حديث المسْتَحاضة <أمَرَها أن تَغْتَسل، فإن رأت شيئاً احْتَشَت> أي اسْتَدْخَلَت شيئاً يمنع الدَّم من القَطْر، وبه سُمِّي الحَشْو للقُطْن؛ لأنه يُحْشَى به الفُرُش وغيرها. وفي حديث علي رضي اللّه <من يَعْذِرني من هؤلاء الضياطِرة، يَتَخَلف أحدُهم يَتَقَلَّب على حَشاياهُ> أي على فِراشِه، واحِدها حَشِيَّة بالتشديد.ومنه حديث عمرو بن العاص <ليْس أخُو الحرْب من يَضَع خُور الحشايا عن يمينه وشِماله>.
|