الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{وأد} (ه) فيه <أنه نَهى عن وَأْدِ البَنَات> أي قَتْلِهنَّ. كان إذا وُلِدَ لأحَدِهم في الجاهلية بنتٌ دفَنَها في التراب وهي حَيَّة. يقال: وأَدَها يئِدُهَا وأْداً فهي مَوْءُودة. وهي التي ذكرها اللَّه تعالى في كتابه. ومنه حديث العَزْل <ذلك الوَأْدُ الخَفِيُّ>. وفي حديث آخر <تلك المَوْءُودةُ الصُّغْرى>جَعَل العَزْل عن المرأة بمَنْزلة الوَأد، إلا أنه خَفِيٌّ؛ لأنَّ مَن يَعْزل عن امرأته إنما يَعْزل هَرَباً من الوَلَد، ولذلك سَمَّاه المَوءُودةَ الصغرى؛ لأنَّ وأْدَ البَنَات الأحْياء المَوءُودةُ الكُبْرى. (س) ومنه الحديث <الوئِيدُ في الجنة> أي المَوْءُود، فَعيل بمعنى مفعول. ومنهم من كان يَئِدُ البَنينَ عند المَجاعة. (س) وفي حديث عائشة <خَرَجْتُ أقْفُو آثارَ الناسِ يَومَ الخَنْدق فسمعْت وئيدَ الأرض خلْفي> الوئيدُ: صَوت شِدّة الوَطءْ على الأرض يُسْمَع كالدَّوِيّ مِن بُعْد. (س) ومنه الحديث <وللأرض مِنكَ وَئِيدٌ>يقال: سمِعْت وَأْدَ قَوائِم الإبِلِ ووَئيدَها. ومنه حديث سواد بن مُطَرِّف <وأْدُ الذِّعْلِبِ الوجْناء> أي صَوْت وطْئِها على الأرض. {وأل} (ه) في حديث علي <إنّ درْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر، فقيل له: لو احْتَرَزتَ من ظَهْرك، فقال: إذا أمكَنْتُ من ظهْري فلا وأَلْتُ> أي لا نَجَوْتُ، ود وأَلَ يَئِلُ فهو وائِل، إذا الْتَجأ إلى موضِع ونَجا. ومنه حديث البَراء بن مالك <فكأنَّ نَفْسي جاشَت فقلتُ: لا وألْتِ، أفِراراً أوَّلَ النهار وجُبْناً آخِرَه؟>. (ه) ومنه حديث قَيْلة <فوأَلْنا إلى حِوَاء>أي لَجَأنا إليه. والحِوَاء: البُيوت المجتمعة. [ه] وفي حديث علي <قال لرجُل: أنتَ من بني فلان؟ قال: نَعَم، قال: فأنتَ من وَألَةَ إذاً، قُمْ فلا تَقْرَبَنِّي> قيل (القائل هو ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي): هي قبيلة خَسيسة، سُمّيت بالوَألَة، وهي البَعْرة، لخِسَّتها. {وأم} (س) في حديث الغِبية <إنه لَيُوَأم> أي يوافق. والمُواءمَة: الموافَقة. {واه} (س) فيه <مَن ابْتُلي فَصَبَر فوَاهاً واهاً> قيل: معنى هذه الكَلمة التَّلَهُّف. وقد توضَع مَوْضِعَ الإعْجاب بالشيء. يقال: وَاهَاً له. وقد تَرِدُ بمعنى التوجُّع. وقيل: التّوجُّع يقال فيه: آهاً. (س) ومنه حديث أبي الدرداء <ما أنكَرْتُم من زمانِكم فيما غَيَّرتُم من أعمالِكم، إن يكُنْ خَيراً فواهاً وَاهاً، وإن يكن شَرّاً فآهاً آهاً> والألِفُ فيها غيرُ مَهْموزة. وإنما ذكرناها للفظها. {وأى} (س) في حديث عبد الرحمن بن عوف <كان لي عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وَأْيٌ>أو وَعْدٌ. وقيل: الوأْيُ التَّعريض بالعِدَةِ من غير تَصْريح. وقيل: هو العِدَة المضمونة. وحديث أبي بكر <مَن كان له عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأْيٌ فلْيَحْضُر>. (س) وحديث عمر <مَن وَأَى لأمِرىءٍ بوأْيٍ فَلْيَفِ به> وأصل الوَأْي: والوَعد الذي يُوَثِّقُه الرجُل على نَفسِه، ويَعْزِم على الوفَاء به.ومنه حديث وهب <قرأت في الحكمة أنَّ اللَّه تعالى يقول: إنّي وأيْتُ على نِفسي أن أذكُرَ مَن ذكَرَني> عدّاه بعَلَى؛ لأنه أعطاه مَعْنى: جَعَلْتُ على نفسي. {وبا} (س) فيه <إنَّ هذا الوَباءَ رِجْزٌ>الوبَا بالقَصْر والمدّ والهمز: الطاعُون والمرضُ العام. وقد أَوْبَأَتِ الأرض فهي مُوبِئة، وَوَبِئَتْ فهي وَبِيئة، ووُبِئَت أيضا فهي مَوْبوءة وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه عبد الرحمن بن عوف <وإنَّ جُرْعةَ (سبق في مادة (شرب): <جُرْعَةٌ> متابعة للأصل، وا، واللسان وانظر الحاشية (1) من صفحة 63، من هذا الجزء.) شَرُوبٍ أنفعُ من عَذْبٍ مُوبٍ>أي مُوِرث للوَبا. هكذا يروى بغير همز. وإنما تَرك الهمز ليُوازِنَ به الحَرف الذي قَبْله، وهو الشَّروُب. وهذا مَثل ضَرَبه لرجُلَين أحدُهما أرْفَع وأضَرُّ، والآخَر أدْوَنُ وأنفَعُ. ومنه حديث علي <أمرَّ منها جانِبٌ فأوْبَأ> أي صارَ وبِيئاً. وقد تكرر ذكره في الحديث {وبر} *فيه <أحَبُّ إليَّ من أهلِ الوَبَر والمَدَر>أي أهل البَوادِي والمُدُن والقُرى. وهو من وبَر الإبل؛ لأنَّ بُيوتَهم يَتَّخِذونها منه. والمَدَرُ: جمع مَدَرة، وهي البِنْية (ضبط في ا: <البَنِيَّة>.). [ه] وفي حديث عبد الرحمن يومَ الشُّورَى <لا تُغْمِدوا السُّيوفَ عن أعْدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم> التَّوْبير: التَّعْفِية ومَحْو الأثَر. قال الزمخشري: <هو من تَوْبير الأرْنَب: مَشْيها على وَبَر قَوائِمها، لِئلا يُقْتَصّ أثَرُها، كأنه نَهاهم عن الأخذْ في الأمر بالهُوَيْنَا. ويُروَى بالتاء وسيجيء. (س) وفي حديث أبي هريرة <وَبْرٌ تَحدّر من قَدُوم (في اللسان: قُدوم) بضم القاف. وانظر معجم البلدان لياقوت 7/37) ضأنٍ> الوَبْر، بسكون الباء: دُوَيْبَّة على قَدْر السِّنَّور، غَبْراء أو بَيْضاء، حَسَنة العَيْنَين، شديدة الحَياء حِجازِيَّة، والأنثَى: وَبْرة، وجمعُها: وُبُورٌ، ووِبارٌ. وإنما شَبَّهه بالوَبْر تحقيرا له. ورواه بعضُهم بفتح الباء، من وَبَر الإبل، تَحْقيرا له أيضا. والصحيح الأول. (ه) ومنه حديث مجاهد <في الوَبْر شاةٌ> يعني إذا قَتلها المُحْرِم؛ لأنَّ لها كَرِشا، وهو تَجْترُّ. وفي حديث أُهبان الأسْلَمي <بَيْنا هو يَرْعَى بِحَرَّة الوَبْرة> هي بفتح الواو وسكون الباء: ناحِية مِن أعْراض المدينة. وقيل: هي قَرْية ذاتُ نَخِيل. {وبش} (ه) فيه <إنَّ قُريشا وبَّشَتْ لحرْب رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أوْباشاً> أي جَمَعَت له (في الهروي <لها>.) جُموعا من قبائل شَتَّى. وهمُ الأوباش والأوْشَاب. (ه) وفي حديث كعب <أجِدُ في التَّوراة أنَّ رجُلا من قريش أوْبَشَ الثَّنايا يَحْجِلُ، يَحْجُلُ في الفِتنة> أي ظاهِرَ الثَّنايا. والوَبَش: البَياض الذي يكون في الأظفار. {وبص} *في حديث أخْذِ العَهْد على الذرِّيَّة <فأعْجَب آدَمَ وَبيصُ ما بَيْنَ عَيْنَيْ داودَ عليهما السلام> الوَبِيصُ: البَرِيق. وقد وَبَص الشَّيءُ يَبِصُ وَبِيصاً. (ه) ومنه الحديث <رأيتُ وبِيصَ الطِّيب في مَفارِقِ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو مُحْرِم>. (ه) ومنه حديث الحسن <لا تَلْقَى المؤمِنَ إلا شاحباً، ولا تَلْقَى (في الأصل: <ولا تَلْق> والتصحيح من ا، واللسان، والهروي) المُنافِقَ إلا وَبَّاصاً> أي بَرَّاقاً. وقد تكرر في الحديث. {وبط} (س [ه]) فيه <اللَّهُمَّ لا تَبْطِني بَعْدَ إذْ رَفَعْتَني> أي لا تُهِنِّي وتَضَعْنِي. يقال: وبَطْتُ الرجُل: وَضَعْتُ من قَدْره. الوابطُ: الخسيسُ والضَّعيف والجبَان. {وبق} (ه) في حديث الصِّراط <ومنهم المُوبَقُ بذُنوبه> أي المُهْلَك. يقال: وَبَق يَبِق، وَوَبِق يُوْبَقُ فهُو وَبِقٌ، إذا هلك. وَأوْبقَهَ غيرُه، فهو مُوبَق. ومنه حديث علي <فمنهم الغَرقُ الوَبِق> ومنه الحديث <ولو فَعَلْ المُوبِقَاتِ> أي الذنوبَ المُهْلِكَات. وقد تكرر ذكرُها في الحديث، مُفرداً ومجموعا. {وبل} *فيه <كلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ على صاحِبه> الوَبَال في الأصْل: الثِّقَلُ والمكْرُوه. ويُريد به في الحَديث العَذابَ في الآخِرة. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث العَرَنيِّينَ <فاسْتَوْبَلُوا المدينة> أي اسْتَوْخَمُوها ولم تَوافِق أبْدانَهُم. يُقال: هَذِه أرضٌ وَبِلَةٌ: أي وَبِئة وَخِمَة. ومنه الحديث <إنّ بني قُرَيْظَةَ نزلوا أرْضاً غَمِلةً وَبِلة>. (ه) وفي حديث يحيى بن يَعْمَر <كُلُّ مالٍ أُدِّيَتْ زكاتُه فَقد ذَهَبَت وَبَلَتُه> أي ذَهَبَتْ مَضَرَّته وإثْمُه. وهو من الوَبَال. ويُروَى بالهمزة على القَلْب، وقد تقدّم. (ه) وفي حديث علي <أهْدَى رجُل للحسن والحُسَين، ولم يُهْدِ لابْن الحَنفِيَّة> فَأومأ عَلِيُّ إلى وَابِلَةِ مُحَمَّدٍ، ثم تَمَثَّلَ: وَمَا شَرُّ الثَّلاثَةِ، أمَّ عَمروٍ، ** بِصَاحِبِك الَّذي لا تَصْبَحِينا (في الأصل، وا: <تصحبينا> وأثبتُّ الصواب من جمهرة أشعار العرب ص 118. وهو لعمرو بن كلثوم، من معلقته المعروفة. ويروي هذا البيت لعمرو بن عدي اللخمي ابن أخت جذيمة الأبرش. شرح القصائد العشر، للتبرِيزي ص 211) الوَابِلَة: طَرَفُ العَضُد في الكَتِف، وطَرَفُ الفَخِذ في الوَرِك، وجَمْعُها: أوَابِلُ. {وبه} فيه <رُبَّ أشْعَثَ أغْبَرَ ذِي طِمْرَيْن لا يُوبَهُ له لو أقْسَم على اللَّهِ لأَبَرَّهُ (في الأصل:<لأَبرَّه قسمه> وفي ا: <لأَبَرَّ قَسَمَه> وأثبَتُّ ما في اللسان، وهو موافق لما تقدم في مادة (شعث) وما في التِّرمذي (مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه، من كتاب المناقب) 2/318.>) أي لا يُباَلى به ولا يُلْتَفَت إليه. يقال: ما وَبِهْتُ و،َبَهْتُ له، بفتح الباء وكسرها، وَبْهاً وَوَبَهاً، بالسكون والفتح. وأصْل الواوِ الهمزة. وقد تقدم. {وتر} [ه] فيه <إنّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْر، فأوْتِرُوا> الوِتْر: الفَرْدُ، وتُكْسَر وَاوهُ وتُفْتَح. فاللَّه واحدٌ في ذاته، لا يَقْبل الانْقسام والتَّجْزِئة، واحدٌ في صفاته، فلا شِبْهَ له ولا مِثْلَ، وَاحِدٌ في أفْعالهِ، فلا شَرِيكَ له ولا مُعِينَ. و<يُحبُّ الوِتْر> أي يُثيب عليه، ويَقْبَلُه مِن عامِله. وقولُه <أوْتِرُوا> أمْرٌ بصلاة الوِتْر، وهُو أن يُصَلِّي مَثْنَى مَثْنَى ثم يُصَلِّي في آخرها ركْعة مُفرَدة، أو يُضِيفَها إلى ما قَبْلَها من الرَّكَعات. [ه] ومنه الحديث <إذا اسْتَجْمَرتَ فأوْتِر>أي اجْعَل الحِجارَة التِّي تَسْتَنْجي بها فَرْدا، إمَّا واحدةً، أو ثلاثا، أو خَمْسا. وقد تكرر ذكره في الحديث. ومنه حديث الدعاء <ألِّفْ (في الأصل: <اللهم ألِّفْ> وما أثبت من ا، والنسخة 517، واللسان. وفيه: <وواتِرْ>.) جَمْعَهم وأَوْتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِم> أي لا تَقْطَع المِيرَة عنهم، واجْعَلْها تَصِل إليهم مَرَّةً بعد مَرَّة. (ه) ومنه حديث أبي هريرة <لا بأسَ أنْ يُواتِرَ قَضاء رَمَضان> أي يُفَرّقه، فَيصُومَ يوما ويُفْطر يوما، ولا يَلْزَمُه التَّتَابُعُ فيه، فيقْضِيه وِتْراً وِتْرا. (ه) وفي كتاب هشام إلى عامله <أنْ أصب لي نَاقَةً مُوَاتِرة> هِي التَّي تَضَع قَوائِمهَا بالأرض وِتْراً وِتْرا عند البُروك. ولا تَزُجُّ نَفْسَها زَجَّاً فيَشُقَّ على راكِبهَا. وكان بهشَام فَتْقٌ، فَتَقٌ. (ه) وفيه <مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْر فكأنَّما وُتِر أهْلَه ومَالَه>أي نُقِص. يقال: وَتَرتْهُ إذا نَقَصْتَه. فكأنَّك جَعَلْته وِتْراً بَعْد أن كان كَثِيرا. وقيل: هو من الوِتْر: الجِنَايَة التَّي يَجْنيها الرجُل على غيره، من قَتْل أو نَهْب أو سَبْي. فشبَّه ما يَلْحق مَن فَاتَتْه صلاةُ العصْر بمَن قُتِل حَمِيمُه أو سُلِبَ أهْلَه ومَالَهُ. [و] (من ا، واللسان.) يُروْى بنَصْب الأهل ورَفْعِه، فمن نَصب جَعَله مَفْعولا ثانِيا لِوُتِر، وَأضْمَر فيها مفعولا لم يُسَمّ فاعِلُه عائداً إلى الَّذي فاتَتْه الصلاة، ومن رَفَع لم يُضْمِر، وأقام الأهْلَ مُقامَ مَا لم يُسَمّ فاعِلُه، لأنَّهم المُصابُون المأخُوذون، فَمن رَدَّ النَّقص إلى الرجُل نَصَبهما، ومَن رَدّه إلى الأهل والمالِ رفَعَهُما. ومنه حديث محمد بن مَسْلَمة <أنا المَوْتُورُ الثَّائر> أي صاحِب الوِتْر، الطَّالبُ بالثَّأر. والمُوْتُور: المفْعُول. (ه) ومنه الحديث <قَلِّدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلِّدوها الأوتارَ> هي جَمْع وِتْر، بالكَسْر، وهِي الجِنَاية: أي لا تَطْلُبوا عليها الأوتارَ التي وُتِرْتُم بها في الجاهلية. وقيل: هو جَمع وَتَرِ القَوْس. وقد تَقدّم مبسوطاً في حرف القاف. ومن الأوّل حديث علي، يَصِف أبا بكر <فأدْرَكْت أوْتارَ مَا طَلَبوا>. (س) وحديث عبد الرحمن في الشُّورَى <لا تُغْمِدُوا السُّيوفَ عن أعْدائِكم فَتُوتِرُوا ثَأْرَكُم>(سبق في مادة (وبر): <آثارَكم>.) قال الأزهري: هُو من الوِتْر. يقال: وَتَرْتُ فُلانا، إذا أصَبْتَه بِوِتْر، وأوْتَرْتُه: أوْجَدْتُه ذلك. والثَّارُ ها هنا: العَدُوّ؛ لأنَّه مَوْضعُ الثَّأر. المعنى لا تُوجِدُوا عَدُوّكُم الوِتْرَ في أنْفُسِكم. وحديث الأحنف <إنَّها لخَيْلٌ لو كانوا يَضْرِبُونَها على الوتَار>. ومن الثاني الحديث <مَن عَقَد لِحْيَتَه أو تَقلَّد وَتَراً> كانوا يَزْعُمون أنّ التَّقَلُّد بالأوتارِ يَرُدُّ العَينَ، ويَدْفَع عنهم المَكارِه، فَنُهُوا عن ذلك. ومنه الحديث <أمَرَ أنْ تُقْطَعَ الأوتارُ من أعناق الخَيْل> كانوا يُقَلِّدونها بها لأجْل ذلك. وفيه <اعْمَل مِن ورَاءِ البَحْر فإنّ اللَّهَ لَن يَترِكَ مِن عَمَلِك شيئا> أي لا يَنْقُصُك. يُقال: وَتَره يَتِرُه تِرَةً، إذا نَقَّصه. (س) ومنه الحديث <من جَلَس مَجْلِساً لم يَذكُرِ اللَّه فيه كان عليه تِرَةً> أي نَقْصاً. والهاء فيه عِوَض من الواوِ المحذوفَة. وقيل: أراد بالتِّرة ها هنا التَّبِعة. (ه) وفي حديث العباس <كان عُمرُ لِي جَاراً، وكان يَصُوم النَّهارَ ويَقوم الليل، فلمَّا وَلِيَ قُلْتُ: لأنْظُرَنّ إلى عَملِه، فلم يَزل على وَتِيرَةٍ واحِدَة> أي طريقَة واحِدة مُطَّرِدَة يدوم عليها. (ه) وفي حديث زيد <في الوَتَرة ثُلُثُ الدِّية> هي وَتَرَة الأنْف الحاجِزَة بَيْن المَنْخَرَيْن. {وتغ} (ه) في حديث الإمارَة <حتى يَكونَ عَمَلُه هُو الذي يُطْلِقُه أو يُوتِغُه> أي يُهْلِكه. يقال: وَتِغ (في الأصل، وا <وَتَغَ وتْغاً> والضبط المثبت من اللسان. وهو من باب وَجِل، كما في القاموس) وَتَغاً، وأوْتَغه غيرُه. (ه) ومنه الحديث <فإنه لا يُوتِغُ إلا نَفْسَه>. {وتن} *في حديث غُسْل النبي صلى اللَّه عليه وسلم <والفَضْل يقول: أرِحْني أرِحْني، قَطَعْتَ وَتِيني، أرَى شيأً يَنْزِل عَلَيَّ> الوَتِينُ: عِرْق في القَلْب إذا انْقَطع مات صاحِبُه. (س) وفي حديث ذِي الثُّدَيَّة <مُوتَنُ اليَدِ> هُو مِنْ أيْتَنَتِ المرْأةُ إذا جاءت بِوَلَدها يَتْناً، وهو الذي تَخْرج رجْلاه قبْل رأسِه، فقُلبت الواوَ ياءً لِضَمَّة الميم. والمشهورُ في الرّواية <مُودَنٌ> بالدال. (ه) وفيه <أمَّا تَيْمَاءُ فَعَيْنٌ جارِية، وأما خَيْبرُ فَماءٌ وَاتِنٌ> أي دَائمٌ. {وثأ} (س) فيه <فَوُثِئَتْ رِجْلي> أي أصابَها وَهْنٌ، دُون الخَلْع والكَسْر. يُقال: وثِئَتْ رجلُه فهي مَوْثوءة، وَوَثَأتُها أنا. وقد يُترك الهمز. {وثب} (س [ه] ) فيه <أتاه عامرُ بنُ الطُّفَيْل فَوَثَّبه وِسَادة> وفي رواية <فَوثَّب له وسادة> أي ألقاها له وأقْعَدَه عليها، والوِثَاب: الفِراش، بِلُغةِ حمْير. (س) ومنه حديث فارعة أختِ أميَّة بن أبي الصَّلت <قالت: قَدِم أخي من سَفَر فَوثَب على سَرِيري> أي قَعَد عليه واسْتَقَرّ. والوُثُوبُ في غير لغة حِمْير بمعنى النُهوض والقِيام. (س) وفي حديث علي يوم صِفِّين <قَدَّم للوَثْبة يداً وأخَّر للنُّكوص رِجْلا> أي إن أصاب فُرْصة نَهَض إليها، وإلا رَجَع وتَرَك. (س) وفي حديث هُزَيل <أيَتَوثَّبُ أبو بكر على وَصِيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم؟ وَدَّ أبو بكر أنه وَجَدَ عَهْدا مِن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأنه خُزِمَا أنْفُه بِخِزَامةٍ> أي يَسْتَوْلي عليه ويَظْلِمُه. معناه: لو كان عَلِيٌّ معهوداً إليه بالخِلافة لكان في أبي بكر من الطاعة والانقِياد إليه ما يكون في الجَمَل الذَّليل المنقاد بِخِزَامَتِه. {وثر} (ه) فيه <أنه نَهى عن مِيثَرة الأُرْجُوانِ> المِيثَرة بالكسرِ: مِفْعَلة، من الوَثَارة. يقال: وَثرُ وَثارةً فهو وَثِير: أي وَطِيءٌ لَيِّن وأصلُها: مِوْثَرة، فقُلبت الواو ياء لكسرة الميم وهي من مَراكِب العَجَم، تُعْمل من حرير أو دِيباج. والأُرْجُوانُ: صِبْغ أحْمَر، ويُتَّخَذ كالفِراش الصَّغير ويُحْشىَ بقُطْن أو صوف، يَجْعَلها الرَّاكب تَحْتَه على الرِّحال فَوقَ الجِمال. ويَدخُل فيه مَياثِر السُّروج؛ لأنَّ النَّهْيَ يَشْمَل كلَّ مِيثَرة حَمْراء، سواء كانتْ على رَحْلٍ أو سَرْج. (س) ومنه حديث ابن عباس <قال لِعُمَر: لو اتَّخذْتَ فِراشاً أوثَرَ منه> أي أوطَأَ وألْيَن. (س) وحديث ابن عُمَر وعُيَيْنة بن حِصْن <ما أخَذْتَها بَيْضاءَ غَريرةً، ولا نَصَفاً وثِيرة> {وثق} *في حديث كعب بن مالك <ولقد شَهِدْتُ مع رَسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لَيْلَة العَقَبَةِ حين تَواثَقْنا على الإسلام> أي تَحالَفْنا وتَعاهَدْنا، والتَّواثُق: تَفاعُل منه. والمِيثاق: العَهْدُ، مِفعالٌ من الوَثَاق، وهو في الأصل حَبْلٌ أو قَيْدٌ يُشَدّ به الأسير والدَّابَّة. ومنه حديث ذِي المِشْعار <لنا مِن ذلك ما سَلَّموا بالمِيثاق والأمانة> أي أنهم مأمُونون على صَدَقاتِ أمْوالِهم بما أُخِذَ عليهم من المِيثاق، فلا يُبْعَثُ إليهم مُصَدِّقٌ ولا عاشِر. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث معاذ وأبي موسى <فرأى رجُلا مُوثَقاً> أي مأسوراً مَشدودا في الوَثَاق. ومنه حديث الدُّعاء <واخْلَع وَثَائِقَ أفئدتِهم> جمع وَثَاق، أو وَثيقة. {وثم} (س) فيه <أنه كان لا يثِمُ التَّكبير> أي لا يَكْسِرُه، بل يأتي به تامّاً والوَثْم: الكَسْر والدَّقّ أي يُتِمُّ لفظَه على جِهة التعظيم، مع مُطابَقة الّلسان والقلْب. وفيه <والذي أخْرج العَذْقَ من الجَريمة، والنارَ من الوَثِيمة> الوثيمة: الحَجَر المكسور. {وثن} *فيه <شارِبُ الخَمْر كعابِدِ وَثَنٍ> الفرق (هذا من شرح الأزهري، كما في الهروي) بين الوَثَن والصَّنَم أنَّ الوَثَن كلُّ ما لَه جُثَّة مَعْمولة من جَواهِر الأرض أو من الخَشَب والحِجارة، كصُورة الآدَميّ تُعْمَل وتُنْصَب فتُعْبَد. والصَّنَم: الصُّورة بِلا جُثَّة. ومنهم من لم يَفْرُق بَيْنَهما، وأطلَقَهما على المَعْنَيَين. وقد يُطْلَق الوَثَن على غير الصُّورة. ومنه حديث عَديِّ بن حاتم <قَدِمْتُ على النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم وفي عُنُقي صَليبٌ من ذَهَب، فقال لي ألْقِ هذا الوثَنَ عنك>. {وجأ} (س) في حديث النّكاح <فمن لم يَسْتَطع فَعَلَيْه بالصَّوم فإنَّه له وِجَاء> الوِجَاء: أنْ تُرَضَّ أُنْثَيا الفَحْل رَضّاً شَديدا يُذْهِبُ شَهْوةَ الجِماع، ويَتَنَزَّل في قَطْعه مَنْزلةَ الخَصْي. وقد وُجِىءَ وِجَاءً فهو مَوْجُوء. وقيل: هو أن تُوجَأَ العُروق، والخُصْيَتانِ بِحالِهما. أراد أنَّ الصَّومَ يَقْطَعُ النِّكاح كما يَقْطَعه الوِجَاء. ورُوِيَ <وَجىً> بِوَزْن عَصاً يريد التَّعَب والحَفَى، وذلك بَعِيدٌ إلا أن يُراد فيه مَعْنى الفُتُور؛ لأنَّ مَن وُجِيَ فَتَرَ عن المَشْي، فشَبَّه الصَّوم في باب النِّكاح بالتَّعَبِ في باب المَشْيِ. (س) ومنه الحديث <أنه ضَحَّى بِكَبْشَيْن مَوْجُوءَيْن> أي خَصِيَّيْن. ومنهم مَن يَرْويه <مُوجَأيْنِ> بِوَزن مُكْرَمَيْن، وهو خَطأ. ومِنهم من يَرْويه <مَوْجِيَّيْن> بغير هَمْز على التَّخفيف، ويكون من وجَيْتُه وَجْياً فهو مُوْجِيٌّ. (ه) وفيه <فلْيأخُذْ سَبْعَ تَمَراتٍ من عَجْوة المَدينة فلْيَجأْهُنَّ> أي فَلْيَدُقَّهُنَّ. وبه سُمِّيت الوَجِيئةُ، وهو تَمْر يُبَلُّ بِلَبَنٍ أو سَمْن ثم يُدَقّ حتى يَلْتَئِم. (ه) ومنه الحديث <أنه عاد سَعْداً فَوَصَف له الوَجِيئة> (س) وفي حديث أبي راشِد <كنتُ في مَنائخِ أهْلِي فَنَزَا منه بَعير، فَوَجأتُه بِحدِيدة> يقال: وجَأتُه بالسِّكِّين وغيرها وَجْأً، إذا ضَرَبْتَه بها. ومنه حديث أبي هريرة <مَن قَتَل نَفْسَه بِحَديدة فَحِديدَتُه في يَدِه يَتَوَجَّأ بها في بَطْنِه في نارِ جَهَنَّم> {وجب} (س) في غُسْلُ الجُمُعة واجِبٌ على كلِّ مُحْتَلِمٍ> قال الخطَّابي: معْناهُ وجُوب الاخْتيار والاسْتِحْباب، دون وُجُوب الفَرْض والُّزُوم. وإنما شَبَّهه بالواجب تأكيداً، كما يقول الرَّجُل لصاحبه: حَقَّك عَلَيَّ واجبٌ. وكان الحَسن يَراهُ لازماً. وحُكي ذلك عَن مالِك يقال: وجَب الشَّيء يَجِبُ وُجُوبا، إذا ثَبَت ولَزِم. والوَاجب والفَرْض عند الشافعي سَواء، وهُو كُلُّ ما يُعاقَب على تَرْكه، وفَرق بَيْنَهُما أبو حَنِيفة، فالفَرْض عِنده آكَدُ مِن الواجِب. (ه) وفيه <مَن فَعل كَذا وكَذا فَقَد أوْجَب> يقال: أوْجَب الرجلُ، إذا فَعل فِعْلاً وجَبَت له به الجنَّة أو النَّار. (ه) ومنه الحديث <أنَّ قَوماً أتَوْه فقالوا: إنّ صاحباً لَنا أوْجَب> أي رَكِبَ خَطِيئةً اسْتَوجَب بها النَّار. والحديث الآخر <أوْجَب طَلْحَةُ> أي عَمِلَ عَمَلا أوْجَب له الجنَّة. وحديث معاذ <أوْجَب ذُو الثَّلاثة والاثْنَيْن> أي مَن قَدَّم ثَلاثةً من الوَلَد أو اثْنَيْن وَجَبَت له الجنَّة. ومنه حديث طلحة <كَلمة سَمْعتها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم مُوجِبَة، لم أسْأله عنها، فقال عمر: أنا أعْلَم ما هِيَ، لا إله إلا اللَّه> أي كَلِمَةٌ أوْجَبَتْ لِقائِلها الجَنَّة، وجَمْعُها: مُوجِبات. (ه) ومنه الحديث <اللَّهُمَّ إنّي أسألك مُوجِباتِ رَحْمَتك> وحديث النَّخَعِيّ <كانوا يَرَوْن المَشْيَ إلى المسْجد في الليلة المُظْلِمة ذَاتِ المَطر والرِّيح أنَّها مَوجِبَة>. ومنه الحديث <أنه مَرّ برَجُلَين يَتَبايَعان شَاةً، فقال أحدُهُما: واللَّهِ لا أزِيد عَلى كَذَا، وقال الآخَرُ: واللَّه لا أنْقُصُ [مِن كَذا] (ساقط من ا، والنسخة 517) فقال: قَد أوْجَبَ أحَدُهُما> أي حَنِثَ، وَأوْجَب الإثْمَ والكَفَّارة على نَفْسِه. ومنه حديث عمر <أنَّه أوْجَب نَجِيباً> أي أهْداه في حَجّ أو عُمْرة، كأنه ألزَم نَفْسَه به. والنَّجِيبُ: مِن خِيار الإبل. (ه) وفيه <أنه عادَ عبدَ اللَّه بن ثابت فَوَجَده قد غُلِبَ، فَصاحَ النساء وبَكيْن، فجَعل ابنُ عَتَيِك يُسَكِّتُهُنّ، فقال: دَعْهُنّ، فإذا وَجَب فلا تَبْكَيِنّ باكِيةٌ، قالو: ماالوُجُوب؟ قال: إذا مَات> (ه) ومنه حديث أبي بكر <فإذا وَجَب ونَضَب عُمْره> وأصْل الوُجوب: السُّقوط والوُقوع. (س) ومنه حديث الضَّحِيَّة <فلمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُها> أي سَقَطَت إلى الأرضِ، لأنّ المُسْتَحَبَّ أن تُنْحَر الإبلُ قيَاماً مُعَقَّلَة. (س) ومنه حديث علي <سَمِعْتُ لها وَجْبَةَ قَلْبه> أي خَفقانَه. يقال: وَجَب القَلْب يَجِبُ وَجِيباً، إذا خَفَقَ. وفي حديث أبي عُبَيدة ومعاذ <إِنَّا نُحَذِّرُك يَوْماً تَجِب فيه القُلُوب>. (س) وفي حديث سعيد <لَوْلا أصْوَاتُ السَّافِرة لَسمِعْتُم وَجْبَةَ الشَّمس> أي سُقُوطَها مع المَغِيب. والوَجْبة: السَّقْطة مع الهَدَّة. (س) ومنه حديث صِلَةَ <فإذا بوَجْبَة> وهي صَوْت السُّقُوط. وفيه <كنْتُ آكل الوَجْبَة وأنْجُو الوَقْعة> الوَجْبَةُ: الأكْلة في اليَوْم واللَّيلة مرَّةً واحدة. (س) ومنه حديث الحسَن في كَفَّارة اليَمِين <يُطْعِم عَشَرة مَساكِين وجْبَةً واحِدَة>. (س) ومنه حديث خالد بن مَعْدَان <مَن أجابَ وجْبَةَ خِتان غُفِرَ لَهُ>. (س) وفيه <إذا كان البَيْعُ عن خِيارٍ فقد وَجَب> أي تَمَّ ونَفَذ. يقال: وَجب البَيْعُ يَجِبُ وجُوبا، وأوْجَبه إيجابا: أي لَزِم وألْزَمهُ. يعني إذا قال بَعْد العَقْد: اخْتَر رَدّ البَيْع أو إنْفاذَه، فاخْتارَ الإنْفاذَ لَزِم وإن لم يفْتَرِقا. وفي حديث عبد اللَّه بن غالب <أنه كانَ إذا سَجد تَوَاجَب الفِتيْانُ فَيضَعون على ظَهْرِه شَيئاً ويَذهَب أحَدُهُم إلى الكَلاءِ وَيجيء وهو سَاجد> تَواجَبُوا: أي تَراهَنوا، فكأنّ بَعْضَهم أوْجبَ على بَعْضٍ شَيئاً. والكَلاء، بالمَدّ والتَّشْديد: مَرْبَطُ السُّفُن بالبَصرة، وهو بَعيدٌ منْها. {وجج} * فيه <صَيْدُ وَجّ وعِضَاهُه حَرامٌ مَحَرَّم> وَجٌّ: مَوْضعٌ بنَاحية الطَّائف. وقيل: هو اسْمٌ جَامع لِحُصُونها. وقيل: اسمُ واحدٍ منْها، يحتَمِل أن يكَون على سَبيل الحِمَى له، ويَحْتَمِل أن يكُونَ حَرَّمَه في وقْتٍ مَعْلوم ثم نُسِخَ. وقد تكرر ذكره في الحديث. (س) ومنه حديث كعب <إنَّ وَجّاً مَقَدّسٌ، منْه عَرَجَ الرَّبُّ إلى السماء>. {وجح} (ه) في حديث عمر <أنه صَلَّى صَلاةَ الصُّبْح، فلمَّا سَلَّم قالَ: من استَطاع مِنكُم فلا يَصَلِّينَّ وهو مُجَحٌ> وفي روَاية (وهي رواية الهروي، وفيه: <مُوَجِّحا>) <فلا يُصَلِّ مُوجَحاً، قيل: وما المُوجَحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أو بَوْل> يُقال: وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً، إذا التَجَأَ. وقَد أوْجَحَه بَوْلُه فهو مُجَح، إذا كظَّهُ وَضَيَّقَ عليه. والمُوجَحُ: الذي يُمْسِك الشيء ويَمْنَعُه. وثَوبٌ مُوجَحٌ: غَلِيظ كَثِيف. والمُوجِحُ: الذي يُخفِي الشَّيءَ، من الوِجَاحِ (مثلَّث الواو، كما في الصحاح)، وهو السِّتْر، فَشَبَّه به ما يَجدُه المُحْتَقِن من الامْتِلاء. قال الزمخشري (انظر الفائق 3/147. وهذا النقل الذي عزاه المصنَّف إلى الزمخشري ليس بألفاظه في الفائق. وهو بهذه الألفاظ في اللسان عزواً إلى الأزهري): المحفوظ في المَلْجأ تقديم (في الأصل: <بتقديم> والمثبت من: ا، واللسان) الحاء على الجِيم، فإن صَحَّت الرواية فلعَلَّهُما لُغتان. ويُروَى الحديث بفَتْح الجِيم وكَسْرها، عَلى المَفْعول والفاعِل. {وجد} *في أسماء اللَّه تعالى <الواجد> هو الغَنيُّ الذي لا يَفْتَقِر وقد وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً: أي اسْتَغْنَى غَنىً لا فقْر بَعْدَه. (ه) ومنه الحديث <لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عُقوبَتَه وعِرْضَه> أي الْقادِرِ على قضاء دَيْنِه. وفي حديث الإيمان <إنّي سائلُك فلاَ تَجد عَلَيَّ> أي لا تَغْضَبْ من سُؤالي. يُقال: وَجِدَ ،وَجَدَ (بالفتح والكسر، كما في القاموس) عليه يَجِدُ وجْداً ومَوْجِدَةً (في القاموس: <يَجِدُ ويَجُدُ وَجْداً، وجِدَةً، ومَوْجِدَةً> وزاد في الصحاح: <وِجْداناً>) (س) ومنه الحديث <لم يَجِدِ الصَّائمُ على المُفْطِر> وقد تكرر ذكره في الحديث، اسْما وَفِعْلا ومَصْدرا. وفي حديث اللُّقَطة <أيُّها النَّاشِد، غَيرُك الواجِدُ> يُقال: وَجَدَ، وَجِدَ ضالَّتَه يَجِدُها وِجْدَاناً (في القاموس: <وجْداً، وجِدَةً، ووُجْداً، ووُجُوداً، ووِجْداناً، وإجْداناً، كسرهما>)، إذا رآها ولقِيَها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث ابن عمر وعُيينة بن حِصْن <واللَّهِ ما بَطْنُها بِوَالِد، وَلا زَوْجُها بِوَاجِد> أي أنَّه لا يُحِبُّها. يقال: وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذا أحْبَبْتَها حُبّاً شَديدا. ومنه الحديث <فمَن وَجَدَ منكم بِمَاله شَيْئاً فلْيَبِعْه> أي أحَبَّه واغْتَبَط به. {وجر} (ه) في حديث عبد اللَّه بن أُنيس <فوَجرْته بالسيفِ وَجْراً> أي طَعَنْتُه. والمَعْروف في الطَّعْن: أوْجَرْتُه الرُّمْح، ولعلَّه لُغَة فيه. وفي حديث علي <وانْجَحَرَ انْجِحَارَ (في الأصل: <وانحجر انحجار> بتقديم الحاء. والتصحيح من:ا، واللسان) الضَّبَّة في جُحْرِها، والضَّبُعِ في وِجَارِها> هو جحْرُها الذي تأوي إليه. (س) ومنه حديث الحسن <لو كُنْت في وِجَارِ الضَّبّ> ذَكَره للمُبالَغة، لأنه إذا حَفَر أمْعَنَ. (س) ومنه حديث الحَجّاجِ <جِئْتُك في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُع> قال الخطَّابي: هو خَطَأ، وإنَّما هُو <في مِثْلِ جارِّ الضَّبُع> يقال: غَيْثٌ جَارُّ الضَّبُع: أي يَدْخُلُ عليها في وِجَارِها حَتَّى يُخْرِجَها مِنْهُ، ويَشْهَد لِذَلك أنَّه جاء في رِواية أخْرى <وجِئتُكَ في ماءٍ يَجُرّ الضَّبُع، ويَسْتَخْرِجُها من وِجَارها>. {وجز} (ه) في حديث جرير <قال له عليه الصلاة والسلام: إذا قُلْتَ فأوْجِزْ> أي أسْرِع واقْتَصرْ. وكَلامٌ وجِيزٌ: أي خفيفٌ مُقْتَصِد. وأوْجَزْتُه إيجازاً. وقد تكرر في الحديث. {وجس} *فيه <دخلْتُ الجنَّة فسَمِعْتُ في جانِبِها وجْساً، فَقِيلَ: هذا بِلالٌ> الوَجْسُ:: الصَّوتُ الخَفيُّ، وتَوجَّسَ بالشَّيء: أحَسَّ به فتَسَمَّعَ لَهُ. [ه] ومنه الحديث <أنَّه نَهَى عَن الوَجْسِ> هو أن يُجامِعَ الرجُل امْرأَته أو جَارِيتَه والأخرى تَسْمَع حِسَّهُمَا. ومنه حديث الحسن، وقد سُئِل عن ذلك فقال: <كانوا يَكْرِهُون الوَجْس>. {وجع} *فيه <لا تَحِلّ المسْألةُ إلاّ لذِي دَمٍ مُوجِعٍ> هو أنْ يَتَحَمَّل دِيَةً فيَسْعَى فيها حتَّى يُؤدِّيَها إلى أوْلِياء المقْتول، فإن لم يُؤدِّها قُتِل المُتَحَمَّلُ عَنْه، فيُوجِعُه قَتْلُه. (س) وفيه <مُري بَنِيكِ يُقَلِّموا أظفارَهُم أنْ يُوجِعُوا الضُّرُوعَ> أي لِئلا يُوجِعُوها إذا حَلَبُوهَا بأظفارِهِم. {وجف} *فيه <لم يُجِفُوا علي بِخَيْلٍ ولاَ رِكَاب> الإيجَاف: سُرْعَة السَّيْر. وقد أوْجَفَ دَابَّتَه يُوجِفُها إيجافاً، إذا حَثَّها. ومنه الحديث <ليْس البِرُّ بالإيجَاف>. ومنه حديث علي <وَأوْجَف الذِّكْرَ بِلسَانِه> أي حَرَّكه مُسْرِعاً. ومنه حديثه الآخر <أهْوَن سَيرِها (في ا:<سيرهما>.) فيه الوَجِيفُ> هو ضَرْبٌ من السَيْرِ سَريعٌ. وقد وَجَفَ البعِيرُ يَجِف وَجْفاً وَوَجِيفاً. وقد تكرر في الحديث. {وجل} *فيه <وَعَظَنَا مَوْعِظَةً وَجِلَتْ منها القُلوب> الوَجَلُ: الفَزَعُ. وقد وَجِلَ يَوْجَلُ ويَيْجَل، فهو وَجِلٌ. وقد تكرر في الحديث. {وجم} (ه) في حديث أبي بكر <أنه لَقِيَ طلحة فقال: مَا لِي أرَاك وَاجِماً> أي مُهْتَمَّا. والوَاجِم: الذي أسكَته الهَمُّ وعَلَتْه الكآبةُ. وَقَد وَجَمَ يَجِمُ وُجُوماً. وقيل: الوُجُوم: الحُزن. {وجن} [ه] في حديث سَطِيح: تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ * الوَجْنُ والوَجَنُ والوَجِينُ: الأرض الغليظة الصُّلْبة. ويُروَى <وُجْناً> بالضَّم، جَمْع وَجِينٍ. وفي قَصيد كعب بن زهير: وَجْناءُ (في شرح ديوانه ص 13: <قَنْواء>. وقد سبق في (قنا).) في حُرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بها * وفيها أيضا: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرةٌ * الوَجْناء: الغَليظة الصُّلبة. وقيل: العظيمة الوَجْنَتَيْن. (س) ومنه حديث سَواد بن مُطَرِّف <وَأد الذِّعْلِب الوَجْناء>. (س) وفي حديث الأحنف <أنه كان ناتىء الوَجْنة> هي أعلى الخَدِّ. {وجه} (ه س) فيه <أنه ذَكَر فَتناً كوُجوه البَقَر> أي يُشْبِهُ بَعْضُها بَعْضاً، لأنّ وجُوه البَقَر تَتَشابَه كثيرا. أراد أنها فَتِنٌ مُشْتَبهة، لا يُدْرَى كَيْف يُؤتَى لَها. قال الزمخشري: <وعندي أنّ المُرادَ (في الفائق 3/147: <المعنى>) تَأتي نَواطِحَ (ضبط في الأصل، وا: <نواطحُ> بالضم. وضبطته بالفتح من اللسان، والفائق وفيه: <الناس>.) للناس. ومِن ثَمَّ قالوا: نَواطِحُ الدَّهْرِ، لِنوائِبه>. وفيه <كانت وُجوه بُيُوتِ أصحابه شارِعةً في المسجد> وجهُ البيت: الحَدُّ الذي يكون فيه بابُهُ: أي كانت أبوابُ بُيوتِهم في المسجد، ولذلك قيل لِحدّ البيت الذي فيه البابُ: وجهُ الكعبة. (س) وفيه <لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أو لَيُخالِفنَّ اللَّهُ بيْن وُجُوهِكم> أراد وُجوه القُلوب، كحدِيثه الآخَر <لا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قَلوبُكُم> أي هَواها وإرادتُها. وفيه <وُجِّهَتْ لي أرضٌ> أي أُرِيتُ وجهَها، وأُمِرْتُ باسْتِقبالِها. ومنه الحديث <أين تُوَجِّه؟ > أي تُصلِّي وتُوَجِّه وَجهَك. والحديث الآخر <وَجَّه ها هنا> أي تَوجَّه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث أبي الدَّرْداء <ألا تَفْقَهُ (في الأصل: <لا تَفْقَهْ> وفي اللسان: <لا تَفْقَهُ> وما أثبتُّ من:ا، والنسخة 517 وفيها: <ألا تَفَقَّهْ> بالتشديد) حتى تَرى لِلقرآن وُجوها> أي تَرى له مَعَانِيَ يَحْتَملُها، فتَهابُ الإقْدامَ عليه. (ه) وفي حديث أهلِ البيت <لا يُحِبُّنا الأحْدبُ المُوجَّه> هو صاحب الحَدَبَتيْن مِن خَلْف ومن قُدّام. (ه) وفي حديث أم سَلَمة <قالت لعائشة حين خَرَجَت إلى البَصرة: قد وَجَّهْتِ سِدافَتَه> أي أخْذتِ وجْهاً هَتَكْتِ سِتْركِ فيه. وقيل (القائل هو القتيبي، كما ذكر الهروي): معناه: أزَلْتِ سِدافَتَه، وهي الحِجاب من الموضِع الذي أُمِرْتِ أن تَلْزَمِيه وجَعَلْتِهَا أمَامَكِ. والوجه: مُسْتَقْبَل كلِّ شيء. وفي حديث صلاة الخوف <وطائِفةٌ وِجاهَ، وُجاهَ العَدُوّ> أي مُقابِلَهم وحِذاءَهُم. وتُكْسَر الواو وتُضَمّ. وفي رواية <تُجَاهَ، تِجَاهَ العَدُوّ> والتاء بدلٌ مِن الواوِ، مثلها في تُقاة وتُخَمة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث عائشة <وكان لَعَليّ وجهٌ منَ الناس حَياةَ فاطمة> أي جاهٌ وَعزٌ، فَقَدَهُما بَعْدَها. {وحد} *في أسماء اللَّه تعالى <الواحدُ> هو الفَرْد الذي لم يَزل وحْدَه؛ ولم يكن معه آخَرُ. قال الأزهري: الفَرْق بين الواحِد والأحَدِ أنّ الأحَد بُنِيَ لِنَفْي ما يُذْكَر مَعَه من العَدَد، تقول: ما جاءَني أحدٌ، فالواحِد اسمٌ بُنِيَ لِمُفْتَتَح العدد، تقول: جاءني واحِدٌ من الناس، ولا تَقول: جاءَني أحدٌ، فالواحِد مُنْفَرِد بالذَّات، في عَدم المِثْل والنَّظير، والأحدُ مُنْفَرِد بالمعنى. وقيل: الواحد: هو الذي لا يَتَجَزَّأ، ولا يُثَنَّى، ولا يَقْبَل الانقِسام، ولا نَظيرَ له ولا مِثْل. ولا يَجْمَع هذين الوَصْفَين إلا اللَّهُ تعالى. (س) وفيه <إنّ اللَّه تعالى لم يَرْضَ بالوحدانيَّة لأحدٍ غيرِه، شِرارُ أمّتِي الوَحدانيُّ المُعْجِب بدِينه المُرائي بعَمَلَه > يُريد بالوَحْدانِيّ المُفارِقَ للجَماعة، المُنْفَرِدَ بِنَفسِه، وهو منسوب إلى الوَحْدة: الانفِراد، بزيادة الألِف والنون، للمُبالَغة. وفي حديث ابن الحنْظَليَّة <وكان رجلا مُتَوَحِّدا> أي مُنْفَرِداً، لا يُخالِط الناس ولا يُجالِسُهم. (س) ومنه حديث عائشة، تَصفُ عُمر <لِلَّهِ أمٌّ حَفَلَت عليه وَدَّرَتْ، لَقَدْ أوْحَدَتْ به> أي وَلَدَتْه وَحِيداً فَرِيدا، لا نَظيرَ له. وفي حديث العِيد <فصَلَّينا وُحْداناً> أي مُنْفَرِدين، جَمْع واحِد، كَراكِبٍ ورُكْبانٍ. (س) وفي حديث حذيفة <أوْ لُتُصَلُّنّ وُحْداناً>. وفي حديث عُمر <مَنْ يَدُلُّني عَى نَسِيج وَحْدِهِ؟> (س) ومنه حديث عائشة تَصِف عُمر <كان نَسِيجَ وَحْدِه> يُقال: جَلَسَ وَحْدَه، وَرأيتُه وَحْدَه: أي مُنْفَرِداً، وهو مُنْصُوب عند أهْل البصرة علىالحال أو المَصْدر، وَعِند أهْل الكُوفَة على الظَّرْف، كأنَّك قُلْتَ أوْحَدْتُه بُرؤَيتِي إيحَاداً: أي لم أرَ غَيْره، وهو أبداً مَنْصوب ولا يضاف إلا في ثَلاثَة مَواضِع: نَسيجُ وحْدِه، وهو مَدْحٌ ، وجُحَيْشُ وَحْدِه، وَعُيَيْرُ وَحْدِه، وَهُمَا ذَمٌّ. وَرُبَّما قالوا: رُجَيْلُ وَحْدِه، كأنك قلت: نَسِيجُ أفْرَاد. {وحر} *فيه <الصَّومُ يُذْهِب وَحَرَ الصَّدْر> هُو بالتَّحريك: غِشُّه ووَساوِسُه. وقيل: الحِقْد والغَيْظ. وقيل: العَداوَة. وقيل: أشدّ الغَضَب. (ه) وفي حديث المُلاعَنَة <إن جاءَت به أحْمرَ قَصِيراً مِثْلَ الوَحَرَة فقَد كَذَب عَلَيها> هي بالتَّحريك: دُوَيْبَّة كالعَظَاءةِ تَلْزَق بِالأرض. {وحش} (ه) فيه <كان بَيْن الأوْس والخَزْرَج قِتالٌ، فَجاء النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، فلمَّا رَآهُم نَادَى <يا أيُّها الذَّين آمَنُوا اتَّقوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِه> الآيات، فَوَحَّشُوا بأسْلِحَتِهم، واعْتَنَق بَعْضُهم بَعْضاً> أي رَمَوْها. (ه) ومنه حديث عليّ <أنه لَقِيَ الخَوارِج فَوَحَّشُوا بِرمَاحِهم واسْتَلُّوا السُّيوف>. ومنه الحديث <كان لِرَسُول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خاتَمٌ مِنْ ذَهَب، فَوَحَّشَ بيْن ظَهْرَانَيْ أصْحابِه، فَوحَّش النَّاسُ بِخَواتِيمهم>. والحديث الآخر <أنه أتاهُ سَائلٌ فأعطاه تَمْرةً فَوحَّش بها>. (ه) وفيه <لقد بِتْنَا وَحْشَيْنِ (في اللسان: <وَحْشينَ>) مَالَنا طَعَام> يقال: رَجُلٌ وَحْشٌ، بالسكون، مِن قَومٍ أوْحَاشٍ، إذا كان جائعاً لا طَعَامَ لَه، وقد أوْحَشَ، إذا جَاعَ، وتَوحَّشَ للدَّواء، إذا احْتَمَى (في اللسان: <وتوحَّش فلان للدواء، إذا أخلة مَعِدَته>) لَهُ. وجاء في رواية التِّرمِذيِّ <لقد بِتْناَ لَيْلَتَنا هَذِهِ وَحْشى> كأنه أراد جَماعِةً وَحْشىَ (في اللسان: <جماعةَ وَحْشِيّ> (ه) وفيه <لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعرُوف؛ ولو أنْ تُؤنِسَ الوَحْشَان <الوَحْشَانُ: المُغْتَمُّ وقومٌ وَحَاشَى، وهُو فَعْلان، من الوَحْشَةِ: ضدّ الأُنْس. والوَحْشة: الخَلْوَة والهَمّ. وأوْحَشَ المكانُ، إذا صار وَحْشاً. وكذلك تَوَحَّشَ. وقد أوْحَشْتُ الرَّجُلَ فاسْتَوْحَشَ. (س) وفي حديث عبد اللَّه <أنه كان يَمْشِي مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الأرضِ وَحْشاً> أي وحْدَه ليس مَعه غيره. ومنه حديث فاطمة بنت قيس <أنّها كانت في مكانٍ وَحْشٍ، فخِيفَ على ناحِيتَها> أي خَلاءً لا سَاكِنَ به. ومنه حديث المدينة <فيَجِدَانِها (في الأصل، وا، واللسان: <فيجدانه> والتصويب من صحيح البخاري (باب من رغب عن المدينة، من كتاب الحج> وصحيح مسلم (باب في المدينة حين يتركها أهلها، من كتاب الحج) قال النووي 9/161: <قيل: معناه يجدانها خَلاءً، أي خالية ليس بها أحد. قال إبراهيم الحربي: الوحش من الأرض: هو الخلاء. والصحيح أن معناه يجدانها ذات وحوش، كما في رواية البخاري> وانظر زيادة شرح في النووي) وَحْشاً> كذا جَاء في رِواية مُسْلم. (س) ومنه حديث ابن المسيّب <وسُئل عن المَرأة وهي في وَحْشٍ من الأرض>. (س) وفي حديث النَّجاشيِّ <فنَفَخَ في إحْليلِ عُمَارة فاسْتَوْحش> أي سُحِر حَتى جُنّ فصَار يَعْدو مَع الوَحْش في البَرِّيَّة حتى مَات. وفي رواية <فَطار مَعَ الوحْش> {وحف} (س) في حديث ابن أُنَيْسٍ <تَناهَى وَحْفُها> يقال: شَعْرٌ وَحَفٌ وَوَحَفٌ: أي كثيرٌ حَسَن. وقد وحُفَ شعْرُه، بالضم. {وحل} (س) في حديث سُراقة <فَوَحِلَ بي فَرَسي وإني لَفِي جَلَدٍ من الأرض> أي أوْقَعَني في الوَحَل، يُريد كأنه يَسير بي في طِينٍ، وأنا في صُلْب من الأرض. ومنه حديث أسْرِ عُقبة بن أبي مُعَيط <فوَحِلَ به فَرسُه في جَدَدٍ من الأرض> قال الجوهري: <الوَحَل بالتحريك: الطين الرقيق. والمَوْحَل، بالفتح: المصْدر، وبالكسر: المكان. والوَحْل بالتسكين لغة رَديئة. ووَحِل، بالكسر: وَقَع في الوَحَل. وأوَحَلَه غيره> إذا أوقَعَه فيه والجَدَدُ: ما اسْتَوى من الأرض. {وجم} (ه) في حديث المولد <فَجَعَلت آمِنةُ أمُّ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم تَوْحَمُ> أي تَشْتَهي اشْتِهاءَ الحامِل. يُقال: وَحِمَتْ تَوْحَمُ (في الأصل، وا <وحَمَتْ تَوْحِمُ> وأثبتُّ ضبط اللسان. قال في القاموس: <وقد وَحِمَتْ كوَرِثَتْ ووَجِلَتْ>) وَحَماً فهي وَحْمَى بَيِّنة الوِحامِ. {وحوح} في شعر أبي طالب يَمْدَح النبي صلى اللَّه عليه وسلم: حتى يُجالِدَكم عنه وَحَاوِحةٌ ** شِيبٌ صَنادِيدُ لا تَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ. هي جَمْع وَحْوَح، أو وَحْوَاح، وهو السَّيّد، والهاء فيه لتأنيث الجَمع. (س) ومنه حديث الذي يَعْبُر الصِّراط حَبْواً <وهم أصحابُ وَحْوَح> أي أصحابُ مَن كان في الدنيا سيّدا. وهو كالحديث الآخر <هَلَك أصحاب العُقْدة> يعني الأمَراء. ويجوز أن يكون من الوَحْوَحة، وهو صَوْت فيه بُحُوحة، كأنه يعني أصحابَ الجِدال والخِصام والشَّغَب في الأسواق وغيرها. ومنه حديث علي <لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْرِي حَسُّكم إيَّاهم بالنِّصال>. {وحا} (ه) في حديث أبي بكر <الوَحَا الوَحَا> أي السُّرْعَةَ السُّرْعَةَ، ويُمَدّ ويُقصر. يقال: تَوَحَّيْتُ تَوَحِّياً، إذا أسرَعْتَ، وهو منصوب على الإغْراء بفعلٍ مُضْمَر. ومنه الحديث <إذا أرَدْتَ أمْراً فَتَدَبَّرْ عاقِبَتَه، فإن كانت شَرّاً فانْتَهِ، وإن كانت خَيْرا فَتَوحَّهْ> أي أسرِع إليه. والهاء للسَّكْت. (س) وفي حديث الحارث الأعور <قال عَلْقَمة: قَرأتُ القرآن في سَنَتَين، فقال الحارث: القرآن هَيّنٌ، الوَحْيُ أشدّ منه> أراد بالقرآنِ القراءةَ، وبالوَحْي الكِتابةَ والخَطّ. يقال: وحَيْتُ الكتابَ وَحْياً فأنا وَاحٍ. قال أبو موسى: كذا ذكره عبد الغافِر. وإنما المَفْهُوم من كلام الحارث عند الأصحاب شيءٌ تَقولُه الشَّيعة أنه أوحِيَ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم شيءٌ فخَصَّ به أهل البيت واللَّه أعلم. وقد تكرر ذكر <الوَحْي> في الحديث. ويَقَع على الكِتابة، والإشارة، والرِّسالة، والإلْهام، والكلام الخفِيِّ. يُقال: وحَيْتُ إليه الكلامَ وأوْحَيْتُ. {وخد} (س) في حديث وَفَاة أبي ذر <رَأى قوماً تَخِدُ بهم رَواحِلُهم> الوَخْد: ضَرْب من سَيْر الإبل سريعٌ. يقال: وَخَد يَخِدُ وَخْداً. وفي حديث خيبر ذكْر <وَخْدةَ> هو بفتح الواو وسكون الخاء: قَرْيَةٌ من قُرَى خَيْبَر الحَصِينة، بها نَخْل. {وخز} (ه) فيه <فإنه وَخْزُ إخوانِكم من الجِنّ> الوَخْزُ: طَعْن ليس بنافِذ. ومنه حديث عَمْرو بن العاص، وذَكَر الطاعون، فقال <إنما هو وَخْزٌ من الشيطان> وفي رواية <رِجْز>. (ه) وفي حديث سليمان بن المُغيرة <قلت للحَسن: أرأيَت التَّمر والبُسْر أيُجْمَع بينَهما؟ قال: لا. قُلْت: البُسْر الذي يكون فيه الوَخْز> أي القليل من الإرْطاب. شَبَّهَه في قِلَّته بالوخْزِ في جَنْب الطَّعن. {وخش} (ه) في حديث ابن عباس <وإنّ قَرْنَ الكَبْش مُعَلَّقٌ في الكَعْبة قد وَخُش> وفي رواية <إن رأسَه مُعَلَّق بقَرْنَيه في الكعبة وَخُشَ> أي يَبِسَ وتَضاءَلَ. يقال: وَخُش الشيء، بالضَّم وُخُوشةً: أي صار رَدِيئاً. والوَخْش من الناس: الرَّذْلُ، يَسْتَوي فيه المُذَكَّر والمؤنَّث، والواحد والجَمْع. {وخط} *في حديث معاذ <كان في جِنَازة فلما دُفِنَ الميِّت قال: ما أنْتُم بِبَارِحين (في ا: <بنازحين>) حتى يَسْمَعَ وَخْطَ نِعالِكم> أي خَفْقَها وصَوْتَها على الأرض. (ه) ومنه حديث أبي أُمامة <فلما سَمِع وَخْطَ نِعالنا>. {وخف} (ه) في حديث سَلْمان <لما احْتُضِر دَعَا بِمِسْك ثم قال لامْرَأته: أوْخفِيه في تَوْرٍ وانْضَحيه حَوْلَ فِراشِي> أي اضْرِبيه بالماء. ومنه قيل للخِطْمِيّ المَضْروب بالماء وَخِيف. ومنه حديث النَّخَعِيّ <يُوخَفُ للميِّت سِدْرٌ فيُغْسَل به> ويقال للإناء الذي يُوخَف فيه: مِيخَفٌ. (ه) ومنه حديث أبي هريرة <أنه قال للحَسن بن علي: اكْشِف لي عن المَوْضِع الذي كان يُقَبّله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منك، فكَشَف له عن سُرَّته كأنها مِيخَفُ لُجَيْن> أي مُدْهُنُ فِضَّة. وأصله: مِوْخَف. فقُلِبَت الواو ياءً لِكسْرة الميم. {وخم} *في حديث أمّ زَرْع <لا مَخافَةَ ولا وَخَامَة> أي لا ثِقَلَ فيها. يقال: وَخُمَ الطَّعامُ، إذا ثَقُل فلم يُسْتَمْرأْ، فهو وَخِيم. وقد تكون الوَخامَة في المعاني. يُقال: هذا الأمرُ وَخِيمُ العاقبة: أي ثَقيلٌ رَدِيء ومنه حديث العُرَنِيِّين <واسْتَوخَمُوا المدينة> أي اسْتَثْقَلوها، ولم يُوَافِق هَواؤها أبْدانَهم. (س) والحديث الآخر <فاسْتَوْخَمنا هذه الأرضَ>. {وخا} (ه) فيه <قال لهما: اذْهَبا فَتَوخَّيا واسْتَهِما> أي اقْصِدا الحقَّ فيما تَصْنَعانِه من القسْمة، وليأخُذْ كُلُّ واحِدٍ منكُما ما تُخْرجُه القُرْعة من القِسْمَة. يقال: تَوَخَّيْتُ الشيءَ أتوَخَّاه تَوخِّياً، إذا قصَدْتَ إليه وتعَمَّدت فِعْلَه، وتَحرَّيْت فيه. وقد تكرر ذكره في الحديث.
|