الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{قسب} (س) في حديث ابن عُكيم <أهْدَيْتُ إلى عائشة جِراباً من قَسْب عَنْبَر> القَسْب: الشديد اليابسُ من كل شيء. ومنه <قَسْب التمر> لُيبْسِه. {قسر} * في حديث علي <مَرْبُوبُون اقْتِساراً> الاقْتِسار: افْتِعال، من القَسْر، وهو القَهْر والغَلَبة. يقال: قَسَره يَقْسِرُه قَسْراً. وقد تكرر في الحديث. {قسس} (ه) فيه <أنه نهى عن لُبْسِ القَسِّيِّ> وهي ثياب من كَتَّان مَخْلوط بحَريِر يُؤتَى بها من مصر، نُسِبَت إلى قَرْية على شاطىء البحر قريباً من تِنِّيس، يقال لها القَسُّ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكْسِرها. وقيل: اصل القَسَّيّ: القَزَّيُّ بالزاي منسوب إلى القَزِّ، وهو ضرب من الإبْرَيسَم، فأبْدل من الزاي سِيناً. وقيل: منسوب إلى القَسّ، وهو الصقيع؛ لبَياضه. {قسط} * في أسماء اللّه تعالى <المُقْسِط> هو العادِل. يقال: أقْسَط يُقْسِط فهو مُقْسِط، إذا عَدَل. وقَسَط يَقْسِط فهو قاسِط إذا جارَ. فكأن الهمزة في <أقْسَط> للَّسلْب، كما يقال: شَكا إليه فأشْكاه. (ه) وفيه <إن اللّه لا يَنام ولا ينبغي له أن يَنام، يَخْفِض القِسْطَ ويَرْفَعُه> القِسْط: المِيزان، سُمّي به من القِسْط: العَدْل. أراد أنّ اللّه يَخْفِض ويَرْفَع ميزان أعمال العباد المُرْتفِعة إليه، وأرْزاقهم النازِلة من عنده، كما يَرْفَع الوزَّان يده ويَخْفِضُها عند الوزن، وهو تمثيل لِمَا يُقَدِّره اللّه ويَنْزِله. وقيل: أراد بالقِسْط القِسْمَ من الرزق الذي يُصِيب كلَّ مَخْلُوق، وخَفْضه: تَقْليله، ورَفْعه: تكثيره. (ه) وفيه <إذا قَسَموا أقْسَطوا> أي عَدلُوا. وفي حديث علي <اُمِرْت بِقتال الناكِثين والقاسِطين والمارِقين> الناكثين: أصحابُ الجَمل لأنهم نَكثُوا بَيْعَتهم. والقاسِطين: أهل صِفِّين؛ لأنهم جارُوا في حُكْمهم وبَغَوْا عليه. والمارقين: الخوارج؛ لأنهم مَرَقُوا من الدِّين كما يمرُق السَّهم من الرَّمِيّة. وفي الحديث <إن النساءَ من أسْفَه السُّفَهاء إلاَّ صاحبةَ القِسْط والسِّراج> القِسْط: نصف الصاع، وأصله من القِسْط: النَّصيب، وأراد به ها هنا الإناءَ الذي تُوَضِّئُه فيه، كأنه أراد إلاّ التي تِخْدم بَعْلَها وتَقوم بأموره في وضُوئه وسراجه. ومنه حديث علي <أنه أجْرَى للناس المُدَيْين والقِسْطين> القِسْطان: نَصيبان من زَيْت كان يَرْزُقهما الناسَ. (س) وفي حديث أم عطية <لا تَمسُّ طِيباً إلا نُبذةً من قُسْطٍ وأظفْار> القُسْط: ضَرْب من الطِّيب. وقيل: هو العُود. والقُسْط: عَقَّار معروف في الأدْوية طَيِّب الريح؛ تُبَخَّرُ به النُّفَساء والأطفال. وهو اشْبَه بالحديث؛ لإضافته إلى الأظفار. {قسطل} (ه) في خبر وقعة نَهاوَنْد <لّما الْتَقى المسلمون والفُرس غَشِيَتْهُم ريحٌ قَسْطَلانِيَّة> أي كثيرة الغُبَار، وهي منسوبة إلى القَسْطَل: الغُبار، بزيادة الألف والنون للمبالغة. {قسقس} [ه] في حديث فاطمة بنت قيس <قال لها: أمّا أبو جَهْم فأخاف عليك قَسْاسَته> القَسْاسَة: العَصا، أي أنه يَضْربُها بها، من القَسْقَسْة: وهي الحركة والإسراع في المَشْي. وقيل: أراد كثرة الأسْفار. يقال: رفَع عَصاه على عاتِقِه إذا سافَر، وألَقى عصاه إذا قام: أي لاحَظَّ لك في صُحْبتِه، لأنه كثير السَّفَر قليل المُقام. وفي رواية <إنّي أخاف عليك قَسْقاسَتَه العَصا> (وهي رواية الهروي) فَذَكَر العَصا تفسيراً لِلْقَسْقاسَة. وقيل: أراد قَسْقَسَتَه العَصا: أي تَحْريكَه إيّاها، فزاد الألف ليَفْصِل بين توَالي الحَركات. {قسم} * في حديث قراءة الفاتحة <قَسْمتُ الصلاة بَيْني وبين عبْدي نصفين> أراد بالصلاة ها هنا القراءة، تَسْميةً للشيْ ببعضهِ. وقد جاءت مُفَسَّرة في الحديث. وهذه القِسْمة في المعنى لا اللّفظ، لأنّ نصف الفاتحة ثَناء، ونصفها مسألة ودُعاء. وانْتهاء الثَّناء عند قوله <إيّاك نَعْبُدُ>، ولذلك قال في <وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ>: هذه الآية بيني وبين عَبْدي. (ه) وفي حديث علي <أنَا قَسِيُم النارِ> أراد أنّ الناس فرِيقان: فريقٌ معي، فهُم على هُدًى، وفريق عليَّ، فهُم على ضَلال، فنِصفٌ معي في الجنة، ونصف عليَّ في النار. وقِسِيم: فَعِيل بمعنى مُفاعِل، كالجَلِيس والسَّمِير. قيل اراد بهم الخَوارج. وقيل: كلُّ من قاتَلَه. (ه) وفيه <إيَّاكم والقُسَامةَ> القُسامة بالضم: ما يأخُذه القَسَّامُ من رأس المال عن أجْرَته لنفْسِه، كما يأخُذ السَّمَاسِرة رَسْماً لا أجْراً مَعْلوماً، كتَواضُعِهم أن يأخذوا من كل ألْفٍ شيئاً مُعَيَّناً، وذلك حرام. قال الخطَّابي: ليس في هذا تَحْريمٌ إذا أخَذَ القَسَّام أُجْرَته بإذن المقْسوم لهم، وإنما هو فيمَن وَليَ أمْرَ قَوم، فإذا قَسَم بين أصحابه شيئاً أمْسَك منه لنفْسه نَصِيباً يَسْتأثِرُ به عليهم. وقد جاء في رواية أخْرى <الرجُل يكون على الفِئام من الناس، فيأخذ من حَظّ هذا وحّظّ هذا>. وأمّا القِسامة - بالكسر - فهي صَنْعة القَسَّام. كالجُزَارة والجِزارة، والبُشَارة والبِشارة. ومنه حديث وابِصَة <مَثَل الذي يأكُل القُسامة كَمثَل جَدْيٍ بَطْنُه مَمْلوءٌ رَضْفاً> جاء تفسيرها في الحديث أنَّها الصَّدقة، والأصل الأوّل. وفيه <أنه اسْتَحْلَف خمسة نَفَر في قَسامةٍ معهم رجُلٌ من غيرهم. فقال: رُدّوا الأيْمان على أجالِدِهم> القَسامة بالفتح: اليمين، كالقَسَم. وحقيقتُها أن يُقْسِم من أولياء الدَّم خمسون نَفَراً على اسْتِحْقاقِهم دّمّ صاحِبهم، إذا وجَدُوه قَتِيلاً بين قَوْم ولم يُعْرَف قاتِلُه، فإن لم يكونوا خمسين أقْسَم الموجُودون خمسين يَميناً، ولا يكون فيهم صَبِيٌّ ولا امرأة، ولا مَجْنون، ولا عَبْد، أو يُقْسِم بها المُتَّهَمُون على نَفْيِ القَتْل عنهم، فإنْ حَلَف المُدَّعُون اسْتَحَقُّوا الدِية، وإنْ حَلَف المُتَّهَمون لم تَلْزمْهُم الدِية. وقد أقْسَم يُقْسِم قَسَماً إذا حَلَف. وقد جاءت على بناء الغَرامة والحَمالة؛ لأنها تَلْزم أهل الموضع الذي يوجد فيه القَتيل. ومنه حديث عمر <القَسامةُ تُوجب العَقْل> أي تُوجب الدية لا القَوَد. وفي حديث الحسن <القَسامةُ جاهِلِيَّة> أي كان أهل الجاهلية يَدِينُون بها. وقد قررّها الإسْلام. وفي رواية <القتْل بالقَسامة جاهلية> أي أنّ أهل الجاهلية كانوا يَقْتُلون بها، أو أنَّ القَتْل بها من أعمال الجاهلية، كأنه إنكار لذلك واسْتِعْظام. وفيه <نَحْنُ نازِلون بخَيْفِ بَنِي كنانة حيث تَقَاسَمُوا [على الكُفْر> تقاسموا] (تكملة من ا، واللسان) من القَسَم: اليَمين، أي تحالَفوا. يُريد لَّما تَعاهَدَت قُرَيش على مُقاطَعة بني هاشم وتَرْك مُخالَطَتِهم. * وفي حديث الفتح <دخَل البيتَ فرأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الأزْلام، فقال: قاتَلَهُم اللّه، واللّه لقد عَلِموا أنهما لم يَسْتَقسِما بها قَطُّ> الاسْتِقْسام: طَلَب القِسْم الذي قُسم له وقٌدِّر؛ مَّما لم يُقْسم ولم يُقَدَّر. وهو اسْتِفْعال منه، وكانوا إذا أراد أحدُهم سَفَراً أو تَزْوِيجاً، أو نحو ذلك من المَهامّ ضَرَب بالأزْلام وهي القِداح، وكان على بعضها مكتوب: أمَرَني ربي، وعلى الآخَر: نَهاني ربي، وعلى الاخر غُفْل. فإن خَرج <أمَرني> مَضَى لشأنه، وإن خرج <نهاني> أمْسَك، وإن خرج <الغُفْل> عاد، أجالَها وضَرب بها أخْرى إلى أن يَخْرج الأمْرُ أو النهي. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث أم مَعْبَد <قَسيمٌ وسِيمٌ> القَسامة: الحُسْن. ورَجلٌ مُقَسَّم الوَجْه: أي جميلٌ كلُّه، كأنّ كلَّ موضع منه أخَذَ قِسْماً من الجَمال. ويقال لِحُرِّ الوجْه: قَسِمَة بكسر السين، وجمعها قَسِمات. {قسور} * فيه ذكر <القَسْوَرة> قيل: القسْور والقسْورة: الرُّمَاة من الصَّيَّادِين. وقيل: هُما الأسد. وقيل: كلُّ شديد. {قسا} * في خُطبة الصِّديِّق <فهو كالدِّرهم القَسِيّ والسَّراب الخادِع> القَسِيّ بوزْن الشَّقِيِّ: الدِّرْهم الرَّديء، والشيْ المَرْذولُ. (ه) ومنه حديث ابن مسعود <ما يَسُرُّني دِينُ الذي يأتي العَرَّافَ بدِرْهمٍ قَسِيّ>. (ه) وحديثه الآخر <أنه قال لأصحابه: كيف يَدْرُس العِلم؟ قالوا: كما يَخْلُق الثَّوبُ، أو كما تَقْسُو الدَّراهم> يقال: قَسَت الدَّراهمُ تَقْسُو إذا زافت. (ه) وحديثه الآخر <أنه باع نُفايَة بيت المال، وكانت زُيوفاً وقِسْياناً بدون وَزْنها، فذكر ذلك لعمر فنهاه وأمَرَه أن يَرُدّها> هو جَمْع قَسِيّ، كصِبْيان وصَبِيّ. (ه) ومنه حديث الشعْبيّ <قال لأبي الزّناد: تأتينا بهذه الأحاديث قَسِيةً وتأخُذها مِنَّا طازَجَة> أي تأتِينا بها رَديئة، وتأخُذُها خالِصة مُنْتَقاةً. {قشب} (ه) فيه <أن رجُلاً يَمُرّ على جِسر جهنم، فيقول: يا ربِّ قَشَبَني ريحُها> أي سَمَّني، وكل مَسْمُوم قَشِيب ومُقْشَب. يقال: قَشَّبَتْني الريحُ وقَشَبَتْني. والقَشْبُ: الاسم. [ه] ومنه حديث عمر <أنه وجَد من معاوية ريحَ طِيب وهو مُحْرِم، فقال: من قَشَبَنا؟> أرادَ أنّ رِيح الطِّيب في هذه الحال مع الإحْرام ومُخالَفة السنُّة قَشْبٌ، كما أنّ رِيح النَّتْن قَشْب. يقال: ما أقْشَبَ بَيْتَهم! أي ما أقذَرَه. والقَشْب بالفتح: [خَلْطُ (تكملة من: ا، واللسان، والهروي)] السَّمَّ بالطعام. [ه] وفي حديثه الآخر <أنه قال لبعض بَنَيه: قَشَبك المالُ> أي أفْسَدك وذهَب بِعَقْلِك. (س) وحديثه الآخر <اغْرِ للأقْشاب> هي جَمْع قِشْب، يقال: رجُلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ - بالكسر - إذا كان لا خير فيه. وفيه <أنه مَرَّ وعليه قُشْبانِيَّتان (رواية الفائق 2/348: <قُشْبانيَّان> ) > أي بُرْدَتان خَلَقَتان. وقيل: جديدتان. والقَشِيب من الأضْداد، وكأنه منسوب إلى قُشْبان: جَمْع قَشِيب، خارِجاً عن القِياس؛ لأنه نُسِب إلى الجَمْع. قال الزمخشري: <كونُه منسوباً إلى الجمع غيرُ مَرْضيّ (عبارة الفائق: <غير مُرتضي من القول عند علماء الإعراب> )، ولكنه بِناء مُسْتَطرَف للنَّسَب كالأنْبَجَانِيّ>. {قشر} (ه) فيه <لعن اللّه القاشِرة والمَقْشورة> القاشرة: التي تُعالج وَجْهَها أو وَجْهَ غيرها بالغَمْرة ليَصْفُوَ لَوْنُها، والمَقشورة: التي يُفْعل بها ذلك، كأنها تَقْشِر أعْلَى الجلد. (ه) وفي حديث قَيْلة <فكنت إذا رأيتُ رجُلاً ذا رُواء وذا قِشْر> القِشْر: اللباس. (س [ه]) ومنه الحديث <إنّ المَلَك يقول للصَّبيّ المَنْفوس: خرجتَ إلى الدينا وليس عليك قِشر>. ومنه حديثْ ابن مسعود، ليلة الجِنّ <لا أرى عَوْرةً ولا قِشْراً> أي لا أرى منهم عَورةً مُنْكَشفة، ولا أرى عليهم ثياباً. (ه) وفي حديث معاذ بن عَفْراء <أن عُمر أرْسَل إليه بحُلَّة فباعَها واشتَرى بها خمسة أرْؤُس من الرَّقيق فأعْتَقهم، ثم قال: إنّ رجلاً آثَر قِشْرتَين يَلْبُسهما على عِتْق هؤلاء (رواية اللسان <...على عتق خمسة أعْبُد> لَغَبِينُ الرَّأي> أراد بالقِشْرتَيْن: الحُلَّة، لأن الحلة ثَوبانِ إزارٌ ورِداء. (س) وفي حديث عبد الملك بن عُمَير <قُرْصٌ بِلَبَنٍ قِشْرِيٍّ> هو منسوب إلى القِشْرة، وهي التي تكون في رأس اللَّبَن. وقيل: إلى القِشْرة. والقاشِرة: وهي مَطَرة شديدة تَقْشر وجْه الأرض يُريد لَبَناً أدَرَّه المَرْعَى الذي يُنْبِته مِثْل هذه المَطَرة. (س) وفي حديث عمر <إذا أنا حَرَّكْتُه ثارَ له قُشارٌ> أي قِشْر. والقُشار: ما يُقْشر عن الشيء الرَّقيق. {قشش} (س) في حديث جعفر الصادق <كونوا قِشَشاً> هي جَمْع قِشَّة، وهي القِرْدُ وقيل: جِرْوُه. وقيل: دُوَيْبَّة تُشْبه الجُعَل. {قشع} (ه) فيه <لا أعْرِفَنّ أحدَكُم يَحْمِل قَشْعاً من أَدَمٍ فيُنادِي: يا محمد> أي جِلداً يابِساً. وقيل نَطِعْاً. وقيل: أراد القِرْبة البالِيَة، وهو إشارة إلى الخيانة في الغَنيمة أو غيرها من الأعمال. (ه) ومنه حديث سَلَمة <غَزَوْنا مع أبي بكر الصدّيق على عهْد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنَفَّلَني جاريةً عليها قَشْعٌ لها> قيل: أراد بالقَشْع الفَرْو الخَلَق. وأخرجه الزمخشري عن سَلَمة. وأخرجه الهروي عن أبي بكر، قال: <نَفَّلِني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم جاريةً عليها قَشْعُ لها> ولعَلَّهما حديثان. (ه) وفي حديث أبي هريرة <لَوْ حَدّثْتكم بكلِّ ما أعْلَم لرمَيْتَموني (في الأصل: <رميتموني> وأثبتُّ ما في: ا، واللسان، والهروي) بالقِشَع> هي جَمْع قَشْع على غير قياس. وقيل: هي جمع قَشْعة، وهي ما يُقْشَع عن وجه الأرض من المَدَر والحَجَرِ: أي يُقْلَع، كبَدْرة وبِدَر. وقيل: القَشْعة: النُّخامة التي يَقْتَلِعُها الإنسان من صَدْره: أي لبَزَقْتم في وجهِي، اسِتخْفافاً بِي وتكذيباً لقَوْلي. ويُروَى <لرَمَيْتُموني بالقَشْع> على الإفْراد، وهو الجِلْد، أو من القَشْع، وهو الأحْمق: أي لجَعَلْتموني أحمقَ. وفي حديث الاستسقاء <فتَقَشَّع السَّحابُ> أي تَصَدّع وأقلعَ، وكذلك أقْشَع، وقَشَعَتْه الريحُ. {قشعر} * في حديث كعب <إنّ الأرض إذا لم يَنْزل عليها المطَر ارْبَدّت واقْشَعرّت> أي تَقَبَّضَت وتَجمَّعَت. ومنه حديث عمر <قالت له هند لَمَّا ضَرب أبا سُفيان بالدِّرَّة: لَرُبَّ يَومٍ لو ضَرَبْتَه لاقْشعَرَ بَطْنُ مكّة، فقال: أجَلْ>. {قشف} (ه) فيه <رأى رجُلاً قَشِفَ الهيئة> أي تارِكاً للتَّنْظيف والغَسْل، والقَشَف: يُبْس العَيْش. وقد قَشِف يَقْشَف. ورجُلٌ مُتَقَشِّف: أي تاركٌ للنظافة والتَّرفُّه. {قشقش} (ه) فيه <يقال لِسُورتَي: <قُلْ يَا أَيُّهاَ اْلْكَافِرُونَ. وَ: قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ> المُقَشْقِشَتان> أي المُبْرِئَتان من النَّفاق والشِّرك، كما يَبْرأ المريض من علَّته. يقال: قد تَقَشْقَش المريض: إذا أفاق وبَرَأ. {قشم} (ه) في بيع الثمار <فإذا جاء المُتَقاضِي قال له: أصابَ الثَّمَرَ القُشَامُ> هو بالضم أن يَنْتَفِض ثَمر النَّخْيل قبل أن يَصِير بَلَحاً. {قشا} (ه) في حديث قَيْلة <ومعه عُسّيِّبُ نَخْلةٍ مَقْشُوٌّ> أي مَقْشور عنه خُوصُه. يقال: قَشَوت العُودَ: إذا قَشَرْتَه. وفي حديث أُسيد بن أبي أُسيد <أنه أهْدَى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بِوَدَّانَ لِياَءً مُقَشَّى> أي مَقْشور. واللِّياء: حَبٌّ كالحِمَّص. ومنه حديث معاوية <كان يأكُل لِياَءً مُقَشىًّ>. {قصب} [ه] في صفته صلى اللّه عليه وسلم <سَبْطُ القَصَب> القَصَب من العِظام: كلُّ عَظْمٍ أجْوَفَ فيه مُخٌّ، واحدَته: قَصَبة. وكلُّ عَظْم عَريض: لَوْح. [ه] وفي حديث خديجة <بَشِّرْ خديجة ببَيْتٍ من قَصَبٍ في الجنه> القصب في هذا الحديث: لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسع كالقَصْر المُنِيف. والقَصَب من الجَوْهر: ما اسْتَطال منه في تَجْويف. (ه) وفي حيدث سعيد بن العاص <أنه سَبقَ (في الهروي: <سابَق> ) بين الخَيْل فجَعَلَهَا مائة قَصَبة> أراد أنه ذَرَع الغايةَ بالقَصَب فجَعَلها مائة قَصَبة. ويقال إنّ تلك القَصَبة تُرْكَز عند أقْصَى الغاية، فَمن سَبَق إليها أخذَها واسْتَحَقَّ الخَطَر، فلذلك يقال: حازَ قَصَب السَّبْق، واسْتَوْلَى على الأمَدِ. (س) وفيه <رأيت عَمْرو بنَ لُحَيًّ يَجُرّ قُصْبَه في النار> القُصْب بالضم: المِعَي، وجَمْعه: أقْصاب. وقيل: القُصْب: اسم لِلأْمْعاء كُلَّها. وقيل: هو ما كان أسْفَل البَطْن من الأمْعاء. ومنه الحديث <الذي يَتَخَطَّى رِقابَ الناس يوم الجُمعة كالجارِّ قُصْبَه في النَّار>. (س) وفي حديث عبد الملك <قال لعُرْوة بن الزبير: هل سَمِعْتَ أخاك يَقْصِبُ نِساءنا؟ قال: لا> يُقال: قَصَبَه يَقْصِبُه إذا عَابَه. واصله القَطْع. ومنه القصَّاب. ورَجُلٌ قَصَّابة: يَقَعُ في الناس. {قصد} [ه] في صفته عليه الصلاة والسلام. <كان أبْيضَ مُقَصَّداً> هو الذي ليس بطَويِل ولا قَصير ولا جَسيم، كأنّ خَلْقَه نُحِيَ به القَصْد من الأمور والمُعْتَدل الذي لا يَمِيل إلى أحَدٍ طَرَفَيِ التَّفْريط والإفْراط. وفيه <القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا> أي عليكم بالقَصْد من الأمور في القَول والفعل، وهو الوَسَط بين الطَّرَفَين. وهو منصبوب على المصدر المؤكِّد، وتكْرارُه للتأكيد. ومنه الحديث <كانت صلاتُه قَصْداً وخُطْبَتُه قَصْداً>. والحديث الآخر <عليكم هَدْياً قاصِداً> أي طريقاً مُعْتدلاً. والحديث الآخر <ما عال مُقتصِد (في الأصل: <من اقتصد> والمثبت من ا، واللسان) ولا يَعِيل> أي ما افْتَقر من لا يُسْرِف في الإنْفاق ولا يُقَتّر. وفي حديث علي <واقْصَدتْ بأسْهُمِها> أقْصَدتُ الرجُل: إذا طَعَنْتَه أو رَمَيْتَه بسهم، فلم تُخْطِ مقَاتِلَه، فهو مُقْصَد. ومنه شعر حُميد بن ثور: أصْبَح قَلْبي مِن سُلَيْمْىَ مُقْصَدَاً ** إن خَطَأً منها وإنْ تَعَمُّدا. (ه) وفيه <كانت المُدَاعسة بالرِّماح حتى تَقَصَّدَت> أي تَكَسَّرَت وصارت قِصَداً: أي قِطَعاً. {قصر} (ه) فيه <من كان له بالمدينة أصْلٌ فلْيتَمسَّك (في الأصل: <فليستمسك> والمثبت من: ا، واللسان، والهروي) به، ومن لم يكن فلْيَجْعل له بها أصلاً ولًوْ قَصَرة> القَصَرةُ بالفتح والتحريك: أصل الشجرة، وجمعُها قَصَر، أراد: فلْيَتَّخِذ لَه بها ولو نَخْلة واحدة. والقَصَرة أيضاً: العُنْق وأصل الرَّقَبة. ومنه حديث سلمان <قال لأبي سفيان وقد مَرَّ به: لقد كان في قَصَرة هذا مواضعُ لسيُوف المسلمين> وذلك قبل أن يُسْلم، فإنهم كانوا حِراصاً على قَتْله. وقيل: كان بعد إسْلامه. ومنه حديث أبي ريحانة <إني لأجِدُ في بعض ما أُنزل من الكُتب: الأقْبَلُ القَصيرُ القَصَرة، صاحب العِراقَيْن، مُبَدِّل السُّنة، يَلْعنهُ أهلُ السماء وأهل الأرض، وَيْلٌ له ثم وَيْلٌ له>. [ه] ومنه حديث ابن عباس في قوله [تعالى] (من ا) <إنَّها تَرْمي بشَرَرٍ كالقَصَر> (الآية 32 من سورة المرسلات. وهذه قراءة ابن عباس وابن جبير ومجاهد والحسن وابن مقسم. انظر البحر المحيط 8/407 والقرطبي 19/162) هو بالتحريك قال: <كُنَّا نَرْفع الخَشَب للشتاء ثلاثَ أذْرُع أو أقَلّ ونُسَمِّيه القَصَر> يريد قَصَر النَّخْل، وهو ما غَلُظ من أسْفَلها، أو أعْناق الإِبل، واحدِتُها قَصَرة. (ه) وفيه <مَن شَهِد الْجُمعة فصلَّى ولم يُؤْذِ أحداً بقَصْره (في الهروي : <فَقَصْرُه>) إن لم تُغفر له جُمْعتَه ذنوبهُ كلُّها - أن تكون كفّارته في الجمعة التي تليها> يقال: قَصْرُك أن تَفْعل كذا: أي حَسْبُك، وكِفايَتُك، وغايَتُك. وكذلك قُصارْك، وقُصاراك. وهو من معنى القَصْر: الحَبْس؛ لأنك إذا بَلَغْت الغاية حَبَسَتك. والباء زائدة دخَلت على المبتدأ دخولها في قولهم: بِحْسبك قولُ السوء. و <جُمْعَته> منصوبة على الظرف. ومنه حديث معاذ <فإن له ما قَصَر في بيْته> أي ما حَبَسه. (ه) وفي حديث إسلام ثُمامة <فأبى أن يُسْلِم قَصْراً فأعتقَه> يعني حَبْساً عليه وإجْباراً، يقال: قَصَرْتُ نفْسي على الشيء: إذا حَبَسْتَها عليه وألْزمْتَها إياه. وقيل: أراد قَهْراً وغَلَبة، من القَسْر، فأبْدل السين صاداً، وهما يَتَبادلاَن في كثير من الكلام. ومن الأوّل الحديث <ولَيَقْصُرنَّه (في اللسان: <ولتَقْصُرنَّه> ) على الحقّ قَصْراً>. وحديث أسماء الأشهلية <إنا مَعْشَرَ النساءِ مَحْصورات مَقْصورات>. وحديث عمر <فإذا هُم رَكْبٌ قد قَصَر بهم الليل> أي حَبسهم عن السير. وحديث ابن عباس <قُصِرَ الرجالُ على أربع من أجْلِ أموالِ اليتَامى> أي حُبِسوا ومُنِعوا عن نكاح أكثرَ من أربع. (س) وفي حديث عمر <أنه مَرَّ برجُل قد قَصَر الشَّعر في السُّوق فعاقَبَه> قَصَر الشَّعر إذا جَزَّه، وإنما عاقَبَه لأن الرِيح تَحْمِلهُ قتُلْقْيه في الأطْعِمة. وفي حديث سُبَيْعة الأسْلَمِية <نَزَلت سورة النِّساء القُصْرى بعد الطُّولى> القُصْرى: تأنيث الأقْصَر، تُريد سُورة الطَّلاق. والطُّولى: سورة البَقَرة، لأن عِدّة الوفاة في البقرة أربعة أشْهرُ وعشْر، وفي سورة الطلاق وَضْع الحَمْل، وهو قوله: <وأُلاتُ الأحْمالِ أجَلُهُنَّ أن يَضَعْن حَمْلَهُنَّ>. ومنه الحديث <أنَّ أعْرابياً جاء فقال: عَلِّمني عَملاً يُدْخلني الجنة، فقال: لئن كنتَ أقْصَرْتَ الخُطبة لقد أعْرَضْت المَسْألة> أي جِئت بالخُطْبة قَصيرةً وبالمسألة عَريضة، يعني قَللَّتَ الخُطبة وأعْظَمْت المسألة. ومنه حديث السهو <أقَصُرَتِ الصلاةُ أم نَسِيت؟> تُرْوَى على ما لم يُسَمَّ فاعله، وعلى تَسْمِية الفاعل بمعنى النَّقص. ومنه الحديث <قلت لعُمر: إقْصار الصلاة اليوم> هكذا جاء في رواية، من أقْصر الصلاة، لُغة شاذة في قَصَر. ومنه قوله تعالى: <فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أن تَقْصُروا من الصَّلاةِ>. (س) وفي حديث عَلْقَمَة <كان إذا خَطَب في نِكاحٍ قَصَّر دون أهله> أي خَطَب إلى من هو دُونه، وأمْسك عمَّن هو فَوْقه. (ه) وفي حديث المزارعة <أنَّ أحدَهم كان يَشْترط ثلاثة جَداوِلَ والقُصارة> القُصَارةُ بالضم: ما يَبْقى من الحَبِّ في السُّنْبل مَّما لا يَتَخَلَّص بعد ما يُداسُ. وأهل الشام يُسَمُّونه: القِصْرِيّ، بوَزْن القِبْطِي. وقد تكرر في الحديث. {قصص} (س) في حديث الرؤيا <لا تَقُصّها إلاَّ على وادٍّ> يقال: قصَصْت الرُّؤيا على فُلان إذا أخْبَرْتَه بها، أقُصُّها قَصَّاً. والقَصُّ: البَيان. والقَصَصُ بالفتح: الاسم، وبالكسر: جمع قِصَّة. والقاصُّ: الذي يأتي بالقِصَّة على وجْهِها، كأنه يَتَتَبَّع مَعانِيَها وألْفاظَها. (س) ومنه الحديث <لا يَقُصُّ إلاَّ أمِيرٌ أو مَأمور، أو مُخْتال> أي لا يَنْبَغي ذلك إلاَّ لأِميرٍ يَعِظُ الناس ويُخْبِرُهم بما مَضى ليَعْتَبِرُوا، أو مَأمورٌ بذلك، فيكون حُكْمه حُكْم الأمِير، ولا يَقُصُّ تَكَسُّباً، أو يكون القاصُّ مخْتالاً يَفْعَل ذلك تَكُّبراً على الناس، أو مُرائِياً يُرَائي الناس بقوله وعمله، لا يكون وعْظُه وكلامه حقيقة. وقيل: أراد الخُطْبة، لأنَّ الأمَراء كانوا يَلونَها في الأوّل، ويَعِظُون الناس فيها، ويَقُصُّون عليهم أخْبار الأمَم السالِفة. (س) ومنه الحديث <القاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ> لٍمَا يَعْرِض في قِصَصِه من الزيادة والنُّقْصان. (س) ومنه الحديث <إن بني إسرائيل لَّما قَصُّوا هَلَكوا> وفي رواية <لَّما هَلَكُوا قَصُّوا> أي اتَّكلوا على القَول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكِهم، أو بالعكس، لَّما هلكوا بتركِ العمل أخْلَدوا إلى القِصَصِ. (س) وفي حديث المَبْعَث <أتاني آتٍ فقّدَّ مِن قَصِّي إلى شِعْرَتي> القَصُّ والقَصَصُ: عَظْم الصَّدْر المَغْرُوزُ فيه شراسيفُ الأضلاع في وسَطِه. (س) ومنه حديث عطاء <كَرِه أن تُذْبحَ الشاةُ من قَصِّها>. وحديث صفوان بن محرِز <كان يَبْكي حتى يُرَى أنه قد انْدَقَّ قَصَصُ (يروى: <قضيضُ> وسيجيء) زَوْرِه>. (س) وفي حديث جابر <أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يَسْجُد على قَصِاص الشَّعر> هو بالفتح والكسر: مُنْتَهى شَعْر الرأس حيث يُؤخذ بالمِقَصِّ. وقيل: هو مُنْتهى مَنْبِته من مُقَدَّمِه. (ه) ومنه حديث سَلمان <ورأيْتُه مُقَصَّصاً> هو الذي له جُمَّة. وكلُّ خُصْلة من الشَّعر: قُصَّة. ومنه حديث أنس <وأنت يومئذ غُلامٌ ولك قَرْنانِ أو قُصَّتان>. ومنه حديث معاوية <تَناوَل قُصَّةً من شَعر كانت في يَدِ حَرَسِيّ>. (ه) وفيه <قَصَّ اللّهُ بها خَطاياه> أي نَقَص وأخَذَ. (ه) وفيه <أنه نَهَى عن تَقْصِيص القُبور> هو بِناؤها بالقَصَّة، وهي الجِصُّ. (ه) وفي حديث عائشة <لا تَغْتَسِلْنَ من المَحِيض حتى تَرَيْن القَصَّة البَيْضاء> هو أن تَخْرج القُطْنةُ أو الخِرقة التي تَحْتَشِي بها الحائض كأنها قَصَّة بَيْضاء لا يُخَالِطها صُفْرة. وقيل: القَصَّة شيءٌ كالخيط الأبيض يخرُج بعد انْقِطاع الدَّم كله. ومنه حديث زينب <يا قَصّةً على مَلْحُودة> شَبَّهَت أجْسامَهم بالقُبور المُتَّخذة من الْجِص، وأنفُسهم بجِيَف المَوْتَى التي تَشْتمل عليها القُبور. ومنه حديث أبي بكر <أنه خرج زَمَن الرِدَّة إلى ذي القَصَّة> هي بالفتح: موضع قريب من المدينة، كأنَّ (في الأصل: <كان>. وفي اللسان: <كان به حَصىً> وما أثبتُّه من: ا) به جِصَّاً، بعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محمد بن مَسْلمة، وله ذِكر في حديث الرِدَّة. وفي حديث غَسْل دَمِ الحيض <فَتَقُصُّه بريقها> أي تَعَضُّ موضِعه من الثَّوب بأسْنانها وريِقها ليذهب أثره، كأنه من القَصِّ: القَطْع، أو تَتَبُّع الأثر. يقال: قَصّ الأثر واقْتَصَّه إذا تَتَبَّعه. ومنه الحديث <فجاء واقتَصَّ أثر الدم>. وحديث قصة موسى عليه السلام <فَقَالَتْ لأُخْته قُصِّيه>. وفي حديث عمر <رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُقِصُّ من نفسه> يقال: أقَصَّه الحاكم يُقِصُّه إذا مَكَّنه من أخذ القِصاص، وهو أن يفعل به مثل فِعْله؛ من قَتْل، أو قَطْع، أو ضَرْب أو جَرْح. والقِصاص: الاسم. (س) ومنه حديث عمر <أُتيَ بشاربٍ فقال لمُطيع بن الأسود: اضْربه الحدّ، فرآه عمر وهو يضربه ضرباً شديداً، فقال: قتلْتَ الرجل، كم ضربته؟ قال: ستين، فقال عمر: أقِصَّ منه بعشْرين> أي اجْعل شدّة الضرب الذي ضربْته قصاصاً بالعشرين الباقية وعوضاً عنها. وقد تكرر في الحديث اسْماً وفِعْلاً ومَصْدَراً. {قصع} (ه) فيه <خَطَبَهم على راحِلَته وإنها لتَقْصَعُ بجِرَّتِها> أراد شدّة المَضْغ وضَمّ بعض الأسْنان على البعض. وقيل: قَصْع الجِرّة: خروجُها من الجَوْف إلى الشَدْق ومُتابَعة بعضها بعضاً. وإنما تَفْعل الناقة ذلك إذا كانت مُطْمَئِنَّة، وإذا خافت شيئاً لم تُخْرِجْها. وأصلُه من تَقْصِيع اليَرْبُوع، وهو إخْراجُه تُرابَ قاصِعائِه، وهو جُحْره. (س) ومن الأوّل حديث عائشة <ما كان لإحدانا إلاَّ ثَوْبٌ واحدٌ تَحِيض فيه، فإذا أصابه شيء من دَمٍ قالت برِيِقها فَقَصَعَتْه> أي مَضَغَتْه ودَلَكَتْه بُظْفرها. ويروى <مَصَعْته> بالميم وسيجيء. (ه) ومنه الحديث <نَهى أن تُقْصَعَ القَمْلُة بالنَّواة> أي تُقْتَل. والقَصْع: الدَّلْك بالظُّفْر. وإنما خَصّ النَّواة لأنهم قد كانوا يأكلونه عند الضرورة (الذي في الهروي: <يَحتمل أن يكون ذلك لفضل النخلة، ويَحتمل أنه قال ذلك؛ لأنها قوت الدواجن> ). وفي حديث مجاهد <كان نَفَسُ آدمَ عليه السلام قد آذى أهلَ السماء فَقَصَعَه اللّه قَصْعةً فاطْمأنّ> أي دَفَعه وكَسَره. ومنه <قَصَعَ عَطَشَه> إذا كَسَره بالرِّيّ. وفي حديث الزِّبْرِقان <أبَغْضُ صِبْيانِنا إلينا الأُقَيْصِعُ الكَمَرة> هو تصغير الأقْصَع، وهو القَصيرُ القُلْفة، فيكون طَرَف كَمَرته بادِياً. ويُرْوَى بالسين. سيجيء (في مادة (قعس) ). {قصف} (ه) فيه <أنا والنَّبِيُّون فُرَّاطُ القاصِفين (في الهروي واللسان والدر النثير: <فُرَّاطٌ لِقاصفين> وقد أشار السيوطي إلى الروايتين. وانظر ما سبق ص 434 من الجزء الثالث) > هم الذين يَزْدَحِمُون حتى يَقْصِفَ بعضُهم بعضاً، من القَصْف: الكَسْر والدَّفْع الشديد لفَرْط الزِحام، يريد أنهم يَتقدمون الأمَم إلى الجنة، وهو على أثَرِهم، بِداراً مُتدافِعين ومُزْدَحِمين. (ه) ومنه الحديث <لَمَا يُهِمُّني من انْقِصافِهم على باب الجنة أهَمُّ عندي من تَمام شَفاعِتي> يعني اسْتِسْعادَهم بدخول الجنة، وأن يَتِمَّ لهم ذلك أهَمَّ عندي من أنْ أبلُغَ أنا مَنْزلة الشَّافعين المشَّفعين؛ لأنَّ قَبُول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثَرُ عنده من نَيْل هذه الكَرامة، لِفَرْط شَفَقَتِه على أمَّته. ومنه حديث أبي بكر رضي اللّه عنه <كان يُصَلِّي ويَقْرأ القرآن فيَتَقَصَّف عليه نِساء المشركين وأبْناؤهم> أي يَزْدَحِمون. (س) ومنه حديث اليهودي <لّما قَدِم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة قال: تَركْتُ ابْنَيْ قَيْلَة (في ا: <أبناء قيلة> ) يَقَاصَفون على رجُلٍ يَزْعُم أنه نَبِيٌّ>. (س) ومنه الحديث <شَيَّبَتْني هُودُ وأخَواتُها، قَصَّفْن عليَّ الأمَم> أي ذُكِرَ لي فيها هلاكُ الأمَم، وقُصَّ عليَّ فيها أخبارهُم، حتى تقَاصف بعضها على بعض، كأنها ازْدَحَمَت بتَتابُعِها. وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها تصف أباها <ولا قَصَفوا له قَناة> أي كَسَروا. وفي حديث موسى عليه السلام وضَرْبِه البَحْر <فانتَهَى إليه وله قَصِيفٌ مَخافةَ أن يَضْرِبَه بعصاه> أي صَوْتٌ هائل يُشْبِه صوت الرعْد. ومنه قولهم <رَعْدٌ قاصِف> أي شديد مُهْلِك لشِدّة صَوْتِه. {قصل} * في حديث الشَّعْبِيّ <أُغْمِي على رجُل من جُهَينة، فلما أفاق قال: ما فَعَل القُصَل؟> هو بضم القاف وفتح الصاد: اسْم رَجل. {قصم} * في صفة الجنة <ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ> القَصْم: كَسْر الشيء وإبانَته، وبالفاء: كسْره من غير إبانة. ومنه الحديث <الفاجِر كالأَرْزة صَمَّاء مُعْتدِلة حتى يَقْصِمها اللّه>. ومنه حديث عائشة تصف أباها رضي اللّه عنهما <ولا قَصَموا له قَناة> ويُروى بالفاء. ومنه حديث أبي بكر <فوجدت انْقِصاماً في ظهْرِي> ويُروَى بالفاء. وقد تقدّما. (ه) وفيه <اسْتَغْنُوا عن الناس ولو عن قِصْمة الشِواك> القِصْمة بالكسْر: ما انْكَسر منه وانْشَقَّ إذا اسْتِيك به. ويُرْوَى بالفاء. (ه) وفيه <فما تَرْتَفِع في السماء من قَصْمةٍ إلا فُتِح لها بابٌ من النار> يعني االشمس. القَصْمة بالفتح: الدَّرَجة، سُمِّيت بها لأنها كِسْرة، من القَصْم: الكَسْر. {قصا} (س) فيه <المسلمون تَتَكافَأ دِماؤهم، يَسْعَى بذِمَّتِهم أدناهم، ويَرُدُّ عليهم أقْصاهُم> أي أبعَدُهم. وذلك في الغَزْوِ، إذا دَخَل العَسْكر أرض الحرْب فوَجَّه الإمام منه السَّرايا، فما غَنِمَت من شيء أخَذَت منه ما سُمِّي لها، ورُدَّ ما بَقَي على العْسكر؛ لأنهم وإنْ لم يشهَدوا الغنيمة رِدْءٌ للسَّرايا وظَهْرٌ يَرْجِعون إليهم. [ه] ومنه حديث وَحْشيّ قاتِل حمزة <كنتُ إذا رأيتُه في الطريق تَقَصَّيْتها> أي صِرْتُ في أقْصاها وهو غايَتُها، والقَصْوُ: البُعد. والأقْصَى: الأبْعَد. وفي الحديث <أنه خَطَب على ناقَتِه القَصْواء> قد تكرر ذكرها في الحديث، وهو لَقَبُ ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. والقَصْواء: الناقة التي قُطِع طَرَف أُذنِها، وكلُّ ما قُطِع من الأذُنِ فهو جَدْع، فإذا بَلَغ الرُّبعَ فهو قَصْع، فإذا جاوَزَه فهو عَضْب، فإذا اسْتُؤصِلَت فهو صَلْم. يقال: قَصَوْتُه قَصْواً قهو مَقْصُوٌّ، والناقة قَصْواء. ولا يقال بَعِيرٌ أقْصَى. ولم تكن ناقة النبي صلى اللّه عليه وسلم قَصْواء، وإنما كان هذا لقَباً لها. وقيل: كانت مَقْطوعة الأذُنِ. وقد جاء في الحديث أنه كان له ناقةٌ تُسَمَّى <العَضْباء> وناقةٌ تُسَمَّى <الجَدْعاء>. وفي حديث آخر <صَلْماء>، وفي رواية أخرى <مُخَضْرَمة> هذا كله في الأذُن، فيَحْتمِل أن يكون كلُّ واحد صفة ناقة مُفْرَدة، ويَحْتمِل أن يكون الجميع صِفة ناقة واحدة، فسمَّاها كلُّ واحد منهم بما تَخَيَّل فيها. ويُؤيِّد ذلك ما رُوِي في حديث علي رضي اللّه عنه حين بَعثَه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُبَلِّغ أهلَ مكة سورة بَراءة، فرَواه ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه رَكب ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم <القَصْواء> وفي رواية جابر <العَضْباء>. وفي رواية غيرهما <الجَدْعاء> فهذا يُصَرِّح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة؛ لأنّ القَضيَّة واحدة. وقد رُوِي عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال: <خَطَبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ناقةٍ جَدْعاء وليست بالعَضْباء> وفي إسْنادِه مَقال. وفي حديث الهجرة <أنَّ أبا بكر قال: إنَّ عندي ناقَتَين، فأعْطَى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إحداهُما وهي الجَدْعاء>. (س) وفيه <إنَّ الشيطان ذِئب الإنسان، يأخُذ القاصِية والشاذَّة> القاصية: المُنفرِدة عن القَطِيع البعيدة منه. يُريد أن الشيطان يَتَسَلَّط على الخارج من الجَماعة وأهل السُّنَّة. {قضأ} (ه) في حديث المُلاعَنة <إن جاءت به قَضِيءَ العَين فهو لهِلال> أي فاسِد العين. يقال: قَضِيءَ الثَّوب يَقْضأُ فهو قَضِيءٌ، مِثْلُ حّذِرَ، يَحْذَر فهو حَذِرٌ؛ إذا تَفَزَّر وتَشَقَّقَ؛ وتَقَضَّأ الثوبُ مثله. {قضب} (ه) في حديث عائشة رضي اللّه عنها <رأت ثَوْباً مَصَلَّباً فقالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رآه في ثَوْبٍ قَضَبَه> أي قَطَعه. والقَضْب: القَطْع. وقد تكرر في الحديث. وفي مَقْتل الحسين رضي اللّه عنه <فجَعل ابن زياد يَقْرَع فَمه بقَضِيب> أراد بالقَصِيب: السَّيفَ الَّلطيف الدَّقيق. وقيل: أراد العُود. {قضض} * فيه <يُؤتى بالدينا بقَضِّها وقَضِيضها> اي بكل ما فيها، من قولهم: جاءوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم: إذا جاءوا مُجْتمِعين، يَنقْضُّ آخرُهم على أوّلهم، من قَوِلهم: قَضَضْنا عليهم، ونحن نَقُضُّها قَضَّاً. وتَلْخيصه أنّ القَضَّ وُضِع موضعَ القاضّ، كزَوْر وصَومٍ، في زائِر وصائم. والقَضِيض: موضع المقْضُوض، لأن الأوّل لِتَقَدُّمه وحَمْله الآخر على الّلحاق به، كأنه يَقُضُّه على نفسه. فحقيقتُه جاءوا بمُستَلْحِقِهم ولاحِقهم: أي بأوّلهم وآخرهم. وألْخَصُ من هذا كلِّه قولُ ابن الأعرابي: إنَّ القَضَّ: الحَصى الكِبارُ، والقضيض: الحَصَى الصِغار: أي جاءوا بالكبير والصغير. ومنه الحديث الآخر <دخلت الجنةَ أمَّة بقَضَّها وقَضِيضها>. [ه] ومنه حديث أبي الدَّحْداح: وارْتَحِلي بالقَضّ والأوْلاد (في الهروي: <فارتحلي> ) * أي بالأتباع ومن يتَّصِل بك. (س) وفي حديث صَفْوان بن مُحْرِز <كان إذا قَرأ هذه الآية <وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ> بكى حتى يُرَى لقد انْقَدَّ قَضِيضُ زَوْره> هكذا رُوي. قال القُتَيْبي: هو عندي خطأ من بعض النَّقَلة، وأراه <قَصَصُ زَوْرِه> وهو وَسَط الصدَّر. وقد تقدّم، ويَحْتمل إن صَحَّت الرواية: أن يُرَاد بالقَضِيض صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغار الحَصَى. [ه] وفي حديث ابن الزُّبير وهَدْم الكعبة <فأخَذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَة فَعَتَل ناحيةً من الرُّبْض فأقَضَّه> أي جَعَله قَضَضاً. والقَضَض: الحَصى الصِّغار، جمعِ قَضْة، بالكسر والفتح. (س) وفي حديث هوزان <فاقْتَضَّ الإدواة> أي فتح رأسَها، من اقْتِضاض البِكْر. ويُرْوَى بالفاء. وقد تقدّم. {قضقض} (ه) في حديث مانع الزكاة <يُمَثَّل له كَنْزُه [يوم القيامة] (زيادة من الهروي. وانظر ما سبق ص 447 من الجزء الثاني.) شُجاعاً فيُلْقِمه يدَه فيُقَضْقِضُها> أي يكْسرها. ومنه: أسَدٌ قَضْقاض: إذا كان يَحْطِم فَرِيسته. (ه) ومنه حديث صَفيّة بنت عبد المطلب <فأطلَّ علينا يهودِيٌّ فقُمت إليه فضرَبْتُ رأسْه بالسيْف، ثم رَمَيْتُ به عليهم، فتَقَضْقَضوا> أي انكَسَروا وتفرّقوا. {قضم} (ه) في حديث الزُّهري <قُبضَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والقُرآنُ في العُسُب والقُضُم> هي الجلود البِيض، واحدها: قَضيم، ويُجمع على: قَضَمٍ أيضاً، بفتحتين، كأديِم وأدَم. ومنه الحديث <أنه دخل على عائشة وهي تلعب ببِنْتِ مُقَضّمة> هي لُعْبة تُتَّخَذ من جلود بيض. ويقال لها: بنت قُضَّامة (حكي في اللسان عن ابن بَرَّي <بضم القاف غير مصروف> ) بالضم والتشديد. (س) وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه <ابْنُوا شديداً، وأمِّلوا بعيداً، واخْضَموا فسَنَقْضِم> (في اللسان: <فإنا سنقضم> ) القَضْم: الأكل بأطراف الأسنان. ومنه حديث أبي ذرّ رضي اللّه عنه <تأكلون خَضْماً ونأكل قَضْماً>. ومنه حديث عائشة رضي اللّه عنها <فأخذتِ السَّواك فقضمتْه وطَيَّبْته> أي مَضَغَتْه بأسنانها ولَيَّنَتْه. ومنه حديث علي رضي اللّه عنه <كانت قريش إذا رأته قالت: احْذَرُوا الحُطَم، احْذَروا القُضَم> أي الذي يَقْضم الناس فَيُهْلِكهم. {قضا} (س) في صلح الحديبية <هذا ما قاضَى عليه محمد> هو فاعَل، من القَضاء: القَضاء: الفَصْل والحُكْم؛ لأنه كان بينه وبين أهل مكة. وقد تكرر في الحديث ذِكر <القَضاء>. وأصلُه: القَطْع والفَصْل. يقال: قَضَى يَقْضِي قَضاءً فهو قاضٍ: إذا حكَم وفَصَل. وقضاءُ الشيء: إحْكامه وإمْضاؤه والفَراغ منهن فيكون بمعنى الخَلْق. وقال الزُّهري: القَضاء في الُّلغة على وجوه، مَرْجعها إلى انقطاع الشيء وتَمامه. وكلُّ ما أُحكِم عَملُه، أو أتمّ، أو خُتِم، أو أُدِّي، أو أُوجِبَ، أو أُعْلِم، أو أُنفِذَ، أو أُمْضيَ. فقد قُضِي. وقد جاءت هذه الوجُوه كلُّها في الحديث. ومنه <القَضاء المَقْرون بالقَدَر> والمراد بالقَدَر: التقْدير، وبالقضاء: الخَلْق، كقوله تعالى: <فقضاهُنَّ سَبْعَ سَمَواتِ فِي يَوْميْنِ> أي خَلَقَهُنَّ. فالقضاء والقَدَر أمران مُتَلازِمان لا يَنْفَك أحدُهما عن الآخَر، لأن أحدَهُما بمَنْزلة الأساس وهو القَدَر، والآخَرَ بمنزلة البِناء وهو القَضاء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هَدْم البِناء ونَقْضَه. وفيه ذِكْر <دارِ القضاء بالمدينة> قيل: هي دار الإمارة. وقال بعضهم: هو خطأ، وإنما هي دار كانت لعُمَر بن الخطاب؛ بيعَت بعد وَفاته في دَيْنه، ثم صارت لِمَروان وكان أمِيراً بالمدينة، ومِن ها هنا دَخَل الْوَهْم على من جَعَلها دارَ الإمارة.
|