الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **
وهي جمع إخوانية نسبة إلى الإخوان جمع أخ والمراد المكاتبات الدائرة بين الأصدقاء وفيه طرفان الطرف الأول في رسوم إخوانيات السلف من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وهي في الغالب لا تخرج عن ضربين الضرب الأول أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب عنه وكان رسمهم فيه أن تفتتح المكاتبة بلفظ من فلان إلى فلان سلام عليك إني أحمد الله الذي لا إله إلا هو فلما كانت خلافة الرشيد وأمر أن يزاد هنا في السلطانيات وأسأله أن يصلي على سيدنا محمد عبده ورسوله كما تقدم في موضعه جرى الكتاب في الإخوانيات على ذلك أيضاً وكان الخطاب يجري بينهم في ذلك بأنا وأنت ولي ولك وعندي وعندك وما أشبه الضرب الثاني أن تفتتح المكاتبة باسم المكتوب إليه تفخيماً لأمره وتعظيماً لشأنه الافتتاح بتفخيم اسم المكتوب إليه وكان رسمهم في ذلك أن يفتتحوا المكاتبة بلفظ إلى فلان من فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وباقي الكتاب على ما تقدم في الضرب الأول في الخطاب والختام وغيرهما. الطرف الثاني في رسوم الإخوانيات المحدثة بعد السلف وفيه ثلاثة مقاصد المقصد الأول في رسوم إخوانيات أهل المشرق وفيه أربعة مهايع
الأسلوب الأول: أن تفتتح المكاتبة بالدعاء وعليه اقتصر أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب وكان على رأس الثلثمائة في خلافة الراضي وقد تقدم في الكلام على مقدمات المكاتبات نقلاً عن مواد البيان أن الأدعية كانت في الزمن الأول تستعمل فيما يتعلق بأمر الدين مثل قولك: أكرمه الله وحفظه الله ووفقه وحاطه وما أشبه ذلك فعدل عنها قصداً للإجلال والإعظام إلى الدعاء بإطالة البقاء وإدامة العز وإسباغ النعمة ونحو ذلك مما يتنافس فيه أبناء الدنيا جرياً على عادة الفرس. ثم رتبوا الدعاء على مراتب فجعلوا أعلاها الدعاء بإطالة البقاء ثم بإطالة العمر ثم بالمد وكذلك سائر المكاتبات على ما تقدم بيانه هناك. ثم هو على ستة أضراب: الضرب الأول: المكاتبة من المرؤوس إلى الرئيس وهو على صنفين الصنف الأول: المكاتبة إلى الأمراء. قد ذكر النحاس أنه يقال في افتتاح مكاتباتهم: أطال الله بقاء الأمير فإذا أردت أجل ذلك كله كتبت: أطال الله بقاء الأمير في أعز العز وأدوم الكرامة والسرور والغبطة وأتم عليه نعمته في علو الدرجة وشرف من الفضيلة وتتابع من الفائدة ووهب له السلامة والعافية في الدنيا والآخرة وبلغ بالأمير أفضل ما تجري إليه همته وتسمو إليه أمنيته أو بلغ بالأمير أفضل شرف العاجل والآجل وأجزل له ثواب الآخرة. ثم قال: ومن الدعاء له: أطال الله بقاء الأمير في عز قاهر وكرامة دائمة ونعمة سابغة وزاد في إحسانه إليه والفضيلة لديه ولا أخلى مكانه منه. قال: ومنه أطال الله بقاء الأمير وأدام عزه وتأييده وعلوه وتمكينه وكبت عدوه. ثم ذكر أدعية أخرى للأمراء عن الفضل بن سهل. منها أطال الله بقاء الأمير ومكن له في البسطة وتزايد النعمة وزاده من الكرامة والفضيلة والمواهب الجليلة في أعز عز وأدوم سلامة وأسبل عافية ومنها: أطال الله بقاء الأمير وأدام له الكرامة مرغوباً إليه وزاد في إحسانه لديه وأتم نعمته عليه ووصل له خير العاجل بجزيل الآجل. الصنف الثاني: المكاتبة إلى القضاة. وقد قال النحاس: أنه يدعى للقاضي بمثل ما يدعى به الأمير غير أنه يجعل مكان الأمير القاضي إلا أن الفضل بن سهل قال: يدعى لقاضي القضاة أطال الله بقاء القاضي وأدام عزه وكرامته ونعمته وسلامته وأحسن من كل جميل زيادته وألبسه عفوه وعافيته وإنه يدعى له أيضاً: أطال الله بقاء القاضي في عز وسعادة وأدام كرامته وأحسن زيادته وأتم نعمته عليه في أسبغ عافية وأشمل سلامة. قال: وقال غير الفضل: إن الكفء يكاتب كفأه ومن كان خارجاً من نعمته: أدام الله بقاءك أيها القاضي. الضرب الثانيالمكاتبة من الرئيس إلى المرؤوس كالمكاتبة عن الوزير وقاضي القضاة وغيرهما قال النحاس: وهي على مراتب أعلاها في حق المكتوب إليه أطال الله بقاءك وأدام عزك وأكرمك وأتم نعمته عليك وإحسانه إليك وعندك. ودونه: أطال الله بقاءك وأعزك وأكرمك وأتم نعمته عليك وعندك. ودونه: أدام الله عزك وأطال بقاءك وأدام كرامتك وأتم نعمته عليك وأدامها لك. ودونه: أعزك الله ومد في عمرك وأتم نعمته عليك وما بعده على توالي الدعاء الذي تقدم. ودونه: أكرمك الله وأبقاك وأتم نعمته عليك وأدامها لك. ودونه: أن تسقط وأدامها لك. ودونه: أبقاك الله وحفظك وأتم نعمته عليك وأدامها لك. ودونه: أن تسقط وأدامها لك. ودونه: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك. ودونه: عافانا الله وإياك من السوء. قال في صناعة الكتاب: هذا إذا جرى الأمر على نسبته ولم تتغير الرسوم وإلا فقد تعرض أن يكون في الدولة من هو متقدم على الوزير أو مساوى به فتتغير الكتابة فقد كان عبد الله بن سليمان يعني وزير المعتضد يكاتب أبا الجيش يعني خمارويه بن أحمد بن طولون: أطال الله يا أخي بقاك إلى آخر الصدر للمصاهرة التي كانت بين أبي الجيش وبين المعتضد ولأن المعتضد كناه. ثم قال: فإن كان الرئيس غير الوزير فلربما زاد في مكاتبته زيادة لمن له محل فيزيده ويكاتبه بزيادة التأييد ودوام العز. قال: ويدعى للفقهاء: أدام الله بقاءك في طاعته وسلامته وكفايته وأعلى جدك وصان قدرك وكان لك ومعك حيث لا تكون لنفسك. أو أدام الله بقاءك في أسر عيش وأنعم بال وخصك بالتوفيق لما يحب ويرضى وحباك برشده وقطع بينك وبين معاصيه أو طال الله بقاءك بما أطال به بقاء المطيعين وأعطاك من العطاء ما أعطى الصالحين. أو أكرمك الله بطاعته وتولاك بحفظه وأسعدك بعونه وأيدك بنصره وجمع لك خير الدنيا والآخرة برحمته إنه سميع قريب أو: تولاك من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وكان لك من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم. أو: أكرم الله عن النار وجهك وزين بالتقوى تجملك. أو: أكرمك الله بكرامة تكون لك في الدنيا عزاً وفي الآخرة من النار حرزاً. الضرب الثالث المكاتبة إلى النظراء والمخاطبة فيه بالكاف قال في الصناعة الكتاب وأعلى ما يكتب في ذلك يعني بالنسبة إلى المكتوب إليه يا سيدي أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك إلى آخر الصدر. ودونه: أطال الله يا سيدي بقاءك. ودونه يا سيدي وأخي أطال الله بقاءك. ودونه: أدام الله يا أخي بقاءك. الضرب الرابع المكاتبة الأبناء والخطاب فيه بالكاف قال في صناعة الكتاب يكتب الرجل إلى ابنه: بأبي أنت أو: فداك أبوك. أو: مات قبلك. أو: أسأل الله عز وجل حفظك وحياطتك ورعايتك. أو: أرشدك الله أمرك. أو: أحسن البلاغ بك. أو: بلغ الله بك أفضل الأمل وأتم السرور بك وجعلك خلفاً صالحاً وبقية زاكية. قال النحاس: يدعى لهم: صرف الله السوء عنك وعن حظي منك أو: أطال الله بقاء النعمة عليك وعلي فيك أو: جعلت أنا وطارفي وتالدي فداك. أو: ملاني الله إخاءك وأدام الله بقاءك. أو: أستودع الله عز وجل ما وهب لي من خلتك ومنحني من إخوتك وأعزني به من مودتك. أو: حاط الله حظي منك وأحسن المدافعة عنك. أو: ببقائك متعت وفقدك منعت. أو: نفسي تفديك والله يبقيك ويقيني الأسواء فيك. أو: ملاني الله النعمة ببقائك وهنأني ما منحني من إخائك. أو: أبقى الله النعمة لي ببقائها لك وبلغتها بك. أو: وفر الله حظي منك كما وفر من المكارم حظك. أو: ملاني الله ببقاك كما منحني إخاك. أو: دافع الله لي وللمكارم عن حوبائك وأمتعني ببقائك وجمع أملي فيك بجمعه المكارم لك. أو: زادك الله من النعم حسب تزايد البر لإخوانك وبلغ بك أملهم كما بلغ بهم آمالهم فيك. الضرب السادس المكاتبة إلى النساء قد ذكر النحاس أنهن يكاتبن على نظير ما تقدم من مكاتبة الرئيس والمرؤوس والنظير غير انه قد وقع في الاصطلاح من بعضهم أنه لا يقال في مكاتبتهن: وكرامتك ولا أتم نعمته عليك ولكن أتم نعمته لديك ولا فضله عندك ولا سعادتك ولا فعلت ولا أن تفعلي ولكن إن رأيت أن تمني بذلك مننت به وما أشبه ذلك وقد تقدم في الكلام على مقدمات المكاتبات بيان كراهتهن قلت: ثم راعى الكتاب في تعظيم المكتوب إليه أن عدلوا عن خطابه بالكاف عن نظير خطاب المواجهة إلى المعنى الغيبة فقالوا: له وإليه وعنده ونحو ذلك وخصوا الخطاب بالكاف بأدنى المراتب في حق المكتوب إليه. على أنه قد تقدم من كلام النحاس إنكار ذلك على من اعتمده محتجاً عليه بأنه أعظم من الله تعالى مع أنه يقال في الدعاء يا الله ونحو ذلك. وقد ذكر ابن حاجب النعمان في كتابه ذخيرة الكتاب أدعية مرتبة على الغيبة وقال: أعلاها أطال الله بقاءه وأدام تمكنه وارتقاءه ورفعته وسناءه وكبت عدوه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام تأييده وعلاه وتمهيده وكبت عداه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام تأييده وحرس حوباءه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام تأييده ونعماه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام نعماه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام عزه. ودونه: أطال الله بقاه وأدام توفيقه وتسديده. ودونه: أطال الله بقاه وأدام سداده وإرشاده. ودونه: أطال الله بقاه وأدام حراسته. ودونه: أدام الله تأييده. ودونه وأدام الله توفيقه. ودونه: أدام الله عزه وسناءه. ودونه: أدام الله عزه. ودونه: أدام الله حراسه. ودونه: أدام الله كرامته. ودونه: أبقاه الله. ودونه: حفظه الله. ودونه أعزه الله. ودونه: سلمه الله. ودونه: رعاه الله. ودونه: عافاه الله. وعلى معنى الغيبة يقال في الدعاء: أطال الله بقاء الأمير أو بقاء القاضي أو بقاء سيدي أو بقاء مولاي وما أشبه ذلك من كل رتبة بحسبها. واعلم أن الذاهبين من الكتاب إلى إجراء المخاطبة في المكاتبة على معنى الغيبة كما هو طريقة ابن حاجب النعمان وغيره يعبرون عن المكتوب إليه بلقبه الخاص: كالوزير والأمير والحاجب والقاضي كسيدنا ومولانا على لفظ الإفراد كسيدي ومولاي وينعتون المكتوب إليه بالجليل أو الحاجب الجليل ويجعلون الإفراد دون ذلك في الرتبة فيقولون: سيدي أو مولاي الأمير الجليل أو الحاجب الجليل ونحو ذلك. ثم توسعوا في ذلك فجعلوا الدعاء متوسطاً كلام الصدر على القرب من الابتداء مقدمين بعض كلام الصدر عليه ومؤخرين بعضه عنه مثل أن يقال في المكاتبة بشكر: إذا كان الشكر أطال الله بقاء سيدنا الأمير فلان ترجمان النية ولسان الطوية وشاهد الإخلاص وعنوان الاختصاص وسبباً إلى الزيادة وطريقاً إلى السعادة وكانت معارفه قد أحاطت بمعادنه واستولت على محاسنه فألسن آثارها من الصمت أفصح من لسانه وبيانها مع الجحود أبلغ من بيانه ونحو ذلك. ثم أحدثوا اصطلاحاً آخر أضافوه إلى الاصطلاح الأول فقدموا على الدعاء لفظ كتابنا أو لفظ كتابي رتبة دون رتبة مثل أن كتبوا: كتابنا أطال الله بقاء الأمير ونحن على أفضل ما وعدنا الله من النظام الأمور وسدادها واستقامتها بحضرتنا واطرادها أو كتابي أطال الله بقاء مولاي الحاجب عن سلامة ينغصها فقدك وينتقصها فراقك وما يجري مجرى ذلك. وربما أبدلوا لفظ كتابنا أو كتابي بلفظ كتبت بصيغة الفعل وربما ابتدءوا بلفظ أنا ونحوه ثم خرج بهم الاختيار إلى المصطلحات اصطلحوا عليها مع بقاء بعض المصطلح القيم فخاطبوا بالحضرة تارة وبالخدمة تارة وبالمجلس أخرى فكتبوا كتابي أطال الله بقاء حضرة سيدنا الوزير أو سيدنا الأمير ونحو ذلك أو أسعد الله الحضرة أو أسعد الله الخدمة أو ضاعف الله جلال الخدمة أو أعز الله أنصار الخدمة وربما كتبوا: صدرت هذه الخدمة إلى فلان. وقد يكتبون: صدرت هذه الجملة إلى غير ذلك من تفنناتهم التي لا يسع استيعابها ولا يمكن اجتماع متفرقها. قلت: وبالجملة فضبط صدور الإخوانيات وابتداءاتها على هذا المصطلح غير ممكن لاختلاف مذاهبهم في ذلك والذي تحصل لي من كلام النحاس وابن حاجب النعمان وترسل أبي إسحاق الصابي والعلاء بن موصلايا وأبي الفرج الببغاء وغيرهم نمن الكتاب المجيدين أن الغالب في المكاتبات الدائرة بين الأعيان الدول على سبعة أساليب: الأسلوب الأول: أن تفتتح المكاتبة بالدعاء: كما كتب أبو إسحاق الصابي إلى صاحب إسماعيل بن عباد بالشكر والتشوق: أطال الله بقاء سيدنا الصاحب الجليل في سلامة دنيا ودين ونفاذ أمر وتمكين وتمام عز وتأييد وثبات وطأة وتمهيد وعلو قدر وسلطان وتعاظم خطر وشان وتولاه في نفسه وأوليائه بأحسن ما عرف وألف من نعم دارة الحلب متفرعة الشعب محمية الجهات والجوانب محجوبة عن النوائب والشوائب وأراه في حساد فضائله وكفار فواضله وما عوده فيهم من شقاء جدودهم وفلول حدودهم وحلول النكال بهم وإثبات العصمة منهم وجعل حكمه قطباً لمدار الأفلاك ونهجاً لمجاري الأقدار فلا ينزل منها محبوب مطلوب إلا توجه إليه ونحاه ولا محذور إلا أعرض عنه وتحاماه ثم كان برؤوس معانديه حلوله وبرقابهم إحاطته وفوق ظهورهم محمله وعلى صدورهم مجثمه أمراً جزماً قضاه الله له وخصه به وأعطيته الأيام عليه عهد أمانها وأمرت له به عقد ضمانها عاطفة عليه بطاعتها ومواتاتها مغضية له عن نوائبها ونبواتها وحقيق عليه جل اسمه أن يفعل ذلك به ويسمع هذا الدعاء فيه إذ كان مرفوعاً إليه في أوفر عباده فضلاً وأغمرهم نيلاً وأجزلهم أدباً وأكثرهم حسباً وأعملهم بطاعته وأولاهم بإحسانه ومعونته. كتبت هذا الكتاب أطال الله بقاء سيدنا الصاحب الجليل ثم انخرط في سلك مقصده إلى آخره. الأسلوب الثاني: أن يتوسط الدعاء صدر الكتاب بعد الابتداء بكلام مناسب الحال. كما كتب أبو إسحاق الصابي أيضاً عن بعض الأمراء إلى أمير آخر مبشراً بفتح: ومن أعظم النعم أطال الله بقاء مولانا الأمير الجليل خطراً وأحسنها أثراً نعمة سكنت ثورة وأطفأت فورة وعادت على الناس بجميل الصنع وجليل النفع ونظام الأمور وصلاح الجمهور فتلك التي يجب أن يكون الشكر عليها مترادفاً الاعتداد بها متضاعفاً بحسب ما أزالت من المضرة وجددت من المسرة وأماطت من المحذور ونشرت من المأمول. وحقيق على الناس أن يعرفوا حقها ويوفوها من حمد الله قسطها ويتنجزوه وعده الحق أدائها وإطالة الإمتاع بها والحمد لله على أن جعلنا ممن يعرف ذلك ويهتدي إليه ويعتقده وينطوي عليه ويؤدي فرض الاجتهاد في الاستدامة والاستزادة منه وأن خصنا من هذه النعم بذوات الفضل السابغ والظل الماتع الجامعة لكتب العدو ومساءته وابتهاج الولي ومسرته وهو المسؤول جل اسمه وعز ذكره أن لا يسلبنا ما ألبسناه من سرابيلها وأجرناه من فضل ذيولها وعودناه من جلالة أقدارها وتعاظم أخطارها ولا يعدمنا معونة منه على بلوغ أقصى الوسع في الاعتداد بها ومنتهى الطوق في البشر لها بمنه وطوله وقوته وحوله. وقد عرف مولانا الأمير فلان ما كان من كذا وكذا ثم أتى على ذكر الفتح إلى آخره. الأسلوب الثالث: أن يفتتح الكتاب بلفظ كتابي كما كتب الصابي عن الوزير أبي عبد الله الحسن بن سعدان إلى فخر الدولة بن بويه في بشارة الفتح: كتابي أطال الله بقاء مولانا الأمير الجليل فخر الدولة ومولانا الملك السيد صمصام الدولة وشمس الملة جار على أفضل حال جمع الله بينهما في تمام عز ونصر ونفاذ أمر ونهي وعلو كلمة ورأي وسبوغ موهبة ونعمة وشكر الله يستزيد من فضله ويستدر المادة من طوله وأنا جار فيما أحمله من أعباء خدمتهما وأتولاه من تعظم شؤونهما على أجمل ما عود الله وزراء هذه المملكة المناصحين لها وأوليائها المحامين عنها من هداية إلى مراشد الأمور وتوفيق لصواب التدبير والحمد لله رب العالمين وقد كان كذا وكذا. الأسلوب الرابع: أن يفتتح الكتاب بلفظ كتبت كما كتب الصابي إلى صاحب الجيش في تعزية: كتبت أطال الله بقاء سيدنا صاحب الجيش والعين عبرى والكبد حرى والصبر مسلوب والعزاء مغلوب والفجيعة في سيدي فلان نضر الله وجهه وكرم منقلبه التي هدت الجلد وفتت في العضد وبسطت عذر الجزوع وهجنت حلم الحليم فإنا لله وإنا إليه راجعون وإلى أمره صائرون وعند الله نحتسبه غصناً ذوى وشهاباً خبا وعلق مضنة علقت به أيدي النوائب وتخيرته سهام المصائب وقارنت بين قلوب الأباعد والأقارب والخواص والعوام في التألم لفقده والاستيحاش لمصرعه والكآبة لوقوع المحذور به وعز علي ان يجري لساني بهذا القول ويدي بهذا الخط إلى آخر المكاتبة. الأسلوب الخامس: أن يفتتح بالخطاب كما كتب صاحب ديوان الإنشاء في زمن المسترشد عن أيها السيد الرئيس المحامي عن سربه والذي قصر إلا في المعالي رب ناء بجسمه وهو دان بقلبه وغريب إذا نسبت وأمير على دمشق مطاع في صحبه وله بالعراق إخوان من حزبه إلى آخر المكاتبة. الأسلوب السادس: أن تفتتح المكاتبة بفظ: أنا كما كتب الصابي عن نفسه إلى الأثير أبي الحسن يهنئه بعيد: أنا أطال الله بقاء سيدنا الأستاذ الأثير أحاول الخدمة له والقرابة منه منذ وصلت إلى العسكر المنصور فيعترض دون ذلك عوارض يجري بها المقدور إلى حين الموقف المسطور وقد علم مني وشهر عني كذا وكذا إلى آخر الكتاب. الأسلوب الرابع: أن تفتتح المكاتبة بلفظ: صدرت أو أصدرت كما كتب صاحب ديوان الإنشاء في زمن المسترشد عن نفسه إلى أبي الفرج سعد بن محمد تشوقاً: صدرت هذه الجملة إلى فلان ولواعج الأشواق إليه متضاعفة مترادفة واستمرار الصبر على البعد عنه قد رث قواه ووهن عراه وأوزعنا وجدناه إذ عنت ذكراه وإن كان ذكره سمير الخاطر وتجاه الناظر والغريم الملازم الذي يستحق غالبه اللبيب الحازم إلى آخر الكتاب.
في وهي على ضربين الضرب الأول أن تفتتح الجواب بما يفتتح به الابتداء ثم يقع التعرض بعد ذلك لوصول الكتاب والجواب عنه إما متلاصقاً لأول الابتداء وإما بعد كلام طويل فأما ما هو متصل بأول الابتداء فكما كتب الصابي كتابي ووصل كتاب مولاي وفهمته وجل عندي قدره وموقعه وسكنت إلى ما دل عليه من سلامته وسألت الله أن يسبغ عليه ظلها ويمليه نعمه كلها فأما ما ذكره من كذا وكذا إلى آخر الكتاب. وأما ما هو بعد كلام طويل فكما كتب الصابي أيضاً عن نفسه إلى الصاحب ابن العباد: كتابي أطال الله بقاء مولانا الصاحب الجليل كافي الكفاة وليس من جارحة إلا ناطقة بشكره وحمده ولا في الدهر جارحة إلا عافية بفضله ورفده وأنا مستمر له على دعاء إن خلوت من أن يكون عائداً لصلاحي ورائشاً لجناحي لألتزمنه عن الأحرار العائشين في نداه المستظلين بذراه فكيف وأنا أول ساهر في مرابعه ووارد لشرائعه وأحوالي جارية على استقامة أقوى أسبابها تصرف الأيام على آرائه واتباعها إيثاره في أوليائه وأعدائه والحمد لله رب العالمين قضاء لحقه واقتضاء لمزيده واستدامة للنعمة عنده التي استحصفت في أيدينا سعتها وسالت علينا شعابها وغمرتنا سجالها وتفيأت لنا ظلالها وما يزال بين رغبة مولانا الصاحب الجليل كافي الكفاة أدام الله علوه وكبت عدوه في عبده ورغبة عبده إليه سر مكنون في الصدور ومستور تحت الضلوع فهما يتناجيان به على بعد الدار ويلتقيان عليه بالأفكار فإن تطلع من حجاب القلوب وشذ من ظهور الغيوب فإن ظهوره يكون من جهته في نفحات الإنعام ومن جهتي في ثمرات الكلام. وقد وصل كتابه المخطوط بكرمه لا بقلمه إلى صنيعته الماثل بين يديه بهممه لا بقدمه فلم يستطع إلا أن ينهض من الفكر إلا بقدر ما يبرأ ساحته من الكفر ويبلغه إلى آخر الاجتهاد والعذر وأسأل الله أن يطيل بقاءه للإفضال المأخوذ منه والفضل المأخوذ عنه والعلم الذي يزخربه بحره والفخر الذي يسحب له ذيله والعز الذي ضرب عليه رواقه والسلطان الذي ألقي إليه استحقاقه والأمر والنهي اللذين يحويهما تراثاً واكتساباً إذا حواهما غيره غلولاً واغتصاباً بمنه وطوله وقد كان كذا وكذا. الضرب الثاني أن يفتتح الجواب بلفظ ورد أو وصل ونحوهما كما كتب الصابي عن الوزير أبي عبد الله بن سعدان في جواب كتاب ورد عليه: وصل كتابك أطال الله بقاءك وفهمته وأدى فلان ما تحمله عنك ووعيته وازدادت به بصيرة في سدادك ومعرفتك وفضلك وحصافتك واجتماع الأدوات الجميلة فيك الداعية إلى إعلاء محلك وحميد حالك والثقة بك والاستنامة إليك وأنهيت ذلك إلى الملك فلان فأصغى إليه مستمعاً وأوجب لك به حقاً متضاعفاً وأمرني كذا وكذا إلى آخر مراده. وكما كتب أبو الفرج الببغاء في جواب كتاب: ورد كتابك مشافهاً من البر ومؤدياً من الفضل ومتحملاً من المن ما تجاوز الإنصاف إلى الإسراف وقرن الإكرام بالإنعام ولم أدر أي المنح به أشكر ولا بأي العوارف له أعترف أبما تحمله من جميل نيته أم ما أدى من جليل مخاطبته أم ما ناجتني به فوائد ملاطفته أم ما اعتمدني من حلاوة مفاوضته إلى غير ذلك من الوصول إلى النعمة التي لا أطاولها بشكر ولا أقاومها بمنة اعتداد وهو ابتداؤه إياي من المكاتبة بما أحرز به على عادته قصب السبق وزاد على الرغبة مبرهناً وبصادق الود مخبراً وإلى البسط دليلاً وعلى مستأنف الخدمة بالمواصلة باعثاً ووجدته أيده الله قد فعل كذا وكذا.
واعلم أنه لم يكن لهم ضابط للاختتامات ولا ما يقضي ملازمة اختتام معين لصدر معين بل ذلك موكول إلى رأي الكاتب لا يرعي فيه غير علو الرتبة وهبوطها حيث تفاوتت رتب الاختتامات عندهم. ثم الاختتامات عندهم على أنواع شتى: منها: الاختتام باستماحة الرأي وهو على مراتب: أعلاها ولمولانا علو الرأي في ذلك كما كتب الصابي في خاتمة كتاب: ولمولانا علو الرأي في تشريف خادمه بالقبول والتقدم بإعلامه بالوصول واستخدمه بما يتعلق بآرابه وأوطاره ومن نظائر ذلك وأشكاله إن شاء الله. ودون ذلك: الاختتام بلفظ فإن رأي كذا وكذا فعلكما كتب الصابي في خاتمة كتاب بشارة بفتح: فإن رأى سيدي أن يعرفني موقع هذه البشرى منه ومقابلتها بالشكر الواجب عليها ويتقدم بإشاعتها في نواحيه وأعماله ليبكت الله به عدوه وعدونا ويكاتبني بما أتطلعه من أحواله وأخباره وأتعمد إسعافه بع من مآربه وأوطاره فإني أعتده شريكاً لنا مساهماً وخليطاً مفاوضاً فعل إن شاء الله تعالى. ودونه: فرأيك في كذا وكذا كما كتب أبو الفرج الببغاء في خاتمة كتاب في الحث على مواصلة الكتب فرأيك في إيناسنا بكتبك متضمنة ما نؤثره من انبساطك ونعلمه من أخبارك موفقاً إن شاء الله تعالى. وقد تقدم في الكلام على أصول المكاتبات لأي معنى كان فرأيك دون فإن رأيت. وذكر ابن حاجب النعمان أن أعلى المراتب وللآراء العالية فضل السمو ومزيد القدرة. ودونه: ولرأي المجلس الفلاني فضله وسموه. ودونه: ولرأي الحضرة الفلانية فضله. ودونه: ورأي حضرة مولانا أسمى. ودونه: ورأي حضرة مولاي العالي. ودونه: ورأيه موفقاً. ودونه: ورأيه السديد. ودونه: ورأيه الأرشد. ودونه: المؤثر كذا. ودونه: فأحب أن يفعل كذا. ودونه: ويجب أن يفعل كذا. ودونه: فافعل كذا من غير مخالفة. ودونه: وأحذر المخالفة. ومنها الاختتام بالدعاء كما كتب الصابي كتاب وأسأل الله أن يطيل بقاءه ويصل إخاءه ويحفظه بعيداً وقريباً ويرعاه غائباً وحاضراً. ومنها: الاختتام بطلب مواصلة الكتب كما كتبا لصابي في خاتمة كتاب: وأنا أسأله أن يواصلني بكتبه مضمنة أخباره الطيبة وأمره الممتثل وأوطاره ومهماته معتمداً بذلك إن شاء الله تعالى. ومنها: الاختتام بترك التكليف بالمكاتبة من غير الضروري كما كتب الصابي في آخر مكاتبة: وما أطالب سيدي بالمكاتبة إلا عند الحاجة العارضة فإنه يفيدني بها جميلاً اشكره ويستفيد مني سعياً يحمده فأما ما عدا ذلك مما يشغل أوقات راحته ويسد فرج خلوته فإنني أستعفي منها استعفاء المتقرب إليه المؤثر لما خف عليه وله فيما سألت فضل النظر فيه والإسعاف به إن شاء الله تعالى. ومنها: الاختتام بالتحذير من المخالفة كما كتب الصابي في خاتمة الكتاب إلى جماعة بتحصيل قوم: وليكتب كل واحد منهم بخبر من عسى أن يظفر به من هؤلاء أو يقف على موضعه أو ينتهي إليه من خبره وليحذر من التقصير في ذلك. إلى غير ذلك من الاختتامات التي لا تحصى كثرة. وقد ذهب كثير من الكتاب إلى عدم تفصيل بعض الاختتامات على بعض على أن ابن الحاجب النعمان قد قال في ذخيرة الكتاب: إن أعلى ذلك بالنسبة إلى المكتوب إليه وللآراء الفلانية فضل السمو ومزيد القدرة. ودونه: ولرأي المجلس الفلاني فضله وسموه. ودونه: ولرأي الحضرة الفلانية فضله. ودونه: ورأي حضرة سيدنا أسمى. ودونه: ورأي حضرة مولاي العالي. ودونه: ورأيه موفقاً. ودونه: ورأيه السديد. ودونه: ورأيه الأرشد. ودونه: المؤثر كذا. ودونه: فأحب كذا. ودونه: ويجب أن تفعل كذا. ودونه: وسبيله أن يعتمد كذا. ودونه: فافعل كذا. ودونه: فافعل كذا من غير مخالفة. ودونه: وأحذر المخالفة.
وفيها أربعة أحوال: الحالة الأولى: أن يكون العنوان من الرئيس إلى المرؤوس. قد ذكر في صناعة الكتب أن العنوانات من الوزير والقاضي وغيرهما من الرؤساء على تسع مراتب: الأولى: أن يكتب في الجانب الأيمن لأبي فلان أطال الله بقاءه وأعزه وفي الجانب الأيسر من فلان بن فلان باسم الوزير واسم أبيه إن لم يكنه الإمام فإن كناه كتب من أبي فلان والقاضي في معنى ذلك. الثانية: أن يكتب في الجانب الأيمن لأبي فلان أطال الله بقاءه فقط ويكتب السم ولا يكتب: وأعزه. الثالثة: أن يكتب في الدعاء للمكتوب إليه: أدام الله عزه. الرابعة: أن يكتب: أعزه الله. الخامسة: أن يكتب: أكرمه الله وأدام كرامته. السادسة: أن يكتب: أكرمه الله وفي ذلك يكتب اسم الوزير في الجانب الأيسر. السابعة: أن يكتب: أبقاه الله ولا يذكر اسم الوزير في هذه المرتبة وما بعدها. الثامنة: أن يكتب: حفظه الله ولا يكتب اسم الوزير. التاسعة: أن يكتب: عافاه الله. وعلى نحو ذلك جرى ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب فقال: إنه يبدأ في الجانب الأيمن بذكر المكتوب إليه ونعوته وكنيته واسمه واسم أبيه ونسبه المشهور من ناحيه أو قبيلته أو بلده ثم يذكر المكتوب عنه في الجانب الأيسر باسمه واسم أبيه فإن كان الكتاب عن الوزير ذكر وقد سبق الكلام على أصول المكاتبات في أول الباب الثاني من هذه المقالة أن من السلف من كره لأبي فلان وقال: الصواب أن يكتب إلى أبي فلان. قال في صناعة الكتاب ويكتب: لأبي الحسن فإن أعدت الكنية في الناحية الأخرى رفعت فقلت: أبو الحسن علي بن فلان على المبتدأ والخبر أو على إضمار مبتدأ وإن شئت خفضت على البدل فإن لم تعد الكنية كان الخفض أحسن فقلت لأبي الحسن. ثم قال: وإن كتبت إلى رجلين كنية كل منهما أبو الحسن كتبت لأبوي الحسن إذا لم يكن لهما ولد يقال له الحسن فإن كان لكل منهما ولد يقال له الحسن جاز أن يكتب لأبوي الحسنين. قال: والاختيار أن يكتب لأبوي الحسن أيضاً لأن المعنى للذين يقال لكل منها أبو الحسن. ويجوز أن يكتب إلى الرجلين اللذين يكنيان بأبي الحسن: لأبي الحسن بفتح الباء وكسر الياء على لغة من قال جاءني أبك والأصل فيه لأبين الحسن سقطت النون للإضافة ويكتب في الجميع لأبي الحسن بكسر الباء الأصل لأبين بكسرها أيضاً سقطت النون للإضافة على لغة من قال: جاءني أبوك يعني بضم الواو ويجوز أن يكتب لرجل كنيته أبو الحسن لأبا الحسن على لغة القصر كما يقال لفتى الحسن. قال في ذخيرة الكتاب وإن كان الكتاب إلى اثنين وكنايتهما مختلفة كأبي جعفر وأبي منصور وأبي بكر كتبت آباء جعفر ومنصور وبكر. وإن كانت كنايتهم متفقة مثل أن تكون كنية كل الحالة الثانية: أن يكون العنوان من المرؤوس إلى الرئيس. قد ذكر النحاس عن الفضل بن سهل أنه خوطب الكفء بجعلني الله فداك بالصدر الكامل فأحسن دعائه للعنوان أعزه الله وأطال بقاءه وذكر أنه إذا كوتب بأعزه الله فأجمل العنوان مد الله في عمره. قال في صناعة الكتاب: ولا يتكنى الرجل في كتبه إلا أن تكون أشهر من اسمه فيتكنى على نظيره ويتسمى لمن فوقه ثم يلحق المعروف أبا فلان أو المعروف بأبي فلان. قال: ويكتب: من أخيه إن كانت الحال بينهما توجب ذلك. الحالة الثالثة: أن يكون العنوان من الرجل إلى ابنه ومن في معناه قد ذكر النحاس أنه يعنون إليه من فلان بن فلان إلى فلان بن فلان ثم قال: وكذا كبير الإخوة والرجل إلى أهل بيته. الحالة الرابعة: أن يكون المكتوب إلى امرأة. قال في صناعة الكتاب: إن كان المكتوب إليه أم الخليفة كتب: للسيدة أم فلان أمير المؤمنين وإن كانت امرأة الخليفة وكان ابنها معهوداً إليه بالخلافة كتب للسيدة أم فلان ولي عهد المسلمين وإن كانت امرأة رجل جليل كتب للحرة أم فلان ولا يكتب اسمها ويدعو بالدعاء الذي يكون خطابها به. هذا ما كان الحال عليه في زمن النحاس في خلافة الراضي وما حولها. وقد ذكر ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب أن الحال تغير عن ذلك عند تغير المكاتبات إلى المجلس العالي والحضرة السامية وما يجري مجرى ذلك ثم قال: فعلى هذا إذا كتب إلى المكتوب إليه بالمجلس العالي السامي ونعوته فيجب أن يكني عن نفسه بالمملوك أو مملوكه أو العبد أو الخادم. وإذا كتب: الحضرة السامية أو العالية ونوتها فيجب أن يكني عن نفسه خادمها أو خادمه وعبدها أو عبده. قال: وفي الكتابة إلى النظير لا ضابط لعنوانه كما لا ضابط لمكاتبته بل له أن يكني عن نفسه بما شاء مما تقدم ذكره. ثم قال: وإن كانت المكاتبة من الرئيس إلى المرؤوس فيجب أن يكني: حضرة الفلاني بغير مولاي ودونه: الفلاني بغير حضرة وكنيته ونعوته واسمه واسم أبيه ويكني عن نفسه ما يختار أن يكتبه الرئيس إلى المرؤوس مما هو معروف مشهور ويزيد في اسمه واسم أبيه ألفاً ولاماً إن كانا مما يجوز أن يزاد فيهما ويحذف من اسمه واسم أبيه الألف واللام. قال: وللرئيس أن يكتب عن نفسه بما شاء من الكنايات التي تليق بمنصبه واسمه واسم أبيه ونعته المقترن بأمير المؤمنين مثل ناصر أمير المؤمنين وحسام أمير المؤمنين وما أشبه ذلك.
|